مونسينغ – كشفت السلطات الفدرالية شبكةً للإتجار بالمخدرات داخل أحد السجون في شبه الجزيرة العليا من ولاية ميشيغن، حيث تبين للمحققين أن سجناء حاليين يقومون ببيع الكوكايين والهيروين والميثامفيتامين التي يتم تزويدهم بها من خلال سجناء سابقين تم ترحيلهم إلى المكسيك، بحسب وثائق المحكمة الفدرالية في ديترويت.
وبناء على تحقيقات وكالة مكافحة المخدرات الأميركية، أجرى حراس سجن «ألجير» في مدينة مونسينغ الواقعة في أقصى شمال ميشيغن، عملية تفتيش مفاجئة لزنزانة السجين دونتاي مكمان (40 عاماً) في أواخر أيار (مايو) المنصرم، حيث تم ضبط كميات كبيرة من المخدرات المتنوعة فضلاً عن هاتف مخبأ داخل لوح مفاتيح للكتابة (كيبورد)، تبين أنه كان يستخدم للتواصل مع نزيل آخر يدعى خوان ميخيا (47 عاماً)، الذي يعتقد أنه المسؤول الأول عن عملية بيع المخدرات في السجن.
وتم الكشف عن «الشبكة الدولية المعقدة»، بعد تحقيقات مطولة بدأت العام الماضي وتخلّلها رصد مكالمات هاتفية من داخل سجن «ألجير» الذي يضم نحو 900 نزيل ويقع بين بحيرة سوبيريور العظمى وغابات هياواثا الوطنية.
وانطلقت تحقيقات إدارة مكافحة المخدرات (دي إي أي) حول الشبكة المزعومة، بعدما اكتشف المحققون العام الماضي، اتصالاً أجري مع تاجر مخدرات في المكسيك عبر نظام JPay المخصص لتبادل الرسائل وتحويل الأموال، بحسب المتحدث باسم الوكالة الفدرالية، مايكل تاي.
وقد تبيّن أن المتصل هو ميخيا الذي يقبع في سجن «ألجير»، والمحكوم بالسجن من 17 إلى 60 سنة بتهمة الاتجار بالكوكايين، وقد قام بالاتصال بتاجر المخدرات هيكتور بلاسنثيا–رولون (31 عاماً) الذي تم ترحيله إلى المكسيك العام الماضي، بعدما قضى ثلاث سنوات خلف القضبان إثر إدانته بتجارة الكوكايين في ميشيغن.
وكان ميخيا وبلاسنثيا–رولون نزيلَين معاً في سجن «ليكلاند» بميشيغن عام 2018، حيث قضى الأخير الحد الأدنى من عقوبته قبل ترحيله إلى المكسيك في نيسان (أبريل) 2019. وفي الرسالة التي تم رصدها، كتب ميخيا: «أحتاج إلى النوافذ التي بعتها لي يوماً لسيارتي».
وقال الوكيل الفدرالي، تاي: «بناءً على تدريبي وخبرتي ومعرفتي بالتحقيق، أعتقد أن ميخيا كان يطلب من بلاسنثيا–رولون تزويده بمخدر كريستال الميثامفيتامين، بعد عودته إلى المكسيك».
وفي الخريف الماضي، حصل المحققون الفدراليون على أمر قضائي بالتنصت على الهاتف الذي استخدم للتواصل مع بلاسنثيا–رولون. وقد تبين أنه استُخدم حصراً عبر برج البث القريب من سجن «ألجير»، وقد تم استخدامه للاتصال بهاتف آخر اتضح أنه كان يستخدم أيضاً برج البث نفسه بشكل حصري.
ولدى التنصت على الهاتف الثاني، خلص المحققون إلى أن ميخيا كان يناقش مع نزيل آخر في السجن أرباح المخدرات. وبعد مطابقة الأصوات، تبين أن السجين الآخر هو مكمان الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 40 سنة على الأقل، إثر إدانته بارتكاب جريمة قتل عام 1997.
وذكر الوكيل الفدرالي أن مصادر سرية متعددة أكدت أن ميخيا يستخدم السجناء الذين يقضون عقوبات بالسجن المؤبد (أو عقوبات الحبس الطويلة) لإدارة نشاطات الإتجار بالمخدرات داخل السجن لصالحه، لافتاً إلى أن مكمان أقرّ لمصدر سري بأنه يعمل لصالح ميخيا.
وتمت مداهمة زنزانة مكمان في سجن «ألجير» يوم 20 مايو الماضي، حيث عثر حراس السجن على أكثر من 50 غراماً من الميثامفيتامين و120 جرعة من مخدر الهلوسة LSD وميزان رقمي وسكين وأكثر من 80 شريط من عقار «سابوكسون» الذي يستخدم لعلاج إدمان الأفيون.
كما وجد المحققون آلة كاتبة تتسع بداخلها لثلاثة هواتف محمولة يقول المحققون إنها استخدمت لتداول المخدرات داخل السجن. وقد تمت مصادرة هاتف واحد.
ولم يذكر المحققون كيفية دخول المخدرات إلى السجن أو ما إذا كان هناك تورط لأي من الحراس في عمليات الشبكة. ولم توجه حتى الآن، اتهامات رسمية للأشخاص الواردة أسماؤهم في الشكوى الفدرالية لدى محكمة ديترويت.
Leave a Reply