مريم شهاب
أحياناً كثيرة أمازح زوجي فأقول له: أنظر إلى الرئيس دونالد ترامب، هو في نفس عمرك، يحكم خمسين ولاية أميركية ويصارع أحزاباً وقوى عالمية ومعارضين وإعلاميين، ويدير امبراطورية واسعة رغم كل الأزمات الاقتصادية والسياسية المعقدة، ومع ذلك، تراه دائماً نشيطاً متحفزاً مسافراً من مكان إلى آخر، دون أن يشكو أو يتذمر، بينما أنت وكثير من جيلك، تشكون وتئنّون من آلام الركب والمفاصل والإمساك والإرهاق لأقل مجهود.
ما هي قصتك يا رجل؟ شدّ الهمة! لا تزال في أول السبعينيات وكلما حاولت القيام أو القعود تطلب العون من الله أو من صديق.
طبعاً، كما يقول المثل، «كل شيء يمكن معاندته إلّا الصحة». وزوجي من جيل عانى من التعب والسفر، وعندما خفَّ الحمل العائلي وحان وقت الراحة، بدأ يتعرض الجسم لأوجاع وأمراض أوقعته في دوامة المستشفيات والأطباء الذين –للأسف، وأقولها بمسؤولية– معظمهم ينظر إلى المريض كمصدر للرزق والتكسب وحلب شركات التأمين الصحي لملء الجيوب التي لا تمتلئ أبداً. ما أسخاهم في صرف الأدوية والعلاجات التي تخلق مشاكل أخرى وسبباً آخر لأخذِ دواء آخر، ربما لا يحتاجه المريض أصلاً. ويا ويل المريض إن كان لديه تأمين صحي مغر لأنه سيستباح بالتحاليل والأشعة والعلاج الفيزيائي وغرف العناية، حتى بات الكثيرون يفكرون ألف مرة قبل زيارة الطبيب لعلمهم بكم الوقت والطاقة التي ستهدر، ناهيك عن الضغوط النفسية والإحباط ودوامة العلاج التي لا ينتهي.
مشكلة التأمين الصحي الشاملة، تجعل المريض هدفاً لمروّجي الخدمات الطبية، ممن يرون في الناس سوقاً لكسب المال دون التركيز على صحة المريض الجسدية والنفسية. بعضهم يتعرض للوم إذا لم يستخدم بطاقة التأمين الصحي، فيسألونه باستنكار: شو ما فارقة معك؟ بدّك توفر عالدولة؟».
في الحقيقة، يجب أن تفرق معنا كثيراً، فليس هناك ما هو أثمن من صحة الإنسان، سواء في زمن كورونا أو غيره.
الآن وقد تراجعت الأخبار السيئة عن كورونا، ازدادت الشكوك حول حقيق الوباء الغامض. البعض لا يصدق ما يقال ويعتبر الجائحة ليست إلا ورقة الصراعات السياسية العالمية، وقد استفاد منها أباطرة المال كما تجار المعدات الطبية، فيما دفع ثمنها، الإنسان والمجتمع.
المرضى من جيل زوجي باتوا يدركون أن الطب الحديث وكل هذه التقنية في الأشعة والتحاليل والأدوية والعلاجات النفسية والفيزيائية، وإن أطالت في عمر الإنسان إلا أنها سلبته أجمل سنين عمره الذهبي، بعدما كبر الأولاد وتزوجوا وحان وقت الراحة وتعويض ما فات، ليجد نفسه مربوطاً بصيدلية تتنقل معه أينما ذهب، ومعها روزنامة الدواء وأجندة مليئة بمواعيد الأطباء والمعالجين.
أعود إلى زوجي ورفيق عمري، وأسأله أن يخفف من تناول الدواء وأحثه على النشاط وعدم قضاء الوقت في متابعة أخبار لبنان وغيره… بل أدعوه إلى البحث عن حسناء شقراء، مثل ميلانيا زوجة ترامب، عله يجدد نشاطه وحيويته فيصبح بحيوية وشباب الرئيس.
Leave a Reply