تحقيق جديد كل عشر ساعات
واشنطن – أكد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، كريستوفر راي، أن أجهزة الولايات المتحدة المختلفة استطاعت كشف الأساليب الفنية التي تحاول الصين بها التآمر على البلاد، محذراً من أن أمن الأميركيين وصحتهم وحياتهم معرضون للخطر بسبب ممارسات بكين.
وقال راي في كلمة له بـ«معهد هادسون للأبحاث» إن الصين تستخدم أدوات اقتصادية وسياسية وتكنولوجية في خدمة أهداف الحزب الشيوعي الحاكم، حيث تحاول سرقة الأفكار الإبداعية الأميركية، وتسعى للتأثير على صناع السياسة، وتجري تحركات من أجل التأثير على الرأي العام.
وأشار إلى أنه يتم فتح تحقيق داخل الولايات المتحدة كل 10 ساعات يتعلق بالصين وممارساتها، وحذر أنه على الأميركيين التنبه لما تفعله الصين لنقطتين هامتين:
– أولاً، علينا ألا نفصل ما بين الممارسات الصينية وطموحها الذي ترى فيه أنها في حرب جيلاً بعد جيل من أجل تجاوز القيادة الأميركية للعالم، وأنها لا تقوم بهذا الأمر بمنافسة شريفة وعادلة، وأنها تنخرط في أية ممارسات يمكن أن تحقق هدفها بأن تصبح قوة عظمى.
– ثانياً، الصين تستخدم أدوات متعددة في محاولة تحقيق أهدافها، أكانت بالاختراقات السيبرانية أو حتى سرقة المعلومات والبيانات والأفكار، حيث تستخدم بذلك جهاز الاستخبارات الصيني وشركات خاصة مختلفة وحتى طلبة دراسات عليا مثل برنامج «الألف موهبة» الذي كانت تشرف عليه، إذ أنها تريد سرقة الملكية الفكرية للعديد من المشاريع التكنولوجية المتقدمة هنا، أكانت اقتصادية وحتى عسكرية من أجل منافسة الولايات المتحدة.
وضرب راي أمثلة على نشاطات الصين غير الشرعية، من خلال استقطابها للباحث هو جنتان، الذي انضم لبرنامج الألف موهبة الصيني، وقام بسرقة أفكار ومعلومات إبداعية سرية تقدر قيمتها أكثر من مليار دولار. إضافة لعالمة في تكساس تم سجنها مطلع العام الحالي، حيث قامت بسرقة معلومات حول تكنولوجيا تطوير غواصات، وقدمتها للصين.
وقامت الصين بسرقة معلومات تفصيلية حول مشروع تقني يتعلق بتطوير تكنولوجيا لاسلكية أمضت شركة أميركية أكثر من 20 عاماً في تطويره.
وهذه الحوادث جزء من بين 1000 تحقيق قامت «أف بي آي» برصدها تتعلق بسرقة الملكية الفكرية لتكنولوجيا أميركية ونقلها للصين، حيث يوجد نحو 56 مكتباً متخصصاً تابعاً للوكالة يقوم بدراسة هذه التحقيقات ومتابعتها، حيث تضاعفت أعداد هذه الحوادث خلال العقد الماضي بـ1,300 مرة، وهو ما يسبب ضرراً للاقتصاد الأميركي.
ورصد مكتب التحقيقات الفدرالي أيضاً عمليات اختراق ومحاولات اختراق من قبل قراصنة عسكريين صينيين تستهدف معلومات عسكرية أميركية وحتى معلومات تفصيلية حول ملايين الأميركيين.
ووصف راي، الصين بـ«القائدة» لهذه الممارسات غير الشرعية التي تغذي بها بكين تنمية الصين في مجالات الذكاء الاصطناعي.
وهي لا تستخدم القنوات الدبلوماسية في فرض تأثيرات على السياسة والرأي العام، إذ أنها منخرطة وبشدة في ممارسات الإكراه والابتزاز والرشوة من أجل تحقيق أهدافها.
