تمرّد ويتسيت ينذر بمعركة انتخابية شرسة على مقعد «الدائرة 9» في مجلس نواب ميشيغن
ديترويت – الثناء على الرئيس الأميركي دونالد ترامب والإشادة بجهوده في مكافحة وباء كورونا، ليس أمراً مقبولاً في أوساط الحزب الديمقراطي، الذي قرر معاقبة إحدى نوابه في مجلس ميشيغن التشريعي وحرمانها من الدعم الحزبي بسبب زيارتها للبيت الأبيض ولقائها ترامب لشكره على التوصية بعقار طبي ساهم في إنقاذ حياتها من فيروس «كوفيد–19».
وكانت النائبة الديمقراطية عن «الدائرة 9» في مجلس نواب ولاية ميشيغن، كارين ويتسيت قد التقت بالرئيس ترامب ونائبه مايك بنس يوم 14 نيسان (أبريل) الماضي، حيث أشادت بعقار «هيدروكسي كلوروكوين» الذي أجازته السلطات الفدرالية وساهم في شفائها مع زوجها بعد معاناة شديدة مع المرض استمرت نحو أسبوعين.
وخلال اجتماع البيت الأبيض، توجهت ويتسيت لترامب بالقول: «شكراً لك على كل ما فعلته»، مضيفة «لم أكن أعلم أن كلمة شكراً، لها خط سياسي… أنا فقط أقول قصتي والحقيقة، وهذه هي مشاعري وهذه هي كلماتي».
لكن ما قالته النائبة الديمقراطية في البيت البيض، ارتد عليها سريعاً في ميشيغن، حيث صوتت المنظمة الإقليمية للحزب الديمقراطي، يوم السبت الماضي، بإجماع أعضائها الـ15، على فصل ويتسيت من الحزب مما قد يطيح عملياً بحظوظها في الاحتفاط بمقعدها النيابي لسنتين إضافيتين،
وتمثل ويتسيت «الدائرة 9» في مجلس نواب ميشيغن، والتي تضم أجزاءً من مدينتي ديترويت وديربورن، وتُعتبر دائرة محسومة انتخابياً لمرشح الحزب الديمقراطي.
وأشار قرار اللجنة الحزبية المشرفة على «الدائرة 13» للكونغرس في ميشيغن، والتي تغطي دائرة ويتسيت الانتخابية، إلى أن النائبة الإفريقية الأميركية الشابة «شوّهت مطالب وأولويات» قيادة الحزب الديمقراطي أمام الرئيس والعامة.
ولفت القرار الذي تم إقراره عبر تطبيق «زووم» الإلكتروني، إلى أن ويتسيت شاركت في «اتحاد النساء الجمهوريات في ميشيغن» للإعراب عن امتنانها لترامب، وأنها «أشادت بشكل متكرر وعلني بجهود الرئيس المتأخِّرة والمضلّلة في مواجهة فيروس «كوفيد–19» بما يتناقض مع الاستجابة العلمية والعملية» التي تدعو إليها القيادة الديمقراطية في ميشيغن، بحسب البيان.
واتهم القرار، ويتسيت «بتعريض صحة وسلامة ومعيشة ناخبيها ومدينة ديترويت وولاية ميشيغن، للخطر».
وقال رئيس المنظمة الإقليمية للحزب، جوناثان كينلوتش، في بيان: «لدينا القدرة على أن نكون الحكم عندما نرى قادتنا يهاجمون في العلن ولا يبدون الاستعداد للمناقشة من أجل إيجاد أرضية مشتركة»، مؤكداً أن أفعال ويتسيت وتصريحاتها الأخيرة تشير إلى أنها اختارت أن تكون «ديمقراطية منفردة بأهداف جمهورية».
وبموجب القرار، لن تنال ويتسيت دعم الحزب الديمقراطي للاحتفاظ بمقعدها في مجلس نواب ميشيغن في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، كما ستحرم من المشاركة في نشاطات الحزب للدورتين الانتخابيتين القادمتين.
والجدير بالذكر أن ويتسيت، التي انتُخبت لأول مرة عن مقعد «الدائرة 9» عام 2018، كانت الممثلة الشخصية لحاكمة الولاية غريتشن ويتمر في منطقة جنوب شرقي ميشيغن حتى إصابتها بفيروس كورونا المستجد في آذار (مارس) الماضي.
في المقابل، أبدى الرئيس ترامب تضامنه مع ويتسيت واصفاً في تغريدة عبر «تويتر»، معاقبتها، بأنه «أمر مشين»، داعياً النائبة الديمقراطية إلى الانضمام إلى الحزب الجمهوري.
وقال في تغريدة أخرى: «إن وسائل الإعلام الكاذبة والفاسدة تماماً تلاحقها من أجل استهدافي»، واصفاً ويتسيت بأنها «ذكية وقوية، وتعلم الحقيقة». وأنها «أصبحت بطلة بالنسبة لكثيرين».
ردّ ويتسيت
من جانبها، قالت ويتسيت، التي مُنحت مهلة سبعة أيام لاستئناف قرار فصلها من الحزب، إنها لن تسمح «للتفاهات السياسية» الصادرة عن المنظمة الديمقراطية، بإشغالها عن خدمة الناخبين في دائرتها، مؤكدة عدم مبالاتها بالقرار، والتزامها بتوفير احتياجات أكثر من 93 ألف شخص يشكلون دائرتها الانتخابية.
وكشفت ويتسيت لصحيفة «ديترويت نيوز» أنها نجحت بتوفير مساعدات بقيمة 450 ألف دولار لسكان دائرتها خلال أربعة أيام فقط، وهي تعمل على توصيل المواد الغذائية ومنتجات التنظيف إلى المحتاجين خلال الوباء.
وأضافت «نحن في خضم وباء عالمي إذا نسيتم… وهذا ما يجب أن يكون جوناثان (كينلوك) والحاكمة مشغولين به»، نافية وجود أية صلات تربطها بـ«اتحاد النساء الجمهوريات في ميشيغن» الذي أورده قرار معاقبتها.
ورفضت ويتسيت، الأحد الماضي، الاستجابة لطلب مثول أمام لجنة الحزب الديمقراطي لفحص أهليتها للترشح عن الحزب، لكنها قالت: «أنا ديمقراطية، وأريد أن أبقى ديمقراطية ولكن عليهم أن يغيروا أساليبهم» مؤكدة تمسكها بحرية التعبير وأن أحداً لن يسلبها هذا الحق.
وأثار موقف ويتسيت استياء كينلوك الذي قال متوعداً: «لا تلعبي معنا، هذا أمر خطير للغاية، عندما نطلب إجراء محادثة معك وأنت ترفضين». وأضاف «لن نقبل ذلك» متابعاً أن طريقة تعامل التكتل الديمقراطي معك في لانسنغ تتوقف عليهم. أما كيفية تعاملنا معك في الدائرة فهذا يتوقف علينا».
وتابع قائلاً: «في نهاية المطاف، لدينا أنظمة سياسية… لدينا أحزاب سياسية، والأحزاب السياسية موجودة لسبب»، مؤكداً أن المرشحين والمسؤولين المنتخبين المعتمدين من قبل الحزب الديمقراطي «لا ينتمون لأنفسهم.. إنما ينتمون إلى أعضاء ومندوبي الحزب الديمقراطي».
وردّت ويتسيت بالقول إن وقتها لم يسمح لها بالمثول أمام اللجنة الحزبية الفاحصة. وأضافت قائلة «ليس لدي وقت للسياسة… من السخافة خلال وباء، أن يعتقدوا أن لدي الوقت للفحص السياسي، بينما هناك أشخاص بحاجة إليّ»، في إشارة إلى سكان «الدائرة 9» التي تضم أجزاء واسعة من غرب ديترويت، من ضمنها وورنديل، إضافة إلى أحياء محدودة من شمال شرقي مدينة ديربورن حيث الكثافة العربية.
وفي ظل الشرخ القائم بين الطرفين، وعدم عودة ويتسيت إلى «بيت الطاعة الديمقراطي»، من المتوقع أن تواجه النائبة الشابة معركة انتخابية صعبة للاحتفاظ بمقعد الدائرة المحسومة تاريخياً للديمقراطيين، حيث سيتعين عليها –في نوفمبر القادم– مواجهة مرشح الحزب الديمقراطي الذي سيفوز بالانتخابات التمهيدية المقررة في آب (أغسطس) المقبل.
Leave a Reply