ساوثفيلد – في إطار الدعم الإنساني للبنان، أرسلت منظمة «الإغاثة الطبية العالمية» بمدينة ساوثفيلد –الثلاثاء الماضي– حاوية من الإمدادات الطبية والإنسانية لضحايا الانفجار الذي دمر العاصمة اللبنانية في الرابع من شهر آب (أغسطس)، والذي أسفر عن مقتل حوالي 200 شخص وإصابة الآلاف.
وتضمنت الحاوية –التي يبلغ طولها 40 قدماً– معدات جراحية وأدوية وملابس وغيرها من الاحتياجات الضرورية، بحسب ما أشار منظم الفعالية الخيرية، الطالب اللبناني مجد فرج، لافتاً إلى أن الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية ستقدم لـ«مستشفى رفيق الحريري الجامعي»، وأنها سوف تُستتبع بأربع حاويات أخرى سيتم شحنها إلى بيروت في القريب العاجل.
فرج، وهو شاب لبناني يدرس في كلية الطب بـ«جامعة أوكلاند» ويعمل متطوعاً في «المركز الإغاثي الطبي العالمي»، أشار إلى أنه بادر إلى جمع المساعدات الطبية والإنسانية لإغاثة أبناء مدينته في هذه المحنة العصيبة، وقال: «كل شخص في بيروت تأثر بشدة بالأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، وكذلك بوباء كورونا، والآن لدينا انفجار هائل.. لذلك، فالناس هناك في أمس الحاجة إلى هذه المساعدات».
وأكد فرج أن المستشفيات في منطقة مترو ديترويت تبرعت بالمعدات الطبية، وأن قيمة الدفعة الأولى من المساعدات بلغت نصف مليون دولار، لافتاً إلى أنها سترسل إلى لبنان عبر البحر، بسبب القيود المفروضة على الطيران في ظل وباء كورونا.
ويُتوقع أن تصل الإمدادات الإغاثية في غضون أسبوعين، وأن يبدأ العمل بإرسال الدفعة الثانية، يوم الجمعة مع صدور هذا العدد.
من جانبها، قالت فرح عفرا (25 عاماً) إن «جميع البيروتيين تأثروا من جراء الانفجار» وإنه «لم ينج أحد من آثار تلك الفاجعة».
وكانت عفرا مع مجموعة من الناشطين الذين حضروا الفعالية وتسلموا الدفعة الأولى من المساعدات، وقد أكدت بأن لديها أقارب يعيشون في بيروت. وقالت «منزل شقيقتي في حالة خراب.. أعرف أشخاصاً ماتوا، والمستشفيات تقوم بالفعل بإخراج مرضى كورونا، من أجل علاج المصابين من جراء الانفجار الرهيب».
وقفات تضامنية
وفي أعقاب وقوع الانفجار الضخم في مرفأ بيروت، بادر العديد من أبناء الجالية اللبنانية في منطقة ديترويت الكبرى إلى تنفيذ وقفات تضامنية، قاموا خلالها بحمل الأعلام اللبنانية وإضاءة الشموع ورفع الصلوات لشفاء الجرحى وراحة نفوس القتلى.
وشارك المئات في مدينة ديربورن، الجمعة الماضي، بتظاهرة أمام مقر الشرطة، للتعبير عن غضبهم من فساد الطبقة السياسية في لبنان، وتضامنهم مع أبناء شعبهم في محنتهم الاستثنائية، داعين إلى حشد الجهود لمساعدة المتضررين والعائلات المنكوبة.
وخلال الوقفة التضامنية التي نظمها ناشطون محليون، أكدت عضو الكونغرس الأميركي ديبي دينغل في كلمة مقتضبة تضامنها مع الشعب اللبناني ومع الجالية اللبنانية في منطقة ديترويت، وقالت: «أقف معكم، وكلي فخر بأن أدعوكم عائلتي»، مضيفة: «لقد تحدثت إلى العديد من المسؤولين لكي نسارع لمساعدة ضحايا الانفجار المريع، وإنني أؤكد لكم بأن المساعدات الأميركية الإنسانية هي الآن في طريقها نحو لبنان».
وفي نفس السياق، أقامت «كنيسة القديسة مريم» في مدينة ليفونيا –الأربعاء الماضي– قداساً وإضاءة شموع تخليداً لذكرى ضحايا الانفجار، كما أطلقت مبادرة لجمع التبرعات للضحايا وعائلاتهم.
ورفع راعي الكنيسة الأرثوذكسية، الأب جورج شلهوب، الصلاة، داعياً الله أن يحفظ لبنان وشعبه، وقال إن المساعدات سترسل إلى الصليب الأحمر اللبناني، ومستشفى سان جورج، وبعض الجمعيات الخيرية في لبنان.
وفي مدينة برمنغهام، وقف عشرات اللبنانيين –الأحد الماضي– دقيقة صمت حداداً على أرواح ضحايا انفجار بيروت، كما قاموا بمسيرة صامتة، بحضور عدد من مسؤولي المدينة، بينهم رئيس بلدية مدينة برمنغهام بيير بطرس.
وقال الناشط ميلاد زعرب: «نطلب من ربنا المساعدة والعون والصبر، ونرجوه أن يمدنا بالقوة والأمل في المستقبل، لكي نشارك جميعاً في بناء لبنان».
Leave a Reply