شيكاغو – وصف خبراء فيروس كورونا المستجد بأنه «متوطن» يقاوم بعناد جهود القضاء عليه، ومنهم من رجح بقاءه لعقود قادمة، منتشراً بين سكان العالم، حتى بعد اكتشاف اللقاح المضاد له.
صحيفة «واشنطن بوست» نقلت عن خبراء تشبيههم للفيروس التاجي المستجد بأمراض مثل الحصبة، وفيروس نقص المناعة البشرية، والجدري.
بقاء «كوفيد 19 على المدى الطويل، يجب أن يكون بمثابة دعوة لنا للتسلح ضده، ووضع استراتيجية محكمة لمواجهته، وخارطة طريق بتريليونات الدولارات»، على حد تعبير أحد الخبراء.
وهناك بالفعل أربعة فيروسات تاجية مستوطنة تتداول باستمرار، ما يسبب نزلات البرد، ويعتقد العديد من الخبراء أن هذا الفيروس سيصبح الخامس، بعد أن تتلاشى خطورته بشكل طفيف مع انتشار المناعة وتكيف أجسامنا معه بمرور الوقت.
لكن، في الوقت الحالي، وبالرغم من أن معظم الناس لم يُصَبوا به، فإنهم لا يزالون عرضة للإصابة، إذ تصاعدت أعداد المصابين في الأسابيع الأخيرة، حتى في البلدان التي نجحت في كبحه في البداية.
خبراء علقوا على هذا الوضع بالقول «إذا تُرك الناس من دون أي تنظيم فإن كوفيد–19 سيستمر في حصد الأرواح في مختلف بلدان العالم».
عالمة الأوبئة وعلم الأحياء التطوري في «جامعة شيكاغو»، سارة كوبي، قالت «كأن هذا الفيروس وجد ليبقى». ثم تابعت: «السؤال هو، كيف يمكن أن نعيش معه بأمان؟».
وتتطلب مكافحة الأمراض المتوطنة تفكيراً طويل الأمد وجهداً وتنسيقاً دوليين.
وقد يستغرق القضاء على الفيروس عقوداً وكلفة مالية كبيرة جداً، وفق مختصين. وبحسب كوبي فإن «والأهم من ذلك كله، الإرادة السياسية في القضاء عليه أو التعايش معه بانتهاج سياسة صحية محددة».
Leave a Reply