وذكر راي على سبيل المثال، أنه إذا علمت الصين بسفر أحد أعضاء الكونغرس إلى تايوان وهي خطوة تراها بكين بأنها أمر يشرعن استقلال تايوان، فهي ستسعى للضغط عليه من خلال الشركات التي تستطيع التأثير عليها ضمن دائرته ومحيطه الداعم له في ولايته، وتهدد هذه الشركات بأنها إذا لم تضغط على السناتور فإنها ستحظر تعاملهم مع السوق الصينية، وبهذا فإنها تمارس أعمالاً مباشرة وغير مباشرة من أجل التأثير على صانع السياسات الأميركي.
وحذر راي من استخدام بكين للتضليل بغية التأثير على الرأي العام الأميركي، أكان من خلال إعلاميين أو أكاديميين.
ولم يخف راي ما تمارسه الصين من خلال عمليات استخبارية واسعة النطاق تشمل الدفع باتجاه خيارات تناسبها في الانتخابات الأميركية، واصفاً تأثيرها الاقتصادي بأنه غير مسبوق.
ولم يقل مدير «أف بي آي» ما إذا كانت الصين تدعم الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب أو منافسه الديموقراطي جو بايدن في الاستحقاق الرئاسي، علما أن الاثنين وجها انتقادات حادة لبكين.
وقال إن «حملة النفوذ الأجنبي الخبيثة التي تقودها الصين تستهدف سياساتنا، ومواقفنا، على مدار اليوم والأسبوع والعام» وهو «ليس تهديداً خاصاً بالانتخابات، إنه تهديد قائم على مدار العام، وفي كل وقت. لكنه بالتأكيد يحمل تداعيات على الانتخابات، وهم –الصينيون– بالتأكيد لديهم تفضيلات تتماشى مع ذلك».
وقال راي: «إن شعب الولايات المتحدة هو ضحية سرقة صينية واسعة النطاق إلى درجة باتت تشكل إحدى أكبر عمليات نقل الثروات في تاريخ البشرية».
وتتخذ إدارة ترامب مواقف أكثر تشدداً تجاه بكين، وتتهم الحزب الشيوعي الحاكم في الصين بالسماح بتفشي فيروس كورونا المستجد، علما أن الانتقادات في هذا المجال طالت أيضاً المسؤولين الأميركيين.
ووعد الرئيس الأميركي، الأحد الماضي، مرة أخرى بمعاقبة الصين على وباء فيروس كورونا المستجد.
وقال ترامب في خطاب بمناسبة عيد الاستقلال: إن «خداع الصين وسريتها ومحاولاتها للتستر على المشاكل تحت السجادة سمح للفيروس (كورونا) بالانتشار في 189 دولة». وأضاف «يجب أن تخضع الصين للمساءلة الكاملة».
ورغم ذلك، قال ترامب إن «99 بالمئة من حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة غير ضارة تماماً».
وتجاوز عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة ثلاثة ملايين إصابة وتوفي أكثر من 135 ألف شخصاً، وهو عدد يحذر الخبراء من أنه سيزيد على الأرجح بعد ارتفاع قياسي في عدد الإصابات في ولايات كثيرة.
كما استغل الرئيس الأميركي خطابه بمناسبة عيد الاستقلال للحديث مرة أخرى عن هزيمة بعض «قوى الظلام»، التي قال إنها متحالفة ضد الولايات المتحدة.
وقال ترامب «نحن الآن بصدد هزيمة اليسار الراديكالي، والماركسي، والفوضوي، والمحرضين، واللصوص، والأشخاص الذين في كثير من الحالات لا يعلمون ماذا يفعلون»، مندداً بالمحاولات التي جرت في الآونة الأخيرة لإزالة النصب التذكارية لشخصيات تاريخية بوصفها محاولات لتدمير الولايات المتحدة.
وقال ترامب: «هناك دائما من يسعون للكذب بشأن الماضي من أجل كسب السلطة في الوقت الحالي، الذين يكذبون بشأن تاريخنا، الذين يريدوننا أن نخجل ممن نكون نحن. الهدف هو التدمير».
Leave a Reply