ديربورن – «صدى الوطن»
قد لا تتمتع الانتخابات التمهيدية بالاهتمام نفسه الذي يوليه الناخبون للانتخابات العامة، إلا أنها –في بعض الأحيان– تكون حاسمة ومفصلية، لدرجة تبدو معها الانتخابات العامة تحصيل حاصل!
وعلى هذا الأساس، تكتسب بعض السباقات الحزبية أهمية كبيرة في الانتخابات التمهيدية التي ستقام يوم الثلاثاء المقبل، وذلك بسبب ولاء العديد من الدوائر الانتخابية إلى أحد الحزبين الرئيسين (الديمقراطي والجمهوري)، حيث يكون الفائزون في التصفيات الحزبية قد حسموا عملياً السباق لصالحهم.
ومن أبرز السباقات الحاسمة في انتخابات 4 آب (أغسطس)، السباق الذي تخوضه النائب العربية رشيدة طليب للفوز بولاية ثانية، بمقعد «الدائرة 13» في مجلس النواب الأميركي، وكذلك السباق الذي تخوضه المدعي العام في مقاطعة وين كيم وورذي للاحتفاظ بمنصبها لولاية جديدة، فضلاً عن السباق الذي يخوضه المرشح اليمني الأصل أبراهام عياش للفوز بمقعد «الدائرة 4» في مجلس نواب ميشيغن.
وعشية الانتخابات، تعلن صحيفة «صدى الوطن» عن تبني ودعم معظم المرشحين الذين دعمتهم «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك)، ليس فقط لثقتها بأهلية المرشحين الذين تم اعتمادهم من قبل اللجنة، وإنما أيضاً لثقتها بالآلية الديمقراطية التي تتبعها «أيباك» في اختيار المرشحين، وهي التي تضع على رأس أولوياتها حماية مصالح العرب الأميركيين وترسيخ حضورهم السياسي على الخارطة المحلية والوطنية.
وقد قررت «صدى الوطن» أيضاً دعم الاستفتاء الضريبي في مدينة هامترامك، والذي يقترح استدانة ما يزيد عن 35 مليون دولار لتحديث المدارس العامة وبناء مدرسة ابتدائية جديدة في المدينة ذات الكثافة العربية.
وعلى الرغم من الظروف التي فرضتها أزمة وباء كورونا، إلا أننا نؤمن بأنه من أنه الضروري المحافظة على زخم المشاركة الكثيفة للعرب الأميركيين في جميع السباقات الانتخابية، والإقبال بكثافة على التصويت (سواء عبر الاقتراع الغيابي أو الحضور شخصياً) لاختيار المرشحين الذين يحققون طموحاتهم بتحسين أداء الحكومات المحلية وجعل مدننا أكثر جاذبية وأماناً، ومن أجل بناء مستقبل أفضل لأبنائنا في وطننا الجديد.
ومن هذا المنطلق، فإننا في «صدى الوطن»، نهيب بالناخبين العرب والمسلمين الأميركيين ألا يغضوا الطرف عن أهمية الانتخابات المقبلة، التي قد تبدو للوهلة الأولى سباقات غير مهمة، إلا أنها في حقيقة الأمر تطال كل منحى من مناحي الحياة اليومية في مدننا وبلداتنا، لاسيما في المجتمعات التي تواجه تحديات واستحقاقات اقتصادية واجتماعية.
وفيما يلي قائمة المرشحين الذين تدعمهم «صدى الوطن» في انتخابات الرابع من أغسطس المقبل:
الكونغرس الأميركي
ديبي دينغل ديمقراطية –مجلس النواب– الدائرة 12
تسعى ديبي دينغل إلى إعادة انتخابها لولاية ثالثة، عن «الدائرة 12» في مجلس النواب الأميركي التي تشمل ديربورن ومدن جنوب النهر وصولاً إلى إبسيلاني وآناربر في مقاطعة واشطنو. ومنذ توليها المقعد الذي شغله سابقاً زوجها، عميد الكونغرس الأميركي السابق جون دينغل، أثبتت دينغل أنها حارس أمين على إرث زوجها الذي عُرف بصداقته المتينة مع المجتمع العربي الأميركي بمختلف أطيافه.
وبوجودها تحت قبة الكابيتول منذ العام 2015، يحتفظ العرب الأميركيون، بصديق حميم يدافع عن حقوقهم المدنية والدستورية في الكونغرس. وقد أظهرت التجارب خلال السنوات المنصرمة التزام دينغل بدعم حقوق ناخبيها، حيث كانت واحدة من بين 17 نائباً أميركياً فقط صوتوا –في حزيران (يونيو) الماضي– ضد إصدار القرار 246، الذي يدين «حركة مقاطعة إسرائيل» BDS.
رشيدة طليب ديمقراطية – مجلس النواب– الدائرة 13
بعد دخولها التاريخ الأميركي عام 2018، كأول نائبة مسلمة في الكونغرس الأميركي (جنباً إلى جنب مع النائبة الصومالية الأصل عن ولاية مينيسوتا، إلهان عمر)، تسعى طليب إلى إعادة انتخابها لولاية ثانية كواحدة من أبرز الأصوات الديمقراطية تحت قبة الكابيتول في واشنطن.
