ديربورن – تبنّى مجلس ديربورن التربوي –الاثنين الماضي– توصية «لجنة إعادة فتح المدارس» بمنطقة ديربورن التعليمية، باعتماد التعليم عبر الإنترنت حصراً، لجميع الطلبة حتى مطلع شهر تشرين الأول (أكتوبر) على الأقل، على أن يقوم المجلس بإعادة تقييم الأوضاع في وقت لاحق من شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، لاستكشاف إمكانية فتح الفصول الدراسية في بقية العام الدراسي.
وخلال مرحلة التعليم عبر الإنترنت، سيتعين على الطلاب حضور صفوف افتراضية عبر البث المباشر (لايف) خلال ساعات الدوام المدرسي، وسيتم تقييم الأداء الأكاديمي وفق المعايير التقليدية، على عكس المعايير التي تم اعتمادها في نهاية العام الدراسي الماضي.
وبحسب الخطة التي تبناها المجلس التربوي، سيُسمح بحضور الطلاب في المختبرات داخل المدارس، وفق جدول خاص في كل مدرسة على حدة.
وكان التعليم عبر الإنترنت، من أبرز توصيات «لجنة إعادة فتح المدارس» المؤلفة من أكثر من 80 شخصاً، والتي درست مختلف التفاصيل اللوجستية المتعلقة بإعادة الطلاب إلى المدارس، وانتهى بهم المطاف إلى طرح عدد من المقترحات للموازنة بين جودة التعليم وسلامة الطلاب والمعلمين والموظفين التربويين.
ولن يؤثر قرار التعليم عبر الإنترنت حتى مطلع أكتوبر، على الأنشطة الرياضية لطلاب المرحلة الثانوية، لكن يتعين على الطلاب الرياضيين ملء نموذج صحي يومياً، إضافة إلى قياس درجة حرارتهم قبل المشاركة في الأنشطة الرياضية.
وأشار المشرف العام على منطقة ديربورن التعليمية، الدكتور غلين ماليكو، إلى أن قرار التعليم عبر الإنترنت «ليس للعام الدراسي بأكمله، وليس حتى لكامل الفصل الأول»، مضيفاً: «لدينا أمل في إعادة معظم الطلاب إلى التعليم في المدارس، عندما نشعر أنه بإمكاننا ضمان سلامة الطلاب والموظفين، نحن نعلم بأن معظم الطلاب يتعلمون بشكل أفضل داخل الفصول الدراسية».
واستفاض قائلاً: «بينما نشعر بخيبة الأمل لأننا سنبدأ التعليم عبر الإنترنت هذا الخريف، نعرف أننا بحاجة إلى حماية سلامة طلابنا وموظفينا في المقام الأول، ومع الاحتياطات المكثفة التي خططت لها «لجنة إعادة فتح المدارس»، نشعر بأن التعليم عبر الإنترنت هو أفضل خيار متاح في المرحلة الحالية».
برنامج للتعليم الافتراضي
وأكدت المنطقة التعليمية في مدينة ديربورن أن التعليم عبر الإنترنت مع بداية السنة الدراسية الجديدة، سيكون أكثر تنظيماً وفعالية مما شهده الطلاب وعائلاتهم في أعقاب إغلاق المدارس في آذار (مارس) المنصرم، للحد من تفشي وباء كورونا.
وقبل أسابيع قليلة من بداية العام الدراسي، أطلقت الإدارة برنامجاً جديداً للتعليم الإفتراضي (VLP) حيث يتعين على الأهالي تسجيل أبنائهم فيه، عبر ملء نموذج خاص متوفر باللغتين العربية والإنكليزية.
وخلال الأسبوع المقبل، ستحدد مدارس ديربورن مواعيد للاجتماع مع أولياء أمور الطلبة، لاطلاعهم على مزايا البرنامج الآنف الذكر، ومدى ملاءمته لقدرات أولادهم وضمان نجاحهم الأكاديمي.
ويوفر «برنامج التعليم الافتراضي» فصولاً افتراضية عبر البث الحي (لايف)، تتيح للطلاب التفاعل مع معلميهم في أوقات محددة خلال اليوم الدراسي، ويتطلب أن يكون الآباء على استعداد لمساعدة أبنائهم على الالتزام بالجداول الزمنية، والتأكد من إنجاز وظائفهم المدرسية في الوقت المحدد.
لمزيد من المعلومات، حول برنامج التعليم الافتراضي، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني لمدارس ديربورن العامة، على الرابط التالي: VLP.dearbornschools.org
وخلال الخريف المقبل، سيستخدم جميع المعلمين في مدارس ديربورن العامة نظاماً جديداً لـ«إدارة التعليم» عن بُعد، يدعى «سكولوجي»، جنباً إلى جنب مع تطبيق «زووم».
وبحسب المسؤولين التربويين، سيوفر «سكولوجي» نظاماً مركزياً يمكّن الطلاب من التواصل مع جميع معلميهم، وكذلك معرفة واجباتهم المدرسية، وإرسالها بعد إنجازها، كما يمنح الأساتذة مزيداً من التحكم في الفصل الدراسي الافتراضي، بما في ذلك كيفية تفاعل التلاميذ أثناء الدروس الحية (لايف).
المشهد العام
في سياق ضغوطه لإعادة فتح المدارس، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، ثماني توصيات لإعادة فتح المدارس وسط جائحة فيروس كورونا، بما في ذلك استخدام الأقنعة عندما يتعذر التباعد الاجتماعي.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، إن الحكومة الفدرالية ستوفر 125 مليون كمامة وجه قابلة لإعادة الاستخدام للمناطق التعليمية في جميع أنحاء البلاد.
وبعدما فتحت بعض المدارس أبوابها وظهرت إصابات بين الطلاب والمدرسين، قرر عدد من المناطق التعليمية إغلاق المدارس مؤقتاً لتعقيم المنشآت قبل استئناف الدراسة مرة أخرى.
ولا تزال بعض المناطق التعليمية في ميشيغن تدرس ما إذا كانت ستفتح أبوابها أمام الطلاب للحضور شخصياً، فيما قررت بعض المناطق الأخرى استمرار التعليم عن بعد حتى نهاية العام الدراسي القادم.
وانتقد ترامب خطط بعض المناطق التعليمية لجعل بعض الطلاب يحضرون شخصيا في المدرسة لبعض الأيام، فيما يكون بقية الأيام عبر الإنترنت، حتى تكون هناك فرصة لممارسة التباعد الاجتماعي، ووصف ذلك بالأمر «السخيف».
وحتى الثلاثين من يوليو الماضي، جرى تسجيل إصابة نحو 339 ألف طفل منذ بدء انتشار الوباء، طبقا لبيانات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال ورابطة مستشفيات الأطفال، بحسب تقرير لـ«واشنطن بوست».
في المقابل قال ترامب في مقابلة صحفية –الأسبوع الماضي– إن «الأطفال محصنون ضد المرض (كورونا) تقريباً»، لكن تقريراً صادراً عن «مجموعة صحة الأطفال» كشف عن تسجيل إصابة أكثر من 97 ألف طفل بالفيروس المستجد في الولايات المتحدة في النصف الثاني من شهر تموز (يوليو) فقط، وهو ما يعد أكثر من ربع العدد الإجمالي للأطفال الذين تم تسجيل إصابتهم بالفيروس منذ آذار (مارس) الماضي، في عموم الولايات المتحدة.
ولا يزال مدى خطر الفيروس على الأطفال غير معروف على وجه الدقة، بعد نحو ثمانية أشهر على بدء انتشاره حول العالم.
Leave a Reply