لانسنغ – بسبب استمرار تفشي وباء كورونا المستجد، أصدرت حاكمة ميشيغن، غريتشن ويتمر –الخميس الماضي– أمراً تنفيذياً يقضي بإغلاق جميع المدارس في الولاية حتى نهاية العام الدراسي، وكذلك إيقاف التقييمات للمعلمين وإلغاء الامتحانات الرسمية، ووقف الإجراءات الحكومية الفاحصة لمدى التزام المناطق التعليمية بالقواعد المرعية للحصول على المساعدات من الولاية.
وأشارت الحاكمة الديمقراطية في قرارها، إلى أن قرابة 1.5 مليون طالب سيكملون تعليمهم من المنازل لبقية العام الدراسي، لافتة إلى أن العملية التربوية ستعتمد كلياً على موارد كل منطقة تعليمية على حدة، ومدى قدرتها على صياغة خطط التعليم الإلكتروني، خلال الشهور الثلاثة القادمة.
وحثّت المناطق التعليمية في الولاية على تطوير خططها للتعليم عبر الإنترنت.
وفي السياق، أوضح ستيف ماثيوز، المشرف العام على مدارس نوفاي العامة، بمقاطعة أوكلاند، أن الحاكمة الديمقراطية أعطت لكل منطقة تعليمية «مساحة خاصة» لتلبية الاحتياجات التعليمية لطلابها.
وأضاف: «نحن مطالبون بوضع خطط للتعليم المنزلي، والخطط الموضوعة تتطلب موافقة الجهات المختصة.. إنها ليست خططاً على مستوى الولاية ولا على مستوى المقاطعة، بل هي خطط على مستوى المناطق التعليمية».
وأكد ماثيوز بأن «الأمر يعتمد حقاً على معرفة كل منطقة تعليمية بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لطلابها، ما يمكنها من تبني خيارات جيدة لبقية العام الدراسي، لتفادي تدهور الأداء الأكاديمي للطلاب».
ومع قرار الحاكمة بإغلاق جميع مدارس الولاية خلال الفترة المتبقية من العام الدراسي، تكون ميشيغن قد لحقت بتسع ولايات أخرى، اتخذت قرارات مماثلة.
وكانت ويتمر قد أمرت في 12 آذار (مارس) الماضي بإغلاق المدارس حتى 5 نيسان (أبريل) الجاري، ثم أمرت بتمديد الموعد حتى 12 أبريل، عندما أصدرت الأمر التنفيذي بإلزام جميع سكان الولاية بالبقاء في منازلهم لمكافحة وباء «كوفيد–١٩».
وينص قرار الحاكمة الجديد، على وقف تقييم متطلبات الحضور والدوام الرسمي الضرورية لكي تحصل المناطق التعليمية على مخصصاتها من المساعدات الحكومية، والتي تفرض على المناطق التعليمية استيفاء 1,098 ساعة، و180 يوماً، من تعليم التلاميذ، وتحقيق نسبة 75 بالمئة من الحضور.
كما ينص القرار على إيقاف تقييم المعلمين والإدرايين لبقية العام الدراسي، مع الاستمرار بدفع رواتب الموظفين حتى نهاية السنة المالية في 30 حزيران (يونيو) القادم.
وبالنسبة لطلاب المرحلة الثانوية، قالت ويتمر إن جميع طلاب الصف 12 في المرحلة الثانوية (سينيورز) سيمنحون الفرصة للتخرج هذه السنة، لافتة إلى أنه سيتم إلغاء جميع الامتحانات الرسمية في الفترة المتبقية من العام الدراسي، بما في ذلك اختبارات M–STEP التي تجرى سنوياً في فصل الربيع لتحديد مستوى الطلاب في اللغة الإنكليزية والرياضات والعلوم والاجتماعيات، أما طلاب المرحلة الثانوية على أبواب التخرج فيمكنهم إجراء اختبارات «سات» SAT للقبول الجامعي، في تشرين الأول (أكتوبر) القادم.
وأشارت ويتمر إلى أن المناطق التعليمية يمكنها تبني تقويمات متوزانة للعام الدراسي الحالي و/أو بدء العام الدراسي القادم، قبل عيد العمال، دون الحاجة إلى أية موافقات إضافية.
وبينما أكدت الحاكمة الديمقراطية على ضرورة توفير الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر لجميع طلاب الولاية، تماشياً مع خطة التعلم عن بعد، أشار مسؤولون تربويون إلى أن قرابة 500 ألف طالب في ميشيغن، يفتقرون للحواسيب ولإمكانية الوصول إلى الإنترنت، أو لكليهما.
وقالت ويتمر إن خطط التعلم عن بعد يجب أن توضح بالتفصيل كيف ستدير المناطق التعليمية، العملية التربوية، وكيف سترصد أداء طلابها، وذلك خلال موعد أقصاه 28 أبريل القادم.
وسوف يناط بدائرة التعليم في ميشيغن، و«جمعية مديري المدارس المتوسطة» بالولاية، وغيرها من المنظمات التعليمية والتربوية، تطوير وتوفير نسخة نموذجية لخطة التعلم عن بعد، لكي تساعد المناطق التعليمية على إعداد خطط ناجحة للتعلم عن بعد.
