مينيابوليس – بالتزامن مع التظاهرات الغاضبة التي اجتاحت المدن الأميركية احتجاجاً على مقتل جورج فلويد، والمطالبة بإنزال أقصى العقوبات بعناصر الشرطة المنخرطين في حادثة مقتله، قرر الادعاء العام في ولاية مينيسوتا تشديد تهمة القتل الموجهة للشرطي، ديريك تشوفين، من الدرجة الثالثة إلى الثانية، فضلاً عن اعتقال ثلاثة زملاء له بتهم أخرى، وذلك بعدما أظهرت فحوص الجثة أن الضحية توفي نتيجة الاختناق، رغم إصابته بفيروس كورونا والعثور على آثار مخدرات فتاكة في جسمه.
ووجد تشريح مستقل لجثة فلويد أن سبب الوفاة هو «الاختناق الناجم عن الضغط المستمر، وأن هناك ضغطاً في العنق والظهر أدى إلى نقص تدفق الدم إلى الدماغ»، بحسب بيان نشره محامي أسرة الضحية، بنيامين كرومب.
وأضاف البيان بأن فلويد «مات –على ما يبدو– في مكان الحادث»، لافتاً إلى أن «ما وجدناه يتفق مع ما رآه الناس.. لا توجد مشكلة صحية أخرى سبّبت أو ساهمت في الوفاة. لدى الشرطة انطباع خاطئ بأنه إذا كنت تستطيع التحدث، فيمكنك التنفس. وهذا ليس صحيحاً».
وتناقضت نتائج التشريح المستقل مع تقرير الطب الشرعي الأولي، الذي أفاد، السبت الماضي، بأن فلويد ربما يكون قد توفي نتيجة مشاكل صحية وتناول الكحول، وليس نتيجة الاختناق الناجم عن قيام شرطي بالضغط على عنقه لنحو تسع دقائق دون مبرر أثناء اعتقاله.
وكشف أحدث تقرير طبي –الخميس الماضي– بأن فلويد كان مصاباً بفيروس كورونا دون أن تظهر عليه أعراض المرض. وأفاد التقرير بأن رئتيه كانتا بحالة جيدة ساعة مقتله، وأنه لم يكن يعاني من ضيق الشرايين.
وأوضح الفحص أيضاً بأن فلويد تعاطى قبيل وفاته مخدرات الميثامفيتامين، كما أن جسمه كان يحتوي على مخدر الفنتانيل الفتاك، غير أن التقرير نفى أن يكون تعاطيه المخدرات سبب الوفاة.
وكان مدعي عام ولاية مينيسوتا، كيث أليسون، قد قام –الأربعاء الماضي– بتعديل التهمة الموجهة للشرطي السابق ديريك تشوفين، من القتل من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية، كما وجّه تهمتي المساعدة والتحريض لثلاثة شرطيين شاركوا في اعتقال فلويد، ويواجه المتهمون الأربعة عقوبة السجن لمدة قد تصل إلى 40 سنة.
ومثل المتهمون الأربعة –الخميس الماضي– أمام المحكمة التي حددت كفالة بقيمة مليون دولار للإفراج عنهم، وقد يتم تخفيضها إلى 750 ألف إذا وافقوا على شروط محددة، تتضمن التخلي عن أسلحتهم الشخصية.
وقال بنيامين كرومب، محامي عائلة فلويد، في بيان إن «هذه خطوة مهمة إلى الأمام على طريق العدالة، ويسعدنا أن هذا الإجراء الهام قد تم رفعه قبل أن يتم دفن جثة جورج فلويد».
وكانت حشود من المشيعين قد تدفقت –الخميس الماضي- إلى حرم جامعي في مدينة مينابوليس، للمشاركة في الفعالية الأولى من سلسلة من ثلاثة مراسم تأبين مقررة لجورج فلويد. كما شارك الآلاف في مراسم تأبين فلويد في منتزه بروكلين بمدينة نيويورك، حيث ركع المتظاهرون على الحشائش في رمز للاحتجاج على سلوك الشرطة ورددوا هتاف «لا عدالة، لا سلام».
ومن المقرر أن تجرى مراسم التأبين في ثلاث مدن على مدى ستة أيام، فبعد فعالية مينيابوليس، سينقل جثمان فلويد إلى رايفورد في نورث كارولاينا، حيث ولد، وسيقام له قداس خاص يوم السبت. بعد ذلك، سيسجى يوم الاثنين في مدينة هيوستن، حيث نشأ وعاش معظم حياته. ثم سيوارى الثرى، الثلاثاء المقبل، في المدينة بعد قداس سيقام له في كنيسة «نافورة الحمد».
وكانت صاحبة ملهى ليلي، قد فجرت مفاجأة مدوية حين كشفت بأن كلاً من فلويد وتشوفين كانا يعملان معاً كحارسي أمن في ملهى «النوفو روديو» الليلي في مينيابوليس، وهو ما أثار شكوكاً بأن يكون الشرطي المتهم قد تعمد قتل فلويد، بحسب أفراد من عائلته.
من جهة أخرى، تعهدت زوجة الشرطي تشوفين بمواصلة إجراءات الطلاق منه، لافتة إلى أنها لا تريد فلساً واحداً من الشرطي السابق «المخزي». وقالت كيلي تشوفين (45 عاماً)، إن سبب الطلاق بعد عشر سنوات من الزواج، هو «الانهيار الذي لا يمكن إصلاحه» لعلاقتهما.
وسجل موقع «غو فند مي» المخصص لجمع التبرعات عبر شبكة الإنترنت رقماً قياسياً في الحملة التي أطلقت لدعم عائلة جورج فلويد، وذلك بجمعه مبلغ تجاوز 11 مليون دولار، بحلول 3 حزيران (يونيو).
وسوف تستخدم الأموال المجموعة عبر الحملة لتغطية تكاليف جنازة فلويد ودفنه، بالإضافة إلى تغطية تكاليف الاستشارات النفسية والإقامة والسفر المترتبة على عائلته، بما يشمل رعاية وتعليم طفليه.
Leave a Reply