وتعتبر طليب في مقدمة الديمقراطيين المناهضين لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن أبرز الأصوات المنادية بعزله. وفي الشؤون الخارجية، تعتبر المشرعة الفلسطينية الأصل في مقدمة المؤيدين لـ«حركة مقاطعة إسرائيل» (بي دي أس)، ومن المواظبين على نقد السياسات الإسرائيلية، وتدعو إلى إنهاء المساعدات الأميركية لدولة الاحتلال.
مجلس نواب ميشيغن
عبد الله حمود ديمقراطي– الدائرة 15
يسعى النائب اللبناني الأصل عبدالله حمود إلى الاحتفاظ بمقعده في مجلس نواب ميشيغن لولاية ثالثة وأخيرة بحسب دستور الولاية، عن «الدائرة 15» التي تشمل معظم مدينة ديربورن باستثناء بعض أحيائها الشمالية الشرقية. وكان النائب الشاب قد انتخب للمرة الأولى عام 2016، وبرز خلال مسيرته التشريعية بتقديم العديد من مشاريع القوانين المدافعة عن البيئة والصحة العامة وحماية المستهلكين.
أبراهام عياش ديمقراطي – الدائرة 4
يخوض المرشح اليمني الأصل، السباق الديمقراطي لتمثيل «الدائرة 4» التي تضم مدينة هامترامك وأجزاء من مدينة ديترويت، ويتطلع إلى شغل المقعد الذي شغر برحيل النائب آيزاك روبنسون في آذار (مارس) الماضي، تحت عناوين «التغيير» و«العدالة».
عياش نجح في نيل تأييد المرشح الرئاسي الأسبق بيرني ساندرز، وحاز على تأييد العديد من القادة التقدميين في الحزب الديمقراطي، وفي حال فوزه سيكون أول يمني ينتخب لعضوية مجلس نواب ولاية ميشيغن.
مايك شهاب ديمقراطي – الدائرة 30
يتطلع المحامي اللبناني الأصل، مايكل شهاب إلى الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي عن «الدائرة 30» التي تضم مدينة يوتيكا وبلدة شيلبي تاونشيب وأجزاء من مدينة ستيرلنغ هايتس، ليواجه في نوفمبر القادم النائبة الجمهورية عن الدائرة دانا فارينغتون التي تتولى عائلتها المقعد منذ سنوات طويلة.
وتحت عناوين محاربة الفساد وتأمين التمويل اللازم لإصلاح الطرقات والبنى التحتية، يخوض شهاب، حملته الانتخابية مصراً على عدم تلقي أية تبرعات من أصحاب المصالح المتنفّذين، مثل شركات التأمين والمجموعات المصرفية، التي تؤثر بشكل سلبي على قوانين التأمين والمصارف، تحديداً في الدائرة التي يسعى إلى تمثيلها.
مقاطعة وين
المدعي العام كيم وورذي – ديمقراطية
شغفها بالعدالة أكسبها شهرة وطنية خلال توليها منصب الادعاء العام بمقاطعة وين على مدى 16 عاماً أثبتت خلالها بأنها قائدة لا تتخوف من الابتكار وتوطيد العلاقات مع مجتمعات المقاطعة. ويكتسب السباق على منصب الادعاء العام في مقاطعة وين أهمية حاسمة، حيث تواجه وورذي منافسة مدعومة من التيار اليساري في الحزب الديمقراطي، وهي فيكتوريا بيرتون–هاريس.
خلال خدمتها في مكتب الادعاء العام، حظيت وورذي باهتمام على المستوى الوطني، منذ أوائل التسعينيات حيث تولت الادعاء ضد شرطيين عنصريين. وفي 2004، أصبحت وورذي أول إفريقية أميركية تتولى منصب الادعاء العام في إحدى مقاطعات ميشيغن.
كذلك، اشتهرت وورذي وطنياً بدورها في إعادة فتح 11,341 قضية اعتداء جنسي أمام المحاكم، بعدما تم العثور على آلاف صناديق الأدلة المهملة في أحد مستودعات شرطة ديترويت المهجورة. ودخلت «قاعة مشاهير النساء في ميشيغن» عام 2018.
ويعكس مكتب وورذي، التنوع السكاني الذي تتميز به المقاطعة، لاسيما في تمثيل المجتمع العربي الذي يقيم مع وورذي أوثق الصلات، ويتجلى ذلك من خلال توظيفها للعديد من الطاقات العربية في مكتبها على مر السنوات.
أمين خزانة المقاطعة
أريك سابري
عُرف سابري، منذ توليه منصب أمين خزانة مقاطعة وين عام 2016 بمحاولاته الحثيثة لإيجاد حلول ناجعة لأزمة مصادرة المنازل في مدينة ديترويت، ونجح خلال سنوات قصيرة بخفض معدل المصادرة بنسبة 85 بالمئة.
سابري، وهو أول أميركي إفريقي، وأول مسلم، يتسلم هذا المنصب، كما أنه يتولى منصب مدير «بنك الأراضي» بمقاطعة وين، ويمتلك سجلاً طويلاً من الخدمة العامة في مدينة ديترويت.
