ديترويت – حطّ وزير العدل الأميركي بيل بار يوم الثلاثاء الماضي في ديترويت، حيث ألقى نظرة فاحصة على جهود مكافحة الجريمة في المدينة، معرباً عن قناعته بحاجة ديترويت إلى مساعدة الوكالات الفدرالية لمعالجة العنف المتزايد في الآونة الأخيرة.
وتأتي زيارة بار إلى ديترويت، في إطار توجيهات الرئيس دونالد ترامب بإرسال عناصر أمن فدراليين إلى المدن الأميركية التي تعاني من ارتفاع معدلات الجريمة في ظل أزمة وباء كورونا والتظاهرات المناوئة للشرطة.
والتقى بار بقائد شرطة ديترويت جيمس كريغ لمناقشة سبل مكافحة جرائم العنف في المدينة التي شهدت منذ بداية العام الحالي زيادة جرائم القتل بنسبة 25 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما ازادات حوادث إطلاق النار بنسبة 51 بالمئة.
وفي إطار عملية «الأسطورة» التي أطلقها الرئيس ترامب لحفظ «القانون والنظام»، عقب أعمال العنف والنهب التي طالت العديد من المدن الرئيسية في البلاد خلال الفترة الماضية، باشرت الوكالات الأمنية الفدرالية بتعزيز تواجدها في ديترويت عبر استقدام عشرات العناصر الأمنيين لمساعدة الشرطة المحلية في القبض على المجرمين.
وقال بار إن التشكيك الذي أعرب عنهابعض سكان ديترويت بشأن نشر المزيد من العناصر الفدراليين في المدينة هو نتيجة «التضليل المتعمد الذي تبثه وسائل الإعلام»، مصرّاً على أن المبادرة مجرد تعزيز للقوات الفدرالية الموجودة أصلاً في المدينة.
وعن سبب اختياره لمدينة ديترويت بين المدن التي تشملها عملية «الأسطورة»، قال بار: «كنا مهتمين بالمدن التي تسببت فيها التطورات الأخيرة بزيادة معدلات الجريمة، ولكن أيضاً، المدن التي توجد فيها دوائر شرطة قوية ذات قيادة قوية، ورؤساء بلديات يدعمون الشرطة، حيث نعتقد أنه عبر زيادة جهودنا نستطيع الحد من الجريمة».
وقال وزير العدل إنه أراد من الزيارة لقاء قائد شرطة ديترويت لمناقشة الجهود الفدرالية القائمة، وكيفية تحسينها لتعزيز الأمن في المدينة التي شهدت تحسناً ملحوظاً خلال السنوات القليلة الماضية، بعد عقود طويلة من الانفلات الأمني الذي أكسب ديترويت لقب «عاصمة الجريمة» في الولايات المتحدة.
وفي إشادة صريحة بكريغ، قال بار: «أنا أقدّر هذا القائد وهذه الدائرة، لذا فإن انطباعي كان جيداً جداً»، مؤكداً أنه قضى الصباح بأكمله في التشاور مع كريغ ومعاونيه. وأضاف «أعتقد أنهم أحرزوا تقدماً ممتازاً، وأعتقد أننا نسهم في ذلك».
وبعد لقائهما في مقر شرطة المدينة، انضم بار وكريغ إلى المدعي العام الفدرالي في شرق ميشيغن، ماثيو شنايدر، في فرع إدارة مكافحة الكحول والتبغ والأسلحة (أي تي أف) في ديترويت، حيث استقلوا سوياً طائرة هليكوبتر تابعة للجيش الأميركي وقاموا بالتحليق في سماء المدينة.
ولدى سؤاله من قبل الصحفيين عن سبب رحلة الهليكوبتر، قال كريغ إنها كانت بغرض تفقد المدينة، وأيضاً «لسبب آخر لا يمكنني إخباركم به».
وبدوره، أكد شنايدر أن ليس لديه صلاحية الكشف عن تفاصيل المهمة، مكتفياً بالقول إنها «كانت مسألة تتعلق بإنفاذ القانون، وقد تمكن المدعي العام من مراقبتها… وهذا كل ما يمكنني قوله».
وأوضح شنايدر أن عملية «الأسطورة» بدأت «تعمل بالفعل» في ديترويت، وقد أسفرت في غضون أيام قليلة عن مصادرة بنادق آلية، ودروع واقية من الرصاص، وكميات كبيرة من مخدرات الكوكايين والهيروين والميثامفيتامين، فضلاً عن جميع أنواع الأسلحة النارية الأخرى.
ويوم الأربعاء الماضي، تم الإعلان عن قيام القوات الفدرالية باعتقال 22 شخصاً من سكان ديترويت بتهم حيازة أسلحة نارية غير شرعية، إضافة إلى خطف السيارات تحت تهديد السلاح.
وكان نشطاء في ديترويت قد أعربوا عن مخاوفهم من أن تؤدي المبادرة الفدرالية إلى نشر قوات الحرس الوطني، كما حدث في مدن أميركية أخرى تحولت فيها الاحتجاجات إلى أعمال عنف مثل سياتل وبورتلاند، لكن بار أصرّ على أن عملية «الأسطورة» لا تستهدف الاحتجاجات بالمرّة، مؤكداً أن «هناك فرق أساسي بين الرد على الاضطرابات المدنية والمظاهرات العنيفة، وأنشطة مكافحة الجريمة التقليدية.. وما نتحدث عنه هنا هو أنشطة تقليدية لمكافحة الجريمة».
ومن جانبه، كرر كريغ أن عملية «الأسطورة» ليست مفهوماً جديداً في ديترويت، موضحاً أن المدينة تضم عشرات العناصر الفدراليين الذين يعملون بالتعاون مع الشرطة المحلية لمكافحة الجرائم المسلحة منذ سنوات، و«كل ما في الأمر أن هناك زيادة في أعداد العناصر».
Leave a Reply