ويلمنغتون – قبل أيام قليلة من انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي، اختار المرشح الرئاسي جو بايدن، السناتورة كامالا هاريس لخوض السباق الانتخابي معه على منصب نائب الرئيس، تحت شعار «إعادة بناء أميركا».
وظهر بايدن وهاريس جنباً إلى جنب في أول مؤتمر انتخابي لهما معاً كفريق، الأربعاء الماضي، في مدينة ويلمنغتون في ولاية ديلاوير مع دخول السباق الانتخابي مرحلة أكثر احتداماً.
وقال بايدن إنه سيصلح مع هاريس «الفوضى التي أحدثها الرئيس ترامب، ونائبه بنس، داخل البلاد وخارجها»، متهماً ترامب بالفشل في قيادة البلاد خلال أزمة فيروس كورونا. وأضاف بايدن، الذي مشى مع هاريس إلى المنصة في مسقط رأسه بولاية ديلاوير، إن دور هاريس التاريخي كثالث امرأة يتم اختيارها كمرشحة لمنصب نائب الرئيس هو أمر ملهم «للفتيات الصغيرات» في جميع أنحاء أميركا.
وأعربت هاريس عن سعادتها و«افتخارها» بهذا الاختيار، وشكرت بايدن على ثقته بها. وقالت إن «أميركا في حاجة ماسة إلى قيادة».
ويأتي ذلك قبل أيام من قبول بايدن رسمياً لترشيح الحزب الديمقراطي له لخوض السباق الرئاسي، خلال المؤتمر الحزبي الذي سيعقد أغلبه على الإنترنت الأسبوع المقبل، بسبب جائحة فيروس كورونا.
ومن المقرر أن يعقد مؤتمر الحزب الجمهوري المماثل بعد ذلك بأسبوع، حيث سيعلن الرئيس دونالد ترامب، قبول الترشح لولاية ثانية لأربع سنوات وبذلك ستبدأ المرحلة الأخيرة من الحملات الانتخابية التي تستمر عشرة أسابيع حتى موعد التصويت المقرر في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وجرى إعلان اختيار هاريس (55 عاماً)، وهي سناتورة عن ولاية كاليفورنيا، نائبة لبايدن، الثلاثاء الماضي، بعد عملية اختيار خضعت لمتابعة عن كثب بسبب سن بايدن إذ يبلغ من العمر 77 عاماً.
وإذا فاز بايدن سيصبح أكبر الرؤساء الأميركيين سناً، مما أثار تكهنات بأنه لن يسعى للترشح لولاية ثانية في تلك الحالة في 2024.
وهاريس هي أول امرأة سوداء وأيضاً أول أميركية من أصل آسيوي تترشح لمنصب نائب الرئيس عن أحد الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، وهي ابنة اثنين من المهاجرين، إذ إن والدتها مهاجرة من الهند ووالدها من جامايكا.
ونشرت الحملة الانتخابية لبايدن تسجيلاً مصوراً على الإنترنت لاتصال بين بايدن وهاريس، قال لها فيه: «هل أنت مستعدة للعمل؟»، وردت هاريس بالقول: «يا إلهي.. أنا على أتم الاستعداد للعمل».
ترامب–بنس
لم تضيع حملة ترامب الانتخابية، الثلاثاء الماضي، وقتاً، قبل أن تبدأ في مهاجمة هاريس، التي وصفتها بأنها «متطرفة» ستجر بايدن أكثر نحو اليسار.
وقال ترامب في أول تعليق له على اختيار هاريس، إنه «متفاجئ»، «خاصة وأنها أبدت في المناظرات عدم احترامها له، من الصعب اختيار شخص ليكون نائباً لك وهو لا يكنّ لك الاحترام».
واشتبكت هاريس، التي كانت مرشحة رئاسية ديمقراطية، مع بايدن، خلال مناظرة المترشحين الديمقراطيين الأولى، حين شنت عليه هجوماً لسجله بشأن قضايا عنصرية وعلاقاته التاريخية بدعاة الفصل العنصري.
وقال ترامب: «دهشت أيضاً من اختيارها لأنها قامت بأداء سيء في الانتخابات التمهيدية وحصلت على 2 بالمئة وأنفقت الكثير من الأموال».
وهاجم ترامب، هاريس، قائلاً «تريد رفع الضرائب وخفض التمويل للجيش، وإدخال النظام الاشتراكي في الطب وهكذا سنفقد الأطباء، وأشياء كثيرة عليها أن تشرحها».
وأضاف ترامب أن هاريس، خلال جلسات الاستماع التي عقدها مجلس الشيوخ لتأكيد تعيين قاضي المحكمة العليا الأميركية، بريت كافانو، كانت «وقحة للغاية».
من جانبه، علّق مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، على اختيار هاريس، قائلاً إنها جزء من «اليسار الراديكالي»، معرباً عن تطلعه لمناظرتها، في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، في ولاية يوتا، والتي ستكون المناظرة الوحيدة للمرشحَين لمنصب نائب الرئيس.
وقال بنس، الذي كان يخاطب تجمعاً انتخابياً: «كما تعلمون جميعاً، فقد تخطى اليسار الراديكالي جو بايدن والحزب الديمقراطي… نظراً لوعودهم بضرائب أعلى، والحدود المفتوحة، والإجهاض عند الطلب، فليس من المستغرب أن يختار السناتورة هاريس».
نبذة عن هاريس
تعتبر هاريس ثاني امرأة سوداء (بعد موسيلي براون عام 1992) تنتخب لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي، وذلك عقب فوزها في سباق 2016، بعد أن شغلت منصب المدعية العامة لولاية كاليفورنيا، وقبل ذلك، منصب المدعي العام لمقاطعة سان فرانسيسكو.
ولدت هاريس في مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا، في أكتوبر عام 1964، وهي ابنة مهاجرين من جمايكا والهند، ودخلت كلية الحقوق تأثراً باحتجاجات الحركة المدنية التي شارك فيها والدها، وتخرجت من «جامعة كاليفورنيا» في «كلية هاستينغ» للحقوق عام 1989.
وقد وصف بايدن، هاريس، في يونيو الماضي، بأنها «مقاتلة، وقائدة صاحبة مبدأ، وأنا أعلم ذلك لأنني رأيتها عن قرب، وفي الخنادق».
وفي فبراير الماضي، التقطت عبارتا «موهوبة» و«احترام كبير لها»، تحت اسم هاريس، في مفكرة جو بايدن، التي كان يحملها بيده أمام المصورين، ما زاد التوقعات بشأن السناتورة عن ولاية كاليفورنيا.
لكن من شأن ماضيها كمدعية عامة، والتدابير التي اتخذتها في حينه وأثّرت على الأقليات بشكل خاص، وفق منتقديها، أن تصب في غير مصلحتها.
Leave a Reply