بيروت – وصل رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين إلى بيروت، الأربعاء الماضي، برفقة عدد من المواطنين اللبنانيين المرحلين إلى وطنهم الأم، عقب إطلاق سراحه في الولايات المتحدة بعد توقيف دام ثلاث سنوات، إثر اتهامه بـ«تمويل حزب الله» والالتفاف على العقوبات الأميركية ضده.
وقالت عائلة تاج الدين –في بيان صحفي– إن عودة قاسم تمت بالتماس إنسانيّ قدّمه محاموه أمام المحكمة الفدرالية في واشنطن، استناداً إلى القانون الأميركي الذي يسمح بإطلاق سراح من يواجه –بسبب سنّه– خطر تعقيدات فيروس كورونا، وأمضى جزءاً مهماً من محكوميته، ولا يشكّل خطراً على المجتمع.
وقال البيان إن تاج الدين «ليس مواطناً أميركياً، لكن عودته إلى بيروت كانت مرتبطة بآليات معقدة بسبب وضعه القانوني وأوضاع السفر الحالية التي ساهمت في تأخير العودة».
وتابع «توافرت طائرة نقلته من الولايات المتحدة إلى لبنان. وصلت بيروت هذا الصباح» (الأربعاء).
وكان قاض فدرالي بواشنطن قد وافق في 28 أيار (مايو) المنصرم على طلب «استرحام» طارئ تقدّم به قاسم تاج الدين، لأنه يعاني «مشاكل صحية خطيرة» تجعله عرضة لخطر فيروس كورونا المستجد، وذلك قبل عامين من انقضاء محكوميته بالسجن خمس سنوات.
ونقلت صحف أميركية آنذاك، وثائق قضائية تفيد بأن سبب إطلاق السراح يعود لمعاناة تاج الدين من أزمة صحية، وخطر الإصابة بكورونا.
لكن تقارير صحفية أخرى تكهنت بأن إطلاق سراح تاج الدين جاء في إطار صفقة تم بمقتضاها إطلاق سراح عامر الفاخوري، العميل الإسرائيلي حامل الجنسيتين الأميركية واللبنانية، قبل شهرين من بيروت. ولم تعقب السلطات اللبنانية رسمياً على تلك التكهنات.
وفي 2017، أوقفت السلطات المغربية تاج الدين (64 عاما)ً بموجب مذكرة دولية، وقامت بتسليمه إلى الولايات المتحدة، بعد ثماني سنوات من وضع اسمه في قائمة الإرهابيين الدوليين كأحد أبرز ممولي «حزب الله» المدرج على «قائمة الإرهاب» الأميركية، والمصنف كـ«منظمة إرهابية» في عدة دول غربية وخليجية.
وعلى رغم العقوبات، نجح تاج الدين في متابعة أعماله، خصوصاً في إفريقيا، كما نجح في استغلال النظام المصرفي في الولايات المتحدة.
فقد أشارت ملفات الادعاء الفدرالي إلى أن تاج الدين ومعه عدد من الأشخاص –ومن العام 2009، أي سنة وضعه على لائحة العقوبات، وإلى العام 2016 تاريخ مذكرة إلقاء القبض عليه– تمكّن من تحويل أموال عبر المصارف وشراء بضائع من الولايات المتحدة وصلت قيمتها، بحسب البيانات المنشورة في الادعاء، إلى 50 مليون دولار أميركي. وشملت التحويلات والبضائع هيوستن في تكساس، وسافاناه في جورجيا، ونيو أورلينز في لويزيانا، وموبيل في ألاباما، بالإضافة إلى أنغولا والإمارات.
كما تقدّر السلطات الأميركية أن تاج الدين مع عدد من الأشخاص حوّل بين بلدان عديدة خلال تلك المرحلة ما قيمته مليار دولار أميركي.
وحكم على تاج بالسجن خمس سنوات، إثر إدانته بـ«ضخ ملايين الدولارات في حسابات حزب الله اللبناني، وجرائم متعلقة بتبييض أموال».
وكانت وزارة العدل الأميركية، قد أعلنت، أن تاج الدين قد حُكِم عليه بالسجن إضافة إلى دفع غرامة مالية قيمتها 50 مليون دولار. وتاج الدين البالغ من العمر 63 عاماً أقر في كانون الأول (ديسمبر) الماضي أمام القضاء الفدرالي بالذنب بتهمة الالتفاف على عقوبات تمنعه من التعامل مع شركات أميركية.
Leave a Reply