ديترويت – وباء كورونا الذي تسبب في تعطيل الاقتصاد الأميركي عموماً، أدى بالمقابل إلى اشتعال سوق تجارة البنادق والذخيرة، حيث ارتفعت مبيعات الأسلحة والذخيرة في الولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة بوتيرة متصاعدة، بسبب خشية الأميركيين من تدهور الأوضاع الأمنية وسريان شائعات حول إمكانية فرض الأحكام العسكرية لمواجهة فيروس «كوفيد–19».
وقالت صحيفة «ديترويت نيوز» إن مبيعات الأسلحة في منطقة ديترويت الكبرى سجلت مستويات قياسية خلال الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن السؤال عن كيفية شرائ الأسلحة بات أمراً شائعاً بين السكان..
من جابنبها قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، في تقرير إن مبيعات الأسلحة شهدت ارتفاعاً كبيراً في عديد من الولايات الأميركية، وخاصةً في تلك التي تضررت بشدة من فيروس «كورونا» المستجد، ولا سيما كاليفورنيا ونيويورك وواشنطن، مضيفة إن النسب ارتفعت حتى في المناطق الأقل تأثراً بالفيروس.
ونقلت شبكة «سي بي أس نيوز» عن كورت غرين، وهو مدير متجر للأسلحة في منطقة هاريسبورغ، بولاية بنسلفانيا، قوله إن متجره حقق مبيعات تجاوزت 30 ألف دولار يوم الاثنين الماضي وحده.
وتابع غرين «لقد كان أكثر الأيام ازدحاماً على الإطلاق»، مضيفاً أن المبيعات في المتجر الذي يبلغ من العمر تسع سنوات ارتفعت بنسبة 50 بالمئة على الأقل مقارنة بالأيام السابقة، كما قفزت مشتريات الذخيرة بأكثر من 20 بالمئة.
وقال غرين مازحاً لشبكة «سي بي أس نيوز» «عندما يسوء الاقتصاد، تسير مبيعات الأسلحة بشكل جيد».
«سي بي أس نيوز» نقلت عن تجار الأسلحة قولهم إنهم يرون أعداداً قياسية من الزبائن في الأيام الأخيرة.
والمتاجر عبر الإنترنت تواجه مشكلة في مواكبة ذلك، مثل موقع Ammo.com الذي أبلغ زبائنه أن «العدد المرتفع من الطلبات يعني أن أوقات الانتظار ستكون أطول من المعتاد».
ويبدو أن مشتري الأسلحة يخالفون توصيات مسؤولي الصحة العامة لتجنب الرحلات والاحتشاد غير الضروري.
فيوم الثلاثاء الماضي مثلاً، كان لدى متجر «أدفنتشر آوتدورز » الذي يقع في ولاية جورجيا حوالي 300 زبون، وفقاً للمالك والمدير أريك والاس.
وقال والاس إن متجره باع 500 بندقية الاثنين المنصرم، وأن أكبر المبيعات كانت من صنف البنادق والبنادق نصف الآلية AR–15 والمسدسات من نوع 9 مم.
في المقابل، قال والاس إن متجره يبيع عدداً قليلاً نسبياً من بنادق الصيد.
وبحسب المراقبين فإن الأميركيين يحضرون أنفسهم لحالة إعلان قوانين عسكرية تنظم الحالة الاستثنائية التي تعيش فيها البلاد مما قد ينعكس على قوانين تملك السلاح، فيما اندفع كثيرون إلى تموين «السلاح والذخيرة»، خوفاً من «جنون الآخرين»!
وقال والاس «الجميع يريد أن يكون مستعداً لحماية نفسه وعائلته إذا تم إعلان الأحكام العرفية».
وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي الاثنين الماضي شائعات أن الرئيس دونالد ترامب كان على وشك أن يأمر بإغلاق كامل للولايات المتحدة وتعليق القوانين المدنية.
وتم نشر هذه الرسائل على نطاق واسع. مما دفع السناتور الجمهوري ماركو روبيو إلى مناشدة الأميركيين قائلاً «رجاء توقفوا عن نشر الشائعات الغبية حول فرض القانون العسكري». وتابع «سنستمر في عمليات الإغلاق والقيود على عدد من الأعمال غير الضرورية في مدن وولايات معينة، لكن هذا ليس قانون تنظيم جديد».
Leave a Reply