ديترويت تنجو من قطوع خطير:
ديترويت
في الوقت الذي تتزايد فيه معدلات الجريمة في العديد من المدن الأميركية الكبرى، في ظل انكفاء دوائر الشرطة المحلية أمام الاحتجاجات الشعبية التي تقودها حركة «حياة السود مهمة»، تظهر قيادة شرطة ديترويت عزيمة واضحة على مواصلة جهودها لضبط الأمن ومكافحة الجريمة في أحياء المدينة، غير أن الأمور كادت أن تأخذ منحىً خطيراً خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، عقب مقتل شاب إفريقي أميركي على يد شرطة المدينة مساء الجمعة 10 تموز (يوليو) الجاري.
فقد سارعت قيادة الشرطة، بعد ساعات قليلة من مقتل حكيم ليتلتون (20 عاماً)، إلى نشر لقطات مصورة عبر كاميرات عناصر الدورية لكشف تفاصيل ما جرى، رداً على الشائعات التي انتشرت سريعاً عقب الحادث ودفعت مئات المتظاهرين الغاضبين إلى التجمهر أمام مقر الشرطة للمطالبة بالعدالة لليتلتون والاقتصاص من العناصر المتورطين بالحادثة، وصولاً إلى الدعوات لاستقالة قائد الشرطة، جيمس كريغ.
غير أن اللقطات المصورة أظهرت بوضوح أن ليتلتون كان هو من بادر إلى إطلاق النار على عناصر الشرطة دون أن يصيب أياً منهم، قبل أن يردوه قتيلاً على الرصيف بالقرب من تقاطع شارعي سان خوان درايف ومكنيكلز في غرب المدينة.
وكان ليتلتون برفقة شاب آخر مطلوب بموجب مذكرة اعتقال تتعلق بتجارة المخدرات، واسمه دارنيل سيلفستر. وهو مشتبه به أيضاً من قبل الشرطة بالتورط في حادثة إطلاق نار وقعت في الخامس من يوليو الجاري، في الحي نفسه، وأودت بحياة ثلاثة قتلى وخمسة جرحى.
ويظهر الفيديو أن ليتلتون سحب مسدسه وأطلق النار على الشرطي الذي كان يقوم باعتقال سيلفستر الذي لم يبد أية مقاومة.
وبعد الكشف عن فيديو الحادثة سارعت شرطة ديترويت إلى فض المتظاهرين المحيطين بـ«القسم 12» عبر استخدام الغاز المسيل للدموع واعتقال ثمانية محتجين.
وقالت الشرطة إن عناصرها تعرضوا للاعتداء من قبل المتظاهرين بواسطة الحجارة ومقذوفات أخرى.
وفي مؤتمر صحفي عقده الاثنين الماضي، اتهم كريغ مروجي الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتأجيج غضب المتظاهرين عبر نشر معلومات كاذبة حول مقتل ليتلتون. وقال إن الشائعات وصلت إلى حد الزعم بأن ليتلتون قُتل بـ15 رصاصة، وأنه كان غير مسلح ويجلس مسالماً على شرفة منزله.
وتساءل كريغ مبدياً انزعاجه من مروجي الأكاذيب: «أين المسؤولية؟ ماذا سيقول المتظاهرون الغاضبون عندما يرون لقطات فيديو تنفي كل ذلك تماماً؟ ماذا تراهم يقولون؟».
وحسب كريغ، ستعمل شرطة ديترويت على تتبع مطلقي الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً: «هناك أفراد أتوا لفعل ماذا؟ مهاجمة الشرطة.. لماذا؟ وهم لا يعلمون كل الحقائق؟».
وأضاف أن بعض المتظاهرين جاؤوا مسلحين بقضبان سكك الحديد والحجارة وزجاجات الكحول الفارغة وقاموا برميها على عناصر الشرطة، مؤكداً إصابة أحد الضباط خلال المواجهة، لكنه أشار إلى أن العديد من المتظاهرين انفضوا بشكل سلمي بعد اطلاعهم على فيديو الحادثة.
وأكد كريغ أن مقتل ليتلتون مبرر قانونياً، وهذا ما تؤكده لقطات الفيديو، لافتاً إلى أن الشاب المقتول قام بإطلاق خمس رصاصات من مسدس ناري كان بحوزته قبل أن يلقى مصرعه.
وألمح كريغ إلى أن المتظاهرين المثيرين للشغب يأتون من خارج ديترويت، وقال «الناس في ديترويت سئموا وتعبوا من دخول هؤلاء الغرباء إلى مدينتنا، محاولين تدمير ما عملنا بجد للحفاظ عليه. لقد سئموا الأمر كما قلت سابقاً، قبل عدة أسابيع، عد إلى مدينتك واحتج هناك».
ويحسب لكريغ حفاظه على الأمن في المدينة وحماية الممتلكات العامة والخاصة، في الوقت الذي انكفأت فيه الشرطة في العديد من المدن الرئيسية، مثل نيويورك ومينيابوليس وسياتل وغيرها من المدن التي تعاني من ارتفاع كبير في معدلات الجريمة إضافة إلى أعمال نهب وتخريب واسعة وتسليم لمراكز الشرطة التي تعرض بعضها للحرق من قبل المتظاهرين، منذ اندلاع الاحتجاجات الغاضبة ضد مقتل الإفريقي الأميركي جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس في 25 أيار (مايو) الماضي.
في المقابل، يطالب ناشطون من حركة «حياة السود مهمة»، بتنحية كريغ عن منصبه، بتهمة استخدام القوة المفرطة في فض المتظاهرين، فضلاً عن اعتقال المئات منهم من دون مبرر قانوني، وفق قولهم.
Leave a Reply