مريم شهاب
ورطةٌ لطيفة بين الحب الصادق لبعض القراء وبين مؤامرة بريئة هدفها الوقوع في كمين المحبة للاستمرار في الكتابة بمسؤولية واحترام للقارئ المحبّ للكاتب حباً عذرياً دون أن يلتقي به.
لا أدّعي أنني كاتبة أو أديبة، كما يخيّل لبعض قراء هذه السطور البسيطة التي أكتبها كل أسبوع. والشكر الدائم للقائمين على هذه الجريدة لإتاحة فرصة نشر كلماتي العفوية والتلقائية، مثل بساط الربيع، فيها الزهر والعشب والأشواك.
كلام باستطاعة الجميع أن يفهمه ويستمتع به، ثم ينساه بعد قراءته، وهذا ما أحاول توصيله للقارئ، بلا تفلسف وكلمات معقّدة ونظريات ونصائح ووعظ. أنا إنسانة تدمن القراءة، قراءة أي شيء، حتى وصفات الأدوية وملصقات العبوات.
أحياناً، يقودني الجنون لأقرأ بعض الكتب التي تنشر هنا في ديربورن، كتب هزيلة، عليلة منفّرة، تدفعني للتساؤل كيف تجد مثل هذه الكتب طريقها إلى النشر، وكيف تجرّأ كتّباها على التفكير بنشرها وإجبار الآخرين على قراءتها.
القراءة هي خميرة الكتابة وهي بالنسبة لي علاج ثقافي للوقاية من الكآبة والتلوّث الفكري والجنون الاجتماعي.
لا أقرأ، ولا أهتم للمنشورات والمجلات البرّاقة عن الموضة والبوتوكس والماكياج والريجيم وأسرار اللانجري والأبراج، وكيفية تحضير المأكولات لملء بطن الزوج وأسر قلبه.
اسمحوا لي أن أشكر القرّاء الذين يتواصلون معي ويعربون عن إعجابهم بما أكتب. واسمحوا لي أن أقدم خالص شكر للأستاذ مايك بحري وزوجته السيدة نجوى، لتشجيعهما لي ولأسلوبي «البسيط البريء»، «مثل قروي لم تلوثه المدينة».
السيد مايك بحري هو عقاري لامع في مترو ديترويت الكبرى، مصاب مثلي بفيروس حب القراءة والثقافة العربية، ومن خلال برنامجه الإذاعى الأسبوعي «أكثر من عقار» مع الإذاعية المتألقة سعاد مسعود، يشرفني الأستاذ بحري وبأسلوبه البديع في كسر الفاعل ورفع المفعول، بقراءة بعض الفقرات من مقالي الأسبوعي، تشجيعاً لي ودعوة لبعض المستمعين لقراءته، ولا ينسى أبداً أن يشكر ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني، وفريقه الصحفي المميز لإصرارهم على إصدارها كل أسبوع رغم كل الصعوبات، حتى في زمن الكورونا.
واسمحوا لي أيضاً أن أتوجه بالشكر لعميدة المذيعات والمذيعين العرب، السيدة سعاد مسعود التي تستحق كل تحية طيبة لصمودها في تقديم برنامجها الإذاعي اليومي «صوت الأرز» منذ عشرين سنة، بالرغم من أن أغلب البرامج الأخرى، ولا أقول كلها، قد توقفت مؤخراً عن البث الإذاعي بسبب كورونا الذي قلّص الإعلانات والدعم المادي.
مسعود الصامدة مثل أرز لبنان، لم تنقطع عن الحضور إلى استديو الإذاعة –رغم قيود التباعد الاجتماعي. تحرص، بأسلوبها السهل الممتنع، على بث روح التفاؤل والإيجابية والأمل في قلوب المستمعين لمساعدتنا على تجاوز محنة الوباء.
شكراً سعاد، شكراً مايك… وشكراً لكل قارئ يعشق القراءة لدرجة التورط بقراءة كلمات امرأة بسيطة مثلي.
Leave a Reply