ديترويت – أكد مكتب الادعاء العام الفدرالي في ديترويت –الأسبوع الماضي– معارضته الشديدة للإفراج بكفالة عن شاب عربي من ميشيغن متهم بحيازة ترسانة من الأسلحة والتعاطف مع الإرهارب، زاعماً أن المتهم يوسف رمضان (31 عاماً) كان يخطط للهروب من سجنه الفدرالي وأنه كتب رسالة تأييد لتنظيم «داعش» الإرهابي داخل زنزانته.
وكان محامي الدفاع ريتشارد كورن، قد طالب بالإفراج عن رمضان، خشية إصابته بفيروس «كوفيد–19»، خاصة وأنه يعاني من أمراض مزمنة قد تجعله عرضة لخطر الوفاة في حال إصابته بالعدوى داخل سجنه الفدرالي. إلا أن مكتب الادعاء العام الفدرالي في ديترويت سارع إلى معارضة الطلب، ناشراً مجموعة من الأدلة الجديدة التي تظهر تعاطف رمضان مع تنظيم «داعش»، ومن بينها صور للمتهم وهو يحمل أسلحة متنوعة أمام شعارات إسلامية يستخدمها التنظيم الإرهابي، إضافة إلى صورة لقنبلة منزلية الصنع، يعتقد المحققون بأنه صنعها بنفسه.
وقال مساعد الادعاء العام الفدرالي دوغلاس سالزينشتاين، «إن رمضان يكذب بشأن مشاكله الصحية ويجب أن يبقى في السجن بانتظار محاكمته بتهم الأسلحة التي قد تؤدي إلى سجنه لأكثر من 10 سنوات»، واصفاً رمضان بأنه شخص خطير وأنه قد يحاول الهروب إلى الخارج في حال أصبح طليقاً.
ووفقاً لسجلات المحكمة الفدرالية، جمع رمضان ترسانة من الأسلحة ومكونات المتفجرات كما سرق جواز مرور أمني لموظف فدرالي في مطار سان دييغو الدولي. وقد وصفه سالزينشتاين بأنه شخص «محتال خطير» و«مهووس بالأسلحة وتنظيم داعش».
وفي طلب الإفراج عنه، قال المحامي ريتشارد كورن للمحكمة، إن رمضان المحتجز منذ نحو ثلاث سنوات، يعاني من مرضي السكري والربو، مطالباً بالإفراج عن موكله «حفاظاً على حياته»، على أن ينتقل للعيش مع شقيقته في منطقة ديترويت الكبرى بانتظار مواصلة محاكمته، مع وضعه تحت المراقبة عبر سوار إلكتروني يسمح بتتبع تحركاته عبر نظام الملاحة GPS.
وقبل القبض عليه في آب (أغسطس) 2017، كان رمضان حارس أمن عاطل عن العمل، يقيم في مدينة إبسيلانتي الواقعة إلى الغرب من ديترويت، وقد تم اعتقاله في مطار ديترويت الدولي أثناء محاولته السفر جواً إلى الأردن، مع زوجته وأولاده الأربعة، بتذاكر طيران من دون عودة.
وتم إنزال الأسرة الفلسطينية الأصل من على متن الطائرة عقب تفتيش الأمتعة حيث عثر عناصر أمن المطار على سترة واقية للرصاص وعلب ذخيرة ومناظير وسكاكين وصاعق كهربائي وغيرها من التجهيزات شبه العسكرية.
وقال رمضان حينها للمحققين إنه يعمل مصوراً صحفياً، وإنه كان بحاجة إلى هذه المعدات من أجل حماية نفسه.
ولكن بعد عمليات تفتيش لاحقة تم ضبط مسدسات وبنادق في وحدة تخزين يستخدمها رمضان بمدينة آناربر، كما تمت مصادرة أجهزة إلكترونية من ضمنها حواسيب (لابتوب) وهواتف «آيفون»، كانت تحتوي على مواد دعائية لـ«داعش» وصوراً وأشرطة فيديو تظهر المتهم وهو يقوم بإطلاق النار من مسدسات وبنادق، من بينها بندقية قناصة، وفقاً لوثائق الادعاء.
داخل السجن
ولإقناع المحكمة الفدرالية بخطورة المتهم، قدم الادعاء العام الفدرالي تقريراً مفصلاً حول سلوك رمضان داخل سجنه الفدرالي بمدينة ميلانو في ميشيغن.
وكتب سالزنشتاين: «حتى بعد حبسه، كتب رمضان على جدار زنزانته باللغة العربية، «الخلافة الإسلامية»، مما يدل على استمرار دعمه لداعش».
ورجّح مساعد المدعي العام أن يحاول رمضان الفرار خارج الولايات المتحدة، لاسيما وأن زوجته وأطفاله غادروا البلاد، وأن رمضان نفسه عاطل عن العمل ويواجه الترحيل بعد القضية الجنائية المحتجز بصددها.
وكتب سالزنشتاين «لا شيء يبقي رمضان هنا»، مؤكداً أنه ُضبط في السجن وبحوزته «أدوات للهروب»، في إشارة إلى قناع أسود وقميص حراري أسود وكيس من القماش الخشن الذي يُستخدم لاجتياز الأسلاك الشائكة.
في المقابل، رد محامي رمضان أن الحقيبة لا تحتوي على أدوات هروب، مشيراً إلى أن أحد الحراس أعطى موكله الكيس لنقل الوثائق القانونية المتعلقة بقضيته، وكان بداخله القناع والقميص الأسودين.
وكتب كورن أن رمضان يقول إن الحارس نصب له فخاً، مؤكداً أنه لم يكن ينوي الهروب من السجن. كما نفى محامي الدفاع قول الادعاء العام بأن موكله يكذب بشأن حالته الصحية، مؤكداً أن لا سبيل أمامه للفرار.
ويقول كورن إن سفر رمضان مع عائلته إلى الأردن ثم إلى الأراضي الفلسطينية، يؤكد أنه لم يكن ينوي استخدام الأسلحة في هجوم إرهابي، وإلا كان قد استخدمها داخل الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن اتهام رمضان بالتعاطف مع داعش، «قد يعرضه لخطر التعذيب أو القتل إذا عاد إلى الأردن أو إسرائيل» في إشارة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن المتوقع أن تصدر المحكمة الفدرالية قرارها بشأن الإفراج عن رمضان في وقت لاحق من الأسبوع القادم
Leave a Reply