حسن عباس – «صدى الوطن»
يخوض الناشط العربي الأميركي أبراهام عياش الانتخابات التمهيدية عن الحزب الديمقراطي للفوز بمقعد «الدائرة 4» في مجلس نواب ميشيغن، الذي شغر بوفاة النائب السابق آيزاك روبنسون متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، في آذار (مارس) الماضي.
ويوم الثلاثاء المقبل، ستشهد الدائرة التي تضم مدينة هامترامك وأجزاء من مدينة ديترويت سباقين، أحدهما لإكمال ولاية روبنسون حتى نهاية العام الجاري، والآخر تمهيدي لولاية جديدة مدتها سنتان.
وينافس المرشح اليمني الأصل 12 مرشحاً في السباق الديمقراطي، أبرزهم ميشيل أوبرهولتزر التي حلت في المرتبة الثالثة في السباق على المقعد نفسه في انتخابات 2018، والمرشح البنغالي الأصل شهاب أحمد الذي خاض انتخابات 2010 عن مقعد «الدائرة 5» في مجلس نواب ميشيغن، وكذلك المرشحة الإفريقية الأميركية تاوانا سيمبسون، العضو في مجلس ديترويت التربوي.
عياش الذي خسر الانتخابات التمهيدية في سباق «الدائرة 2» في مجلس شيوخ ميشيغن عام 2018، أمام السناتور الحالي آدم هوليير، يقود حملة انتخابية ببرنامج تقدمي تحت عناوين «التغيير والعدالة» و«عدم الخضوع لمصالح الشركات التجارية الكبرى، التي تستغل الطبقات العمالية»، في الدائرة التي يقطن فيها أكثر 70 ألف نسمة، وتضم آلاف الناخبين العرب الأميركيين.
وفي سياق حملته، أكد عياش أنه يتطلع إلى معالجة القضايا الساخنة بشكل يضمن مصالح الناخبين في المقام الأول، بما فيها «قضايا التأمين على السيارات، وحماية البيئة، وجودة التعليم، وأزمة وباء كورونا، والتوظيف، والإسكان، وإصلاح العدالة الجنائية».
وأشار عياش الذي يسعى لأن يصبح أول مشرع يمني الأصل في تاريخ ميشيغن إلى أن : «مجلس ميشيغن التشريعي، هو الجهة التي ترسم الكثير من السياسات المتعلقة بهذه القضايا، كما أنها تحدد حجم الإنفاق ووجهاته»، لافتاً إلى أن «هذه الحقيقة تحتم أن يكون للمجتمعات تمثيل حقيقي لا يقايض مصالح المواطنين مع الشركات التجارية».
وأضاف في حديث مع «صدى الوطن» قائلاً: «من المهم جداً أن يكون لدينا تمثيل حقيقي وعادل يضع مصالح المجتمع في المقام الأول، ولا يخضع لضغوط الشركات الكبيرة.. بعد أن عملت في لانسنغ، بتّ أعلم أنها (الضغوط) موجودة، وهي كبيرة ومخيفة، ونحن نحتاج إلى شخص قادر للوقوف بوجهها».
وتابع قائلاً إن ميزنية ميشيغن السنوية تقارب 60 مليار دولار، وهي عاشر أكبر ولاية أميركية، مما يحمل حكومة الولاية أعباء مختلفة لتمويل البرامج والخدمات التي تؤثر على حياة السكان اليومية.
وأشاد المرشح اليمني بمسيرة الراحل روبنسون، وقال: «لقد كان آيزاك مشرعاً حكومياً مدهشاً وبطلاً مجتمعياً»، لافتاً إلى إنه لم يستسغ فكرة منافسته على مقعد «الدائرة 4». وقال: «الآن، وبعد رحيله المحزن، أعتقد أنه حان الوقت للترشح لتمثيل هذا المقعد».
وأشار خريج جامعة «ميشيغن ستايت» المتخصص في التدريب على القيادة السياسية، أن ترشحه للمنصب التشريعي ينطوي على رسالة واضحة مؤادها تعزيز ثقة الناس في حكومتهم، وقال: «سواء في ترشحي السابق، أو ترشحي الحالي، فإن رسالتي تتمحور حول كيفية جعل الناس يثقون في حكومتهم… لقد كنت آمل أن تكون وظيفتي هي مساعدة الناس على إيصال صوتهم، والعمل معهم من أجل المشاركة في حكومة يمكنهم الوثوق بها».
وحول مدينة هامترامك التي عاش فيها معظم حياته، قال: «لا أتجاهل أي جزء من الأجزاء المهمة في الدائرة الرابعة، ولكن هامترامك تتمتع بمكانة وموقع فريد، كونها تستقطب الكثير من المهاجرين الذين يسعون إلى ترسيخ جذورهم فيها، وإن ترشحي لتمثيل هذه الدائرة في مجلس ميشيغن التشريعي يشكل فرصة لتمثيل ديمقراطية تعكس هذا الواقع المتنوع».
وكانت حملة عياش الانتخابية قد ركزت على الاهتمام بالطبقة العمالية، وعلى خلق جبهة ديمقراطية ضد «جشع الشركات»، مستلهماً بذلك مسيرة النائب روبنسون «الذي عزز الوحدة والوئام بين المجتمعات المتباينة والمنقسمة في الدائرة الرابعة»، وفق تعبير عياش.
وفي هذا الصدد، قال عياش الذي عمل في حملة السناتور بيرني ساندرز للرئاسة 2020: «إن العمل من أجل العدالة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية يجب أن يستمر، وبصفتي شخصاً عاش في هامترامك طوال حياته، يمكنني القول بأن ذلك منحني مزايا خاصة وقدرة على القول بأن هناك فرصة لتغيير المجتمع نحو الأفضل».
ورغم أزمة وباء كورونا، أطلق عياش حملته الانتخابية عبر بث مباشر على موقع «فيسبوك» بحضور مسؤولين محليين ونشطاء بارزين وشخصيات اجتماعية، في مقدمتهم المرشح السابق لحاكمية ميشيغن عبدول السيد، والنائب العربي في مجلس ميشيغن التشريعي عبدالله حمود، والناشط البيئي جاستن أونوينو، ورئيسة بلدية هامترامك كارين ماجاوسكي، والرئيس السابق لمنظمة «الجمعية الوطنية لتقدم الملونين» (أن أي أي سي بي) في هامترامك كمال رحمن، والناشطة الاجتماعية حنان يحيى، والقسيسة شارون باتري، وغيرهم من القادة المحليين.
وخلال الحدث الذي استقطب أكثر 400 شخص، وحقق قرابة خمسة آلاف مشاهدة خلال 24 ساعة، أشاد المتحدثون بمسيرة عياش «كناشط نقابي وعمالي». وفي كلمة مقتضبة، خلال الحملة الافتراضية، قال عبدول السيد إن «أبراهام يدرك أن الطريقة الوحيدة التي سوف نقف بها مع الناس، ومن أجل الناس، هي أن نكون على استعداد للوقوف ضد هذه الشركات التجارية، وأن نواجه السلطة بالحقيقة».
وفيما أشار أونوينو إلى أن عياش يدرك طبيعة الأزمة البيئية في «الدائرة 4» وتداعياتها على السكان، أكد كل من ماجاوسكي ورحمن على تفاني عياش في خدمة القضايا التقدمية ومنع استغلال الشركات التجارية للمجتمعات الضعيفة والفقيرة. واتفق جميع المتحدثين على أن عياش هو المرشح الذي تحتاجه «الدائرة 4» خلال هذه الفترة المضطربة..
عياش الذي نال أيضاً تأييد والد آيزاك روبنسون، روجر، أكد أن مهمته التشريعية لن تتوقف عند إرجاع الأمور إلى أوضاعها الطبيعية، وإنما ستسعى إلى استكشاف كل الإمكانيات لتحسين ظروف الدائرة ومصالح سكانها، وقال: «هنالك أشخاص يطالبون أن نعود إلى الأوضاع الطبيعية، لكن في الحقيقة لا يجب أن نفعل ذلك، بل يجب أن نعيد تصور كل ما هو ممكن»، في إشارة إلى الظروف المستجدة التي فرضتها أزمة كورونا والاحتجاجات الشعبية ضد عنف الشرطة بعد حادثة مقتل الإفريقي الأميركي جورج فلويد على يد شرطة مدينة مينيابوليس في أيار (مايو) الماضي.
Leave a Reply