مريم شهاب
«إن الرجل إذا كانت له زوجة واحدة، ابتلي في جسده وفي نفسه وأدركه الهرم وهو في عنفوانه، وشكى من داء العظام في الظهر والرقبة والمفاصل، كثر يأسه وقلت حيلته وصار كثير التذمر والشكوى». هذا ما يُنقل عن أبي الطب، ابن سينا.
وقال ابن خلدون –أبو علم الاجتماع أيضاً– «تبصرتُ في الأمم الهالكة فوجدتهم اعتادوا أن تكون لهم زوجة واحدة».
يعني هذا أنه عند قدامى العلماء من كان له زوجة واحدة جبان ومشكوك في رجولته وألف حسرة على المرجلة «والرجالة» في هذا الزمان حيث «تفرعن» الكائن الوديع اللطيف الذي كان يرتجف إذا رميته بنظرة غضب…
نعم، المرأة صبورة وحليمة، لكن لا ننسى أن الحكماء حذروا من غضب الحليم ولم يحذّروا من غضب «الحليمة» وقد وصل بعض النساء من الشراسة إلى درجة جعلت المدافعين عن حقوق الإنسان، قبل بضع سنوات، يدعون إلى تشكيل جمعية الرفق بالأزواج لحمايتهم من بطش النسوان.
لماذا نبتعد كثيراً؟ فهنا في ديربورن، وبعد حصول كل فرد بالغ على شيك بقيمة 1,200 دولار ناهيك عن أموال البطالة التي تنهمر على الكثيرين هذه الأيام، وقع الكثير من المشاكل والشجارات التي وصلت إلى حد طلب الانفصال والطلاق.
لم يتعلم الرجال أن «المال رايح رايح»، وأنه من الأفضل بذله في سبيل شراء راحة البال أو كما قال المثل: «هين فلوسك ولا تهين نفوسك».
أعطِ المال للمدام وعيش تمام. ويا ويله وستين ويله إذا فكّر الزوج بإرسال مئة دولار إلى أمه أو أخته… فقد يصبح واحداً من آلاف ضحايا التقريع وسمات البدن وحتى الضرب على يدي الزوجة.
نحن في زمن لا نعيب فيه الرجل إذا اتصل بالبوليس مستنجداً: إلحقوني! المدام ضربتني وأهانتني!
وبما أن بعض أفراد البوليس من السيدات الأشاوس، بطول وعرض وشوارب ومسدسات، وعلى اقتناع تام أن بعض الرجال «مايجيش إلّا بالضرب» ويستأهلون البهدلة.
فماذا تقول عن إحداهن التي طلبت الطلاق والانفصال صبيحة اليوم التالي للزفاف بعدما اكتشفت أن بعلها الأمور، أصلع، وأنه كان يخدعها بشعر مستعار خلال فترة الخطوبة؟
أيضاً، سيدة أخرى مضى عليها حين من الدهر حتى تزوجت أستاذاً جامعياً يحمل –مثلها– شهادات دكتوراه، لكنها بعد الزواج ندمت وطلبت الطلاق لأن الدكتور ذوقه «بلدي».. فهو يأكل سندويشات الفلافل على الماشي، ولا يحب «الضهرات» والمطاعم الفخمة.. What a Shame، إنه حقاً أمر مخجل جداً.
زوجة أخرى طلبت الطلاق من زوجها «البلدي» لأنه يرد عليها باللغة العربية كلّما كلّمته بالإنكليزية.
هذا غيض من فيض مما يحدث في مدينتنا ديربورن.
قال لي أحدهم، إن الرجل الذي يدفع دم قلبه على حفلة الزفاف، يستحق أن تطلقه العروس في أسبوع العسل، لأنه لو رجل فعلاً لأنفق ماله للزواج مرة ثانية وثالثة وحمى صحته الجسدية والنفسية، كما قال ابن سينا.
Leave a Reply