ديربورن – بعد تلقي عدة شكاوى من السكان المحليين، قررت هيئتا تطوير الداونتاون في شرق وغرب ديربورن، إزالة لافتات تسويقية توصي بتباعد الأفراد لمسافة «12 سنويش شاورما» (ستة أقدام) للحد من انتشار وباء كورونا، باعتبارها لافتات «غير حسّاسة» ثقافياً تجاه العرب الأميركيين.
ويقول القائمون على الحملة التسويقية إن لافتات الشاورما كانت تهدف إلى إبراز التنوع الثقافي في ديربورن إلى جانب لافتات أخرى تظهر خصوصية المدينة، مثل التوصية بالتباعد الاجتماعي لمسافة تعادل عرض شاحنة فورد «أف–150»، أو طول نبتة عباد الشمس التي تتميز بها ديربورن.
وأكدت كريستينا شپّرد–ديسيوس، المديرة التنفيذية لهيئتي تطوير المنطقتين التجاريتين في شرق وغرب ديربورن، في تصريح لصحيفة «ديترويت فري برس»، أنه «لم تكن هناك نية لجعل الناس يشعرون بالسلبية حيال هذا الأمر أو بالإهانة». وأضافت «كان هذا يهدف حقاً إلى الاحتفال بتنوع الطعام والثقافة في مجتمعنا».
وقالت شپّرد–ديسيوس إن الحملة التسويقية أرادت تذكير الناس ببروتوكولات السلامة العامة أثناء الخروج والتسوق وتنشيط اقتصاد المدينة.
وكانت مقدمتا برنامج «البودكاست»، «بنت ديربورن» Dearborn Girl، الشابتان ريما فضل الله وياسمين قدوح، من المطالبين بإزالة لافتات الشاورما من شوارع ديربورن.
وقالت قدوح لصحيفة «ديترويت فري برس»: «إن استخدام الشاورما ليس مضراً مثل استخدام نوع آخر من إساءة التمثيل لمجتمعنا… لكنني أعتقد أن استخدام الشاورما يمهد الطريق للناس لإبداء تعليقات غير حساسة تجاه ديربورن».
وبدورها، اعتبرت فضل الله أنه لا ينبغي اختصار العرب الأميركيين بأحد أصناف مأكولاتهم الشهيرة فقط. وتوجهت إلى مسؤولي المدينة بالقول «إنهم بحاجة إلى توظيف أشخاص من المجتمع… وأعني عرب أميركيين من المجتمع». وتابعت «إذا كنتم تحاولون تخصيص حملة تسويقية لجمهور عربي أو جمهور أسود أو لاتيني، فأنتم بحاجة إلى أن يقوم أشخاص من تلك المجتمعات بصياغة تلك الحملات. لا أحد يفهم المجتمع بشكل أفضل من أبنائه».
والجدير بالذكر أن العديد من المنظمات المحلية في ديربورن، غالباً ما تستعين بالشاورما للتعبير الثقافي عن الجالية العربية في المدينة، حتى أن المتحف العربي الأميركي الوطني قام في أواخر العام الماضي بعرض عمل «فني» يتضمن سندويش شاورما دجاج مثبّتة على حائط بواسطة شريط لاصق في محاكاة عربية أميركية لموزة الفنان موريزيو كاتيلان الشهيرة التي شغلت عالم الفن وبيعت بسعر خيالي بلغ 120 ألف دولار.
وعلق مدير المتحف ماتيو ستيلفر حينها قائلاً: «لقد كان مجرد شيء مضحك، ولكن عندما تكون هناك محادثات حول الفن، يجب أن يكون لدى الأميركيين العرب ما يقولونه». وأضاف: «أنه على الرغم من أن أعمال الشاورما الفنية ليست ذات قيمة، إلا أنها تتناسب مع مهمة المتحف المتمثلة في ترويج الفن العربي الأميركي».
Leave a Reply