من عامل في محطة وقود .. إلى مالك جسر «أمباسدور» الدولي
غروس بوينت شورز
عن عمر ناهز 93 عاماً، توفي يوم الأحد الماضي، الملياردير الديترويتي، اللبناني الأصل، مانويل (ماتي) مارون، إثر تعرضه لقصور في القلب أدى إلى وفاته بمنزله في مدينة غروس بوينت شورز.
ويعتبر مارون، الذي ولد لمهاجرَين لبنانيين في حزيران (يونيو) 1927، أحد أبرز أقطاب المال والأعمال في ولاية ميشيغن، وله نجل وحيد هو ماثيو مارون الذي باشر بإدارة إمبراطورية والده منذ عدة سنوات، والتي تشمل ملكية جسر «أمباسادور» الدولي الذي يربط بين مدينة ديترويت ومدينة ويندزر الكندية، وشركة النقليات الدولية العملاقة «سنترال ترانسبورت إنترناشيونال»، فضلاً عن مئات العقارات في ديترويت وضواحيها، ومن ضمنها محطة القطارات المركزية القديمة في حي «كوروكتاون» بوسط المدينة، والتي تم بيعها –عام 2018– لشركة «فورد» للسيارات مقابل 90 مليون دولار.
وقد تعرض مارون خلال السنوات الماضية إلى اتهامات عديدة بإبطاء نهضة مدينة ديترويت من أجل حماية مصالح شركاته الخاصة، لاسيما في معارضته الشديدة لإقامة جسر دولي ثانٍ مع كندا، حيث خاض مارون معارك قانونية وسياسية وانتخابية للضغط على صناع القرار لوقف مشروع «جسر غوردي هاوي» الذي أقره حاكم الولاية السابق ريك سنايدر، والذي يجري العمل على بنائه حالياً، بعد سنوات من التأخير.
وإضافة إلى ثروته الكبيرة وعلاقاته المتشعبة، كان مارون يتمتع بنفوذ سياسي واسع بفضل تبرعاته الانتخابية السخية. وقد بذل الراحل جهوداً وأموالاً طائلة لمنع إقامة الجسر الجديد، وقال في تصريح لصحيفة «ديترويت نيوز» قبل عقد من الزمن: «إن الجسر هو كائن حي، وهو أصبح جزءاً مني، وأعتقد أنني أبليت بلاء حسناً، وهذا إرثي… يريدون أن يسرقوه مني، ولكن هذا لن يحصل، أعدكم بذلك».
تاريخ العائلة
ولد مانويل مارون لأسرة مارونية لبنانية في ديترويت عام 1927، وهو أكبر أشقائه الثلاثة من والده توفيق ووالدته جمال. وكان جده –حنا مارون– قد هاجر من لبنان قبل الحرب العالمية الأولى، حيث كانت وجهته الأولى أميركا اللاتينية قبل انتقاله لاحقاً إلى الولايات المتحدة.
التحق مانويل بثانوية ديترويت اليسوعية، وكان الطالب العربي الوحيد فيها، وربما الأول، بحسب صحيفة «ديترويت نيوز».
درس الكيمياء وعلم الأحياء في «جامعة نوتردام» بولاية إنديانا، ثم عاد إلى ديترويت حيث عمل في محطة وقود وكاراج لإصلاح السيارات كان يمتلكهما ويديرهما والده توفيق الذي استحوذ لاحقاً على شركة شحن صغيرة (سنترال كارتاج) من أخوين كانا يدينان له بـ8,300 دولار، وفق الصحيفة.
هذه الشركة الصغيرة، شكلت مفتاح نجاح مانويل في عالم المال والأعمال حيث تولى الشاب اللبناني الأصل إدارة الشركة في أواسط خمسينيات القرن الماضي، وتمكن في غضون عقدين من الزمن من شراء 25 بالمئة من جسر «أمباسادور» الدولي لتعزيز النقليات عبر الحدود مع كندا قبل أن يستحوذ لاحقاً على الجسر بأكمله مقابل 30 مليون دولار.
وبحسب مجلة «فوربس»، تقدّر قيمة ثروة مارون بحوالي 1.7 مليار دولار. وهو من بين أغنى 1,600 شخص في العالم، بحسب آخر تصنيفات المجلة، علماً بأن مارون احتل المرتبة 342 بين أغنياء العالم في عام 2015.
ونعت غرفة ديترويت الإقليمية للتجارة وفاة مارون، واصفة إياه بـ«قصة نجاح عصامي».
وقال ساندي باروا، الرئيس التنفيذي للغرفة، إن مارون «وُلد لأبوين مهاجرين في ديترويت، وترقّى من شاب يعمل في محطة وقود إلى خريج من «جامعة نوتردام» وصولاً إلى إنشاء شركة تساوي مليار دولار».
Leave a Reply