ومن المتوقع أن يثير تبني المناطق التعليمية لخطط التعلم الإلكتروني تحديات جديدة أمام المعلمين والطلاب وأولياء الأمور على حد سواء.
وفي هذا الإطار، أشارت إيف كالتز، مديرة مدارس «سنتر لاين» العامة في مقاطعة ماكومب، إلى أن خطط التعليم الإلكتروني، «ستمنح طلابنا كل فرصة ممكنة لمواصلة التعلم خلال هذه الفترة المضطربة، وهذا سيكون تحدياً صعباً بالنسبة للمعلمين، كما أنه سيكون تحدياً أكبر أمام طلابنا وأولياء أمورهم».
المشرف العام على المنطقة التعليمية لمدارس ديترويت العامة، نيكولاي فيتي، أكد بدوره على أن منطقته تعمل على تطوير إطار تعليمي يشمل جميع الطلاب في المواد الأساسية والأنشطة الرياضية والفنية، لافتاً إلى أن منطقة ديترويت التعليمية ستطلق في 14 أبريل خطة شاملة لتزويد الطلبة بالإنترنت والأجهزة اللوحية.
وقال فيتي: «سيضطلع جميع موظفينا بأدوار ومسؤوليات محددة لإشراك الطلاب والعائلات أثناء الإغلاق، من خلال المكالمات الهاتفية والمنصة الافتراضية للتعليم».
وأضاف: «سنركز على تعليم الطلاب وتلبية احتياجاتهم العاطفية والاجتماعية خلال هذه الأوقات الصعبة، كما ستتم طباعة جميع المهام الدراسية لمعالجة الفجوة الرقمية في المدينة»، لافتاً إلى أن العمل جارٍ من أجل تزويد الطلاب بالإنترنت والأجهزة اللوحية خلال شهر مايو.
وحول التحديات التي تواجه أولياء أمور الطلاب، قالت جويس كروم، وهي أم لطالبين، إن قرار ويتمر بإغلاق المدارس حتى نهاية العام الدراسي جعلها تشعر بالقلق على مستقبل ابنها وابنتها، مشيرة إلى أنهما يعانيان من صعوبات في التعلم، ويكافحان بشكل ملحوظ مع الدراسة عبر الإنترنت.
كروم التي تم تسريحها مؤخراً من العمل، كأمينة مكتبة، أضافت بأنها تشعر بالقلق حول أداء ابنتها المدرسي خلال الأشهر الثلاثة القادمة، وقالت: «لا أشعر بأنني مهيأة حقاً لتعليم أطفالي في المنزل».
مدارس الديربورنين
المشرف العام على مدارس ديربورن العامة، الدكتور غلين ماليكو، أثنى على قرار الحاكمة بإغلاق المدارس حتى نهاية العام الدراسي، وقال: «ما نزال نراجع جميع التفاصيل في قرار الحاكمة، وننتظر المزيد من التوجيهات من دائرة التعليم بميشيغن»، مضيفاً: «مع ذلك، بدأ فريقنا الإداري بالفعل بتطوير خطة التعلم عن بعد، بما ينسجم ويتماشى مع قرار الإغلاق».
وأشارإلى أن خطة التعلم عن بعد تتطلب موافقة الجهات المختصة لاعتمادها خلال الفترة المتبقية من العام الدراسي، من أجل الاستمرار في تلقي المساعدات المالية من حكومة الولاية، لافتاً إلى أن أحد مفاتيح قرار الحاكمة يتمثل في أن الطلاب بحاجة للمشاركة في التعلم عن بعد، أو أية أشكال أخرى من التعلم المستمر.
وفيما يخص البنود المتعلقة بشرائح معينة من الطلاب، أو مستويات محددة من الصفوف الدراسية، قال ماليكو إن هذه المسألة ستتم مناقشتها في كل مدرسة على حدة، بالتنسيق مع المكتب المركزي للمنطقة التعليمية.
أما بالنسبة للطلاب على أبواب التخرج، فقد أكد على إدارات الثانويات تجري محادثات لمناقشة كيفية تكريم خريجي العام 2020. وأثنى ماليكو على جهود موظفي خدمات الطعام وموظفي توزيع الوجبات المدرسية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
من جانبه، قال المشرف على منطقة كريستوود التعليمية بديربورن هايتس، الدكتور يوسف مسلم، إن منطقته تخطط من أجل خلق بعض الأوضاع الطبيعية في هذه الأزمة، لافتاً إلى أن خريجي العام 2020 سيمنحون شهادات «دبلوم»، وأن الإدارة تعمل على إعداد خطة لحفل تخرجهم.
وأشار إلى أن جميع الطلاب في منطقة كريستوود سيتم ترفيعهم إلى الصف الأعلى، وأن المنطقة التعليمية ستساعد الطلاب على تعويض ما فقدوه من التعليم، بسبب الإغلاق غير المسبوق. وقال إن فرق تعليم خاصة ستعقد مكالمات هاتفية جماعية مع أولياء الأمور لتحديد مستوى الطلاب في العام المقبل.
وأضاف بأن كريستوود تخطط لبدء العام الدراسي المقبل بسلاسة قدر الإمكان، معرباً عن اعتقاده بأن الطلاب والمعلمين لن يعودوا إلى مدارسهم قبل 24 آب (أغسطس) القادم.
Leave a Reply