غراند رابيدز – حذرت دراسة نشرت يوم الاثنين الماضي من أن جائحة كورونا قد تؤدي إلى ارتفاع كبير في معدلات الانتحار بين سكان ميشيغن الذين يعانون من اضطرابات عقلية ونفسية.
وتوقعت الدراسة التي أجرتها مؤسسة Pine Rest المسيحية للصحة العقلية، ومقرها في مدينة غراند رابيدز، ارتفاع حالات الانتحار في الولاية بنسبة 32 بالمئة، بسبب فقدان الوظيفة أو وفاة أحد أفراد الأسرة أو الشعور بالعزلة والوحدة نتيجة إجراءات التباعد الاجتماعي التي فرضتها أزمة وباء «كوفيد–19».
ونبّه تقرير المؤسسة إلى أهمية زيادة الوعي العام حول توفر الموارد والخدمات للأشخاص الذين يعانون من ضغوط نفسية، و«أهمية الاستعانة بهذه الخدمات الآن قبل تفاقم مشاكل الصحة العقلية واضطرابات تعاطي المخدرات».
قال الرئيس التنفيذي للمؤسسة، مارك إيستبرغ، في بيان، إن الدراسة تهدف إلى تنبيه نظام الصحة السلوكية وسلطات الولاية إلى التحديات التي يمكن أن تواجهها في هذا الإطار، استناداً إلى الأدلة المتوفرة.
ونفى ايستبرغ وجود بيانات محدّثة حول أعداد الأفراد الذين أقدموا على الانتحار في ميشيغن بسبب وباء كورونا المستجد، إلا أنه أوضح أن الدراسة استندت إلى بيانات من بلدان أخرى.
وأشار إلى أن عدة دراسات صينية أظهرت زيادة ملحوظة في حالات الاكتئاب والقلق والصدمة وصعوبة العودة إلى العمل، فضلاً عن حالات الانتحار.
وقال سكوت هالستيد، المسؤول في منظمة «باين ريست» التي تعتبر رابع أكبر مؤسسة للصحة العقلية في الولايات المتحدة، إن المصاعب المالية والقلق من دفع المستحقات والإيجارات، إضافة إلى الخوف من الفيروس أو إصابة أحد المقربين به، قد «يضع الناس تحت ضغط كبير ويدفعهم إلى الشعور بالضعف والعجز عن تغيير ظروفهم».
وقال إيستبرغ إن الدراسات أظهرت أنه مقابل كل زيادة بنسبة 1 بالمئة في معدل البطالة، تقابلها زيادة بنسبة 1 إلى 1.3 بالمئة في معدلات الانتحار، مثلما حصل خلال الانهيار الاقتصادي في ميشيغن بعد عام 2008.
وسجلت طلبات البطالة في ميشيغن ارتفاعاً قياسياً خلال الآونة الأخيرة، حيث تظهر بيانات الولاية أن أكثر من 1.1 مليون شخص تقدموا بطلبات للحصول على المساعدات الحكومية منذ تفجر أزمة وباء كورونا في آذار (مارس) الماضي، وهؤلاء يمثلون أكثر من ربع اليد العاملة في الولاية.
وقال إيستبرغ: «نأمل في الواقع أن يكون تقريرنا خاطئاً. ونأمل ألا تكون زيادة مخاوف الصحة العقلية بالقدر الذي يتوقعه بعض نماذجنا، لكننا نعتقد أنه من الأفضل أن نكون مستعدين وأن نوظف ما لدينا من مواردنابأفضل ما يمكن الآن».
بالأرقام
يعتبر الانتحار عاشر مسببات الوفاة في الولايات المتحدة، وفقاً «للمؤسسة الأميركية لمنع الانتحار». وتشير أحدث البيانات المتوفرة على الصعيد الوطني إلى أن 48,344 أميركياً أقدموا على الانتحار في عام 2018، فيما حاول 1.4 مليون شخص آخرين إنهاء حياتهم خلال العام نفسه.
أما على صعيد منطقة ديترويت الكبرى التي تضم مقاطعات وين وأوكلاند وماكومب، فقد ارتفع عدد حالات الانتحار بنسبة 20 بالمئة من 2009 إلى 2018، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في ميشيغن، حيث سجلت في العام 2018، 225 حالة انتحار في وين و168 في أوكلاند و145 في ماكومب.
وبلغ إجمالي عدد المنتحرين في ميشيغن منذ 2009 حتى 2018، نحو 13,261 شخصاً، فيما قفز المعدل السنوي بنحو 33 بالمئة، من 1,164 خلال العام 2009 إلى 1,547 في 2018.
Leave a Reply