كالامازو – شهد وسط مدينة كالامازو في غرب ميشيغن، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، عراكاً عنيفاً بين متظاهرين يمينيين مسلحين وآخرين مناهضين للفاشية، مما أسفر عن سقوط جرحى واعتقال تسعة أشخاص على الأقل قبل أن تتمكن الشرطة من احتواء الموقف الخطير.
وكانت منظمة «صبيان فخورون» (پراود بويز)، وهي جماعة يمينية مصنّفة على أنها منظمة كراهية تنتمي إلى القوميين البيض، قد أعلنت في وقت سابق عن تنظيم التظاهرة في وسط مدينة كالامازو، حيث سار المتظاهرون على شارع ووتر رافعين الأعلام وكان بعضهم يحمل مسدسات وبنادق ظاهرة للعيان، قبل أن تعترضهم مجموعة مناوئة من منظمة «أنتيفا» الراديكالية اليسارية، قرب منتزه «أركاديا فستيڤال»، حيث وقع صدام عنيف بين الطرفين قبل أن تتدخل الشرطة لفضّه.
ويصنِّف «مركز قانون الفقر الجنوبي»، جماعة «پراود بويز» على أنها منظمة تدعو إلى الكراهية وتفوق العرق الأبيض. في حين توصف منظمة «أنتيفا» –التي تتبنى «العنف ضد الفاشيين»– بأنها منظمة يسارية سرية تهدف إلى نشر الفوضى تمهيداً لفرض النظام الشيوعي في الولايات المتحدة.
وعادة ما يقوم أعضاء «أنتيفا» بتنظيم تحركات مضادة للتظاهرات والمناسبات التي يقيمها اليمين الأميركي تحت شعار محاربة الفاشية. وقد وقعت عشرات الاشتباكات بالعصي والهراوات بين الطرفين خلال السنوات القليلة الماضية مما أدى إلى سقوط العديد من الجرحى في أنحاء متفرقة من البلاد. كما اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، «أنتيفا» بالوقوف وراء أعمال الشغب التي طالت العديد من المدن الأميركية بالتزامن مع التظاهرات التي اندلعت ضد العنصرية عقب مقتل الإفريقي الأميركي جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس في 25 أيار (مايو) الماضي.
وتعرضت السلطات في مدينة كالامازو لانتقادات بسبب عدم التحرك سريعاً يوم السبت الماضي لمنع الاشتباك بين الطرفين على الرغم من وجود مسلحين في المجموعتين.
وأقرت قائدة شرطة المدينة كاريان توماس بأنه كان على عناصر الدائرة التدخل بشكل أسرع لتفادي وقوع الصدام، مشيرة إلى أنها لم تأمر بالتحرك مع بداية التظاهرة «كي لا يتحول عناصر الشرطة إلى أهداف للمتظاهرين».
وفي معرض تبريرها، قالت توماس إن شرطة المدينة تفتقر إلى الخبرة في التعامل مع الأحداث المماثلة. وأضافت «نحن مدينة صغيرة تضم 80 ألف نسمة، ولكننا نعيش في عصر جديد يقتضي منا التعامل مع مثل هذا النوع من الأحداث، ولا زلنا في طور التعلم المستمر منها».
وأوضحت توماس أن الشرطة لجأت إلى استخدام رذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين، لافتة إلى أن الأمر كان يمكن أن يكون أسوأ في حال لجأ الطرفان إلى استخدام الأسلحة النارية التي كانت بحوزتهم، فيما اقتصر الصدام على تبادل اللكمات والضرب بالعصي وأدوات أخرى، وفق ما أظهرت لقطات الفيديو المصورة للمواجهة.
من جانبه، شن رئيس بلدية كالامازو، ديفيد آندرسون، هجوماً حاداً على منظمة «پراود بويز» واصفاً أعضاءها بأنهم «متعطشون للكراهية». كما أكد مدير البلدية، جيم ريتيسما، أن «الكراهية والعنف» لا مكان لهما في المدينة، مضيفاً بأن «هذه المجموعات غير مرغوب بها وغير مرحب بها في كالامازو».
كما أعلن رئيس البلدية، الاثنين الماضي، أنه طلب إسقاط التهم الخفيفة (الجُنَح) عن خمسة أفراد هاجموا تظاهرة «پراود بويز»، فيما تمت إحالة أربعة موقوفين آخرين إلى مدعي عام المقاطعة بتهم الاعتداء على المتظاهرين.
Leave a Reply