حسن عباس – «صدى الوطن»
كأن مشاكل تلوث الهواء وأضراره البالغة على الصحة لا تكفي سكان الطرف الجنوبي من مدينة ديربورن، حيث تم –مؤخراً– الكشف عن وجود مستويات عالية من المركبات الكيميائية الفلورية الضارة، المعروفة اختصاراً باسم PFAS، في المياه الجوفية وشبكة صرف مياه الأمطار في المنطقة، بسبب مخلفات المصانع.
وتستخدم مركبات PFAS في العديد من الصناعات التحويلية منذ منتصف القرن العشرين، وقد ثبت أن هذه المواد –التي لا تتحلل بشكل طبيعي– تسبب مشاكل صحية خطيرة للبشر، بما في ذلك انخفاض وزن المواليد الجدد والتأثير على المناعة وزيادة خطر الإصابة بأمراض السرطان واضطرابات الغدة الدرقية.
وتستخدم مركبات PFAS في إنتاج رغوة إطفاء الحرائق والمواد المقاومة للبقع أو التبلل أو اللصق، مثل الأواني المطبخية والسجاد والجلود والملابس والمنسوجات والورق ومواد التعبئة والتغليف وغيرها من المواد الأخرى.
وكشفت فحوصات «دائرة البيئة والبحيرات العظمى والطاقة» في ميشيغن، عن وجود مستويات خطيرة من هذه المركبات الكيميائية، لدى فحص محطة معالجة مياه الصرف الصحي والأمطار على شارع شايفر في ديربورن.
وأظهرت العينات المأخوذة –العام الماضي– من محطة التكرير ومن المياه الجوفية ومجاري الأمطار التي تصب في نهر الروج، وجود مستويات خطيرة تفوق المعايير المعتمدة من قبل حكومة الولاية.
وأشار تقرير الوزارة إلى أن المستويات التي تم رصدها في عينات الدراسة، تعتبر «مثيرة للقلق»، لكنه لفت إلى أن التحقيق لم يلحظ أية تأثيرات على مياه الشرب في ديربورن. وأوضح التقرير أن المناطق المحيطة بمجمع الروج الصناعي هي مزيج من المناطق الصناعية والتجارية والسكنية»، مشيراً إلى أن أقرب حي سكني يقع على بعد حوالي نصف ميل وأنه لا توجد أية آبار لمياه الشرب في محيط نصف ميل حول المرافق الصناعية الملوثة.
وقال سكوت دين، المسؤول في «هيئة مياه البحيرات العظمى» GLWA التي ترفد العديد من المدن بمياه الشرب، ومن بينها ديربورن، إن الهيئة تقوم شهرياً بقياس مستويات PFAS للتأكد من سلامة مياه الشرب، موضحاً أن نتائج الفحوص تظهر على الدوام عدم وجود هذه الملوثات الكيميائية في مياه الشرب بالمدينة.
ومع ذلك، من المحتمل أن تتسرب ملوثات PFAS من المصانع إلى نهر الروج، بحسب التقرير الذي أبدى قلقاً عميقاً على سلامة المياه الجوفية والسطحية، وخاصة مياه الأنهار.
وعادة ما يتم تزويد المنازل بماء الشرب من مصادر المياه القريبة من سطح الأرض، ما يزيد من إمكانية تلوثها بمواد PFAS، على الرغم من إخضاعها لفحوصات دورية صارمة، وتنظيفها باستمرار في محطات التكرير.
وفي هذا الصدد، أكد دين أن هيئة المياه الإقليمية تولي أهمية كبرى لمراقبة مستويات PFAS في مياه الشرب، وتقوم بقياسها شهرياً.
وكانت دائرة البيئة والبحيرات العظمى والطاقة في ميشيغن، قد عقدت عدة اجتماعات مع المسؤولين في مصنع «فورد» و«أي كاي ستيل» للحديد الصلب، في وقت سابق من هذا العام، وطلبت منهم تصحيح الإجراءات المتعلقة بتحديد مستويات PFAS ، كما طلبت منهم إجراء المزيد من التحقيقات لتبيان طبيعة ومدى تلوث المنشأتين بتلك المركبات السامة، وكذلك إمكانية نقل وتصريف مخلفات PFAS خارج المرفقين الصناعيين.
وأكد التقرير على أن المصنعين يعملان على تطوير طرق معالجة ملوثات الـمياه. ووفقاً للبيانات الوطنية الحديثة، تعتبر ميشيغن بؤرة للمصانع التي تستخدم PFAS في منتجاتها التصنيعية، إضافة إلى بعