بعد الانفجار الرهيب الذي تعرضت له مدينة بيروت، الثلاثاء الماضي، يجب ألا نقف مكتوفي الأيدي ونكتفي بإبداء الحزن والحسرات على ما حل ببلدنا الأم، لبنان.
لدينا الكثير من الوسائل للمساهمة في مساعدة شعبنا المنكوب على التعافي من آثار الانفجار الهائل الذي حول مناطق واسعة من العاصمة بيروت إلى أنقاض، وأدى بالكامل إلى تدمير المرفأ الذي يعتبر شرياناً أساسياً للبلاد بأكملها.
كلبنانيين أميركيين، وكعرب أميركيين، لا يمكننا أن ندير ظهورنا للبنان وشعبه الذي يعاني أشد المعاناة في هذه الأوقات العصيبة، وغير المسبوقة. ويجب على مبادراتنا أن تبدأ من القمة، بالطلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبار المسؤولين بأن يسارعوا للانضمام إلى قائمة الحكومات التي باشرت بالفعل بإرسال المساعدات المادية والطبية لدعم عمليات الإنقاذ في لبنان، ومثل هذه المبادرة يجب أن تبدأ في الحال، ودون أي إبطاء أو تأخير.
وعلى مواطنينا الأميركيين أن يضموا جهودهم إلى جهودنا في دعوة الرئيس ترامب إلى رفع جميع أنواع العقوبات المفروضة على لبنان، وكذلك العقوبات التي تؤثر بشكل سلبي ومباشر على لبنان، وفي مقدمتها «قانون قيصر» المفروض على سوريا.
الكونغرس الأميركي يجب أن يقوم بدوره أيضاً، ولهذا فقد طالبت فعاليات مجتمعية عربية أميركية عضوة الكونغرس الأميركي ديبي دينغل بتقديم مشروع قانون لتخصيص الأموال المطلوبة لمساعدة لبنان على التعافي من هذه الكارثة. وقد وعدت دينغل –الأربعاء الماضي– بأنها ستعمل مع مشرعين آخرين بينهم النائبة من أصل فلسطيني رشيدة طليب من أجل تقديم مشروع القانون آنف الذكر، بعد عودة الكونغرس من عطلته الصيفية، في شهر أيلول (سبتمبر) القادم. وعلى التوزاي، يجب أن ندعو السناتورين الأميركيين عن الولاية، غاري بيترز وديبي ستابينو، للقيام بالشيء ذاته.
لقد وعد نواب أميركيون، بينهم دينغل وطليب، بتوجيه رسالة إلى وزارة الخارجية الأميركية وإلى البيت الأبيض لحث الإدارة الأميركية على استخدام كافة الوسائل التي من شأنها تسريع المساعدات التي بات اللبنانيون بأمس الحاجة إليها.
كما يجب علينا، كلبنانيين أميركيين، وكعرب أميركيين، أن نساعد لبنان والشعب اللبناني على إعادة بناء المرفأ بأقصى سرعة، ومساعدة ضحايا الانفجار والمشردين الذين خسروا منازلهم وأعمالهم من جراء هذه الكارثة المؤلمة.
وفي ولايتنا ميشيغن، يتوجب علينا الإسراع بمطالبة حاكمتنا والمسؤولين الآخرين في حكومة الولاية وحكومات المقاطعات والمدن التي نقطنها أن يساهموا في جهود الإنقاذ الإنسانية، كل من مكانه، بحسب طاقته وإمكانياته، فهذا هو الوقت المناسب لإظهار عمق صداقتهم لمجتمعنا العربي الأميركي، والأهم.. إنسانيتهم.
كجماعات وأفراد، علينا كجالية أن نسارع إلى دعوة الجهات الطبية والأعمال التجارية في مدننا لكي تبذل جهودها في تأمين وإيصال الإمدادت الطبية والإنسانية اللازمة للمستشفيات المتضررة في العاصمة بيروت. علينا أن ندعو مستشفيات «هنري فورد» و«مركز ديترويت الطبي» ومستشفى «جامعة ميشيغن» و«مستشفى غاردن سيتي» إلى المساهمة في إرسال المواد والمعدات الطبية.. التي تشتد الحاجة إليها في وطننا الأم، في هذه الأيام، أكثر من أي وقت مضى.
وفي هذا الإطار، يمكن الاتصال بمستشفى الجامعة الأميركية ببيروت، والمستشفيات المتضررة الأخرى، وسؤالها عن احتياجاتها المطلوبة من أجل رعاية الآلاف من الجرحى والمصابين، الذين يتطلب المئات منهم رعاية عاجلة ومستمرة لإنقاذ أرواحهم المهددة بالموت من جراء نقص الأدوية والمعدات الطبية.
إن أميركا بلد عظيم، وإن مجتمعنا عظيم، لذلك دعونا نبدأ فوراً بالعمل من أجل إنجاز المهمة، وبأقصى سرعة ممكنة، ولنتذكر قوله تعالى: «مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا».
(صدى الوطن)
Leave a Reply