ليفونيا – تعتبر مدينة ليفونيا واحدة من أكثر ضواحي ديترويت أمناً وهدوءاً مقارنة بالمدن الأخرى المجاورة لعاصمة السيارات. لكن ذلك أكسب الشرطة المحلية –على مر السنين– سمعة غير طيبة، وصلت إلى حد اتهامها بالعنصرية واستهداف السائقين السود الذين يعبرون شوارع المدينة.
فقد نصبت مجموعة مرتبطة بحركة «حياة السود مهمة» –الاثنين الماضي– لوحة إلكترونية عملاقة إلى الجنوب من الطريق السريع «96» في بلدة ردفورد، عند حدود مدينة ليفونيا، تقول «تقود وأنت أسود؟ تنميط عرقي أمامك. أهلاً بك في ليفونيا».
وتم دفع تكلفة الإعلان 1,800 دولار من قبل مجموعة تشكلت عبر موقع «فيسبوك»، باسم «سكان ليفونيا المهتمون لحياة السود» بهدف تسليط الضوء على «التنميط العرقي» والمطالبة بالعدالة والمساواة.
وقالت عضو المجموعة ديليشا أبشو (45 عاماً) وهي إفريقية أميركية من سكان ليفونيا، إنه من المتوقع أن تبقى اللوحة الإعلانية منصوبة لمدة أسبوعين على الأقل.
ولفتت أبشو في تصريح لصحيفة «ديترويت نيوز» إلى أن الإعلان «كبير» وبمثابة «صفعة على الوجه»، مؤكدة أن «بعض الأشخاص يحتاجون إلى لافتة كبيرة… لأنه لا يمكن تغيير شيء دون أن تتحدث عنه أو تواجهه».
وتضم المجموعة الفيسبوكية التي تشكلت في أواخر أيار (مايو) الماضي عقب مقتل الإفريقي الأميركي جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس، حوالي 1,700 عضو، وقد تمكنت من جمع كامل المبلغ المطلوب لرفع الإعلان في غضون ثلاثة أيام فقط.
في المقابل، انتقدت رئيسة بلدية ليفونيا، مورين ميلر بروسنان، مضمون الإعلان، مؤكدة أن مدينتها «لا تتسامح مع العنصرية».
وأضافت في بيان أصدرته الاثنين الماضي، أن «اللوحة الإعلانية هذه تؤدي إلى نتائج عكسية للجهود التي نبذلها لضمان أن تكون ليفونيا مكاناً مرحباً بالجميع»، لافتة إلى أنها تتشارك هذا الهدف مع المجموعة التي تقف وراء الإعلان.
وأكدت رئيس البلدية أنها –بعد حادثة مقتل فلويد– قامت بتكليف لجنة الموارد البشرية في المدينة برؤية جديدة، كما قامت بتعيين أعضاء جدد فيها لتعزيز التنوع والاندماج في المجتمع، مشيرة إلى أنها تواصلت مع أعضاء المجموعة الفيسبوكية ودعتهم إلى حضور جلسات اللجنة.
وتعتبر مدينة ليفونيا، التي تفصلها بلدة ردفورد عن مدينة ديترويت، أحد آخر معاقل الجمهوريين في مقاطعة وين، ويقدّر عدد سكان المدينة بنحو 94 ألف نسمة، 86 بالمئة منهم أميركيون بيض، وفق بيانات مكتب الإحصاء الوطني لعام 2018، علماً بأن البيض كانوا يشكلون 90 بالمئة من السكان في تعداد 2010.
وتضم ليفونيا، وفق تقديرات «صدى الوطن»، مئات الأسر العربية الأميركية التي تحسب إحصائياً ضمن فئة الأميركيين البيض.
وأشارت بروسنان إلى أنها زارت آلاف المنازل في إطار حملتها الانتخابية العام الماضي وقد أدركت أن ليفونيا باتت أكثر تنوعاً عما كانت عليه قبل عقد من الزمن، معتبرة ذلك «علامة تقدّم» ودليلاً على أن المزيد من الناس يشعرون بالأمان والترحيب في ليفونيا.
بدوره، نفى قائد شرطة المدينة. كيرتيس كايد، أن يكون عناصر دائرته يطبقون القانون على أساس الجنس أو العرق أو الدين أو الإثنية.
وقال: «التنميط العرقي هو ادعاء خطير وغير مقبول». «ليفونيا مجتمع مرحب للجميع، بغض النظر عن عرق الفرد»، مشدداً على أن «اللوحة الإعلانية تبعث برسالة معاكسة تماماً لقيمنا في شرطة ليفونيا وقيم مجتمعنا».
وعلقت أبشو على بيانات مسؤولي المدينة بالقول: «إذا كانت ليفونيا مهتمة حقاً ببناء الثقة مع المجتمع، فسوف يتطلب الأمر مزيداً من الشفافية والمساءلة».
وشاركت مجموعة «سكان ليفونيا المهتمون لحياة السود»، في تنظيم العديد من الفعاليات الاحتجاجية ضد العنصرية، من ضمنها تظاهرة لحركة «حياة السود مهمة» ضمت نحو ألفي شخص أمام مبنى البلدية ومقر الشرطة، الشهر الماضي.
وتسعى المجموعة كذلك، إلى الحصول على بيانات مفصّلة لسجلات مخالفات السير في ليفونيا وسياسات استخدام القوة ضد المدنيين، وسط اتهامات لجهاز شرطة المدينة باستهداف السائقين السود واستخدام القوة المفرطة ضدهم في إطار سياسة أمنية غير معلنة منذ عقود.
Leave a Reply