مجلس مفوضي مقاطعة وين
سام بيضون ديمقراطي – الدائرة 13
في انتخابات 2018، فاز بيضون بعضوية مجلس المفوضين عن «الدائرة 13» التي تضم مدينتي ديربورن وآلن بارك، وأصبح بذلك ثاني عضو عربي في المجلس الذي يتألف من 15 عضواً، إلى جانب آل هيدوس.
بيضون، اللبناني الأصل، يسعى إلى الاحتفاظ بمقعده لسنتين إضافيتين، مستفيداً من تجربة الولاية الأولى التي ركز خلالها على تحسين البنية التحتية في المدينتين اللتين يمثلهما في المجلس، إلى جانب اهتمامه بتعزيز المشاركة المدنية والخدمات الاجتماعية.
آل هيدوس ديمقراطي – الدائرة 11
يرأس هيدوس لجنة «التطوير الاقتصادي» ولجنة «الخدمات العامة» في مجلس مفوضي مقاطعة وين، كما يمثل المجلس في «سلطة مطارات مقاطعة وين». وانتخب هيدوس لعضوية المجلس في 2014 لأول مرة، لتمثيل الدائرة التي تضم مدينتي بيلفيل وروميلوس وبلدات هيورن وسامتر وفان بيورن وأجزاء من مدينة وستلاند.وقد شغل –سابقاً– منصب رئيس بلدية مدينة وين، من 2001 إلى 2014.
ديفيد كنيزيك ديمقراطي – الدائرة 8
عُيّن كنيزيك في مجلس مفوضي مقاطعة وين في فبراير الماضي لتمثيل الدائرة التي تضم مدينة ديربورن هايتس وبلدة ردفورد وأجزاء من مدينة ليفونيا، في أعقاب استقالة العضو السابقة ديان ويب. ويمتلك كنيزيك رؤية شاملة لتطوير الدائرة مستفيداً من تجربته التشريعية في مجلسي النواب والشيوخ تحت قبة الكابيتول في لانسنغ.
محكمة مقاطعة وين
نيكولاس هاثواي
شغل هاثواي–سابقاً– منصب مساعد الادعاء العام في مقاطعة وين، وحاز على تأييد المدعي العام في ولاية ميشيغن دانا نسل ورئيس بلدية وستلاند بيل وايلد ومحافظ مقاطعة وين بيني نابليون. وكمحكّم في «دائرة الأسرة بمقاطعة وين»، يركز هاثواي على معالجة القضايا المتعلقة بإساءة معاملة الأطفال وإهمالهم.
شاندرا بيكر
تدير بيكر وحدة مكافحة الحرائق المتعمدة بمقاطعة وين. حصلت على جائزة الادعاء العام التي تمنحها «الرابطة الدولية لمحققي الحرائق المتعمدة» عام 2018. وتولت خلال مسيرتها المهنية التي تمتد لنحو 12 عاماً دعاوى جنائية في جميع المجالات.
مقاطعة أوكلاند
المدعي العام
كارين مكدونالد–ديمقراطية
تتمتع مكدونالد به بخبرة قضائية في معالجة المشاكل الملحة، ومن بينها قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال. وشغلت المرشحة الديمقراطية سابقاً منصب قاض في محكمة مقاطعة أوكلاند.
مجلس مفوضي مقاطعة أوكلاند
دانيال تشارين ديمقراطي– الدائرة 18
يمتلك تشارين تجربة عريضة من الخدمة في مجال «العلاقات العامة»، وشغل سابقاً منصب مدير الاتصالات في بلدية ديترويت. أبدى منذ يفاعته شغفاً بالخدمة حين ترشح لانتخابات مجلس ميشيغن التشريعي، وهو مايزال طالباً في «جامعة ميشيغن»، وكان عمره 21 عاماً. ويسعى تشارين إلى تمثيل الدائرة 18 التي تشمل مدن فيرنديل وهايزل بارك وأجزاء من أوك بارك ورويال أوك تاونشيب.
«نعم» لتمويل مدارس هامترامك
على الرغم من الانقسام المجتمعي الذي تشهده مدينة هامترامك على خلفية المقترح الانتخابي باستدانة أكثر من 35 مليون دولار لتحديث المباني المدرسية وبناء مدرسة ابتدائية جديدة، قررت «صدى الوطن» إعلان تأييدها لهذا المقترح، وحث الناخبين على التصويت له بـ«نعم».
وتنطلق الصحيفة في موقفها، من حقيقة أن تأهيل المدارس العامة يعتبر من مسؤولية المجتمع المحلي، وأن فوائد الخطة لن تقتصر على جودة التعليم وحسب، بل ستطال المجتمع الأهلي بأكمله، فضلاً عن أن الزيادة الضريبية المترتبة عليه (7 مل) لا تزال تعتبر متدنية مقارنة بمدن أخرى، وهي بمثابة استثمار في مستقبل الأجيال الصاعدة في المدينة التي يشكل العرب جزءاً أساسياً من طلابها.
Leave a Reply