ديترويت – خلال الأسبوع الثالث من شهر آذار (مارس)، تقدم أكثر من 129 ألف شخص من سكان ميشيغن بطلبات للحصول على إعانات البطالة، بعدما فقدوا وظائفهم بسبب التدابير الصارمة التي فرضتها حكومة الولاية لاحتواء أزمة وباء كورونا التي بدأت تنعكس سلباً على الاقتصاد.
وارتفعت طلبات البطالة في ميشيغن بأكثر من 24 مرة عما كانت عليه قبل أسبوع واحد، وخلال الفترة نفسها من عام 2019، وفقاً لوكالة «أسوشتيد برس».
الطلبات التي قُدمت في ولاية البحيرات العظمى خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 21 مارس، هي جزء من حوالي 3.3 مليون طلب بطالة تقدم به الأميركيون في مختلف أنحاء الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، وهو رقم أكبر بأربعة أضعاف من الرقم القياسي الوطني المسجل عام 1982.
وقال الخبير الاقتصادي باتريك أندرسون إن العدد المفاجئ من طلبات الإعانة على البطالة، يؤكد على خطر ما أسماه بـ«كساد كورونا»، مضيفاً بالقول: «لقد قدرنا –الأسبوع الماضي– أن 104 مليون شخص سيخسرون مداخليهم خلال الـ45 يوماً القادمة، وعدد كبير منهم خسروها بالفعل».
وخلال الكساد العظيم، بين تشرين الأول (أكتوبر) 2008 وتموز (يوليو) 2009، بلغ متوسط طلبات البطالة 31,500 طلب أسبوعياً، فيما بلغت الذروة بتقديم 77 ألف طلب خلال أحد الأسابيع، وفقاً لـ«دائرة العمل والفرص الاقتصادية» بميشيغن.
أرقام ميشيغن في الأسبوع الماضي (15–21 مارس)، قفزت بنسبة 67 بالمئة، مقارنة بأسبوع الذروة خلال الكساد العظيم في 2008–2009.
وفيما يتعلق بإقرار مشروع قانون تحفيزي بقيمة 2 تريليون دولار، قلّل وزير الخزانة ستيفن منوتشين –في مقابلة تلفزيونية– من بيانات البطالة الجديدة، واعتبرها «غير ذات صلة». وقال: «من الواضح أن هنالك أشخاصاً لديهم طلبات إعانات على البطالة. ومرة أخرى، الشيء الجيد في الحزمة التحفيزية، هو أن الرئيس يحمي هؤلاء الأشخاص».
وأضاف منوتشين: «الآن مع هذه الخطط، نأمل أن تتمكن الأعمال الصغيرة من إعادة توظيف الكثير من هؤلاء الأشخاص. الأسبوع الماضي، لم يعلموا ما إذا كانت لديهم أية حماية، لم تكن لديهم أية نقود، لم يكن لديهم خيار».
لكن أندرسون لم يوافق على اعتبار منوتشين للثلاثة ملايين عاطل عن العمل (الجدد) في عموم أميركا «أمراً ليس ذا صلة»، ووصفهم بأنهم نواة «تمرد محتمل». وقال: «اتفق مع الوزير في أن هناك حاجة إلى تحفيز فدرالي، وأشيد بجهوده الشخصية لإنجاز ذلك الدعم». وأضاف: «إن 3 ملايين شخص، رقم يؤكد على أهمية الحصول على مساعدة أصحاب العمل في أقرب وقت ممكن، نحن بحاجة إلى إعادة هؤلاء الأشخاص إلى العمل، أو أننا سنواجه كساد–كورونا».
ومن بين مقاطعات ميشيغن الـ83، سجلت مقاطعة واشطينو أكبر زيادة في نسبة طلبات الإعانة، حيث زادت الطلبات من 1,343 طلباً في الأسبوع المنتهي في 14 مارس، إلى 5,286 طلباً في الأسبوع المنتهي في 21 مارس، أي زيادة بنسبة 294 بالمئة.
لكن مقاطعات وين وأوكلاند وماكومب شهدت أكبر الزيادات الإجمالية خلال الفترة نفسها، حيث ارتفع عدد الطلبات في وين من 15,901 إلى 40,025، أي زيادة بنسبة 152 بالمئة. وفي مقاطعة أوكلاند من 7,810 إلى 23,799، أي زيادة بنسبة 205 بالمئة، وفي مقاطعة ماكومب من 7,596 إلى 22,543، أي زيادة بنسبة 197 بالمئة.
وكانت حاكمة ميشيغن غريتشن ويتمر قد سمحت –في 16 مارس– بتوسيع قاعدة المؤهلين للحصول على مزايا فقدان الوظائف، في أعقاب عمليات الإغلاق بسبب كورونا، وتعليق الإجراءات التي تتطلب من المتقدمين الحضور الشخصي ومتطلبات البحث عن العمل.
وأوضحت ويتمر في مرسوم منفصل، الأربعاء الماضي، أن شرطي التسجيل والبحث عن العمل قد تم تعليقهما. وقالت إن أي شخص لديه طلب إعانة ساري المفعول، سيحصل على تمديد للإعانة لمدة ستة أسابيع، وسوف يتم إشراك حكومة الولاية مع أصحاب العمل لدفع التكاليف.
وأضافت الحاكمة الديمقراطية في بيان: «هذه أوقات صعبة يواجهها جميع الميشيغندريين، ولا ينبغي على أحد أن يقلق بشأن كيفية تغطية نفقاتهم إذا لم يتمكنوا من العمل بسبب العزل الذاتي أو الحجر الذاتي، لتفادي الإصابة بالفيروس التاجي».
ومن المتوقع أن تزداد إعانات البطالة بشكل كبير خلال الفترة القادمة، بموجب الحزمة التحفيزية التي أقرها مجلس الشيوخ الأربعاء الماضي، والتي ستزيد مخصصات العاطلين عن العمل بقيمة 600 دولار أسبوعياً على مدى أربعة أشهر، وذلك عدا عن الإعانات التي يحصلون عليها من حكومات الولايات التي يعيشون فيها.
Leave a Reply