واشنطن – فيما تنشغل الولايات المتحدة بمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، أعطى الناخبون في ولايات فلوريدا وإيلينوي وأريزونا –يوم الثلاثاء الماضي– فوزا عريضاً لنائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، ليوسع الفارق بشكل كبيز مع منافسه اليساري بيرني ساندرز، ويقترب أكثر من أي وقت مضى إلى نيل ترشيح حزبه لمنافسة الرئيس دونالد ترامب في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وفاز بايدن بنسبة 62 بالمئة من الأصوات في فلوريدا مقابل 23 بالمئة لساندرز.
وفي أريزونا فاز بايدن بنسبة 43.6 بالمئة مقابل 31.7 بالمئة لساندرز.
وفي إيلينوي، تفوق بايدن بحصوله على 59 بالمئة من الأصوات مقابل 36 بالمئة للسناتور «الديمقراطي الاشتراكي» عن ولاية فيرمونت.
وكان من المفترض أن تجري الانتخابات التمهيدية نهار الثلاثاء الماضي في ولاية رابعة هي أوهايو، لكن سلطاتها قررت في اللحظات الأخيرة إرجاء هذا الاستحقاق إلى حزيران (يونيو) القادم بسبب تفشّي وباء كورونا المستجد.
وتمكنت حملة بايدن التي بدت متعثرة في بداية السباق، من تحقيق سلسلة انتصارات في ولايات مهمة جعلته متقدماً في عدد أصوات المندوبين الذين سينتخبون رسمياً مرشّح الحزب الديمقراطي في مؤتمر الحزب الديمقراطي المقرر في تموز (يوليو) القادم.
وخلال الأسبوعين السابقين حقق بايدن انتصارات في 16 من بين 21 ولاية أجريت فيها الانتخابات.
وبلغ عدد أصوات المندوبين الذي ناله بايدن بعد نتائج الثلاثاء المنصرم، 1,180 مندوباً مقابل 885 لساندرز، علماً بأن الفوز بترشيح الحزب يتطلب 1,991 مندوباً.
وقال بايدن في حديث متلفز من منزله في ديلاوير «لقد شهدت حملتنا ليلة جيدة جداً».
وأضاف «لقد اقتربنا من نيل تسمية الحزب الديمقراطي لخوض السباق الرئاسي، ونقوم بذلك عبر بناء تحالف واسع» من أجل الفوز في نوفمبر.
ولطالما قال بايدن إن الأميركيين بحاجة إلى نتائج عملية وليس «الثورة» السياسية التي يدعو إليها ساندرز.
لكنه توجه إلى ناخبي ساندرز بالقول «إلى الناخبين الشباب الذين ألهمهم ساندرز، أنا أصغي إليكم».
وأضاف أنه يشاطر ساندرز «رؤية مشتركة» تقوم على توسيع نظام الضمان الصحي ومكافحة التفاوت الاجتماعي ومحاربة التغير المناخي.
وشكلت انتصارات بايدن (77 عاماً) في ولايات فلوريدا وإيلينوي وأريزونا مؤشراً على أن الديمقراطيين مستعدون للاتحاد خلفه لهزيمة ترامب، وزيادة الضغوط على خصمه ساندرز (78 عاماً) للانسحاب من السباق، لاسيما وأن الانتصار الثلاثي جاء قبل فترة انقطاع تتوقف فيها الانتخابات التمهيدية لأسابيع في ظل تفشي فيروس كورونا.
وأرجأ عدد من الولايات، الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي ومن بينها جورجيا ولويزيانا وماريلاند وكنتاكي.
وحث توم بيريز رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية، الولايات التي لم تجر فيها الانتخابات التمهيدية بعد، على عدم التأجيل والتركيز بدلاً من ذلك على سبل جعل التصويت أكثر أماناً كالاقتراع عن طريق البريد أو تمديد ساعات التصويت المبكر.
ويثير فوز بايدن أيضاً تساؤلات حول حملة ساندرز الانتخابية وما إذا كان سعيه المتواصل للترشح يضر بفرص بايدن في الانتخابات. ويخشى زعماء الحزب الديمقراطي تكرار ما حدث في انتخابات عام 2016 عندما ساهمت المعركة الطويلة والمريرة بين ساندرز والمرشحة السابقة هيلاري كلينتون في خسارة كلينتون أمام ترامب (73 عاماً).
هل ينسحب ساندرز؟
ذكرت حملة ساندرز، أنه يعتزم تقييم حملته الانتخابية، في ظل النتائج التي حققها الآن في السباق إلى البيت الأبيض.
وأصدر مدير حملة ساندرز بياناً، قال فيه إن المرشح الديمقراطي «سيجري محادثات مع مؤيدين لتقييم حملته»، بعد الانتصارات الحاسمة التي حققها بايدن في فلوريدا وإيلينوي وأريزونا.
وكان مراقبون قد قالوا إن هذه «الانتصارات الحاسمة» ستزيد الضغط على ساندرز للاعتراف بالهزيمة والانسحاب من السباق.
لكن مدير حملة المرشح الرئاسي ذي الميول اليسارية، قال إن ساندرز «ليس في عجلة من أمره لاتخاذ أي قرارات بشأن مغادرة السباق».
وكان ساندرز قد ألقى خطاباً الثلاثاء الماضي استمر 20 دقيقة على الإنترنت، لكنه لم يذكر الانتخابات التمهيدية وركز على التوصيات لمواجهة فيروس كورونا المستجد مطالباً بضخ حوالي تريليوني دولار لمكافحة الوباء و«تجنب كارثة اقتصادية».
انتقاد ترامب
وكان المرشحان الديمقراطيان بايدن وبيرني ساندرز، قد انتقدا خلال مناظرة ثنائية بينهما في أريزونا الأحد الماضي، طريقة إدارة الرئيس ترامب في مواجهة فيروس كورونا.
واعتبر بايدن أن من الضروري إعلان «الحرب» على الفيروس و«القيام بما هو أكثر بكثير مما فعله هذا الرئيس»، في إشارة إلى ترامب. وقال نائب الرئيس الأميركي السابق: «كنتُ سألجأ إلى الجيش على الفور. الجيش لديه القدرة على بناء مستشفيات بسعة 500 سرير تحتاجها» البلاد.
من جهته، اتهم ساندرز، ترامب بـ«تقويض» عمل الخبراء، وقال «علينا إسكات هذا الرئيس الآن».
انسحاب غابارد
أنهت المرشحة الديمقراطية تولسي غابارد حملتها الانتخابية منسحبة من السباق التمهيدي نحو البيت الأبيض، وأعلنت دعمها لزميلها الحزبي جو بايدن، في خطوة تهدف لتوجيه الأصوات نحوه عقب انسحابها.
وأعلنت غابارد، النائبة عن ولاية هاواي في الكونغرس، دعمها لبايدن «رغم أني قد لا أتفق مع نائب الرئيس (بايدن) على جميع القضايا، إلا أنني أعرف أن لديه قلباً جيداً، مفعماً بحبه لبلادنا وللشعب الأميركي».
وكانت غابارد التي لم تجمع خلال الحملة سوى مندوبين اثنين وتم استبعادها من معظم المناظرات التلفزيونية، قد دعمت المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز في انتخابات 2016.
وأشارت إلى أن فيروس كورونا كان أحد أسباب انسحابها، لكنه ليس السبب الرئيسي بالطبع.
Leave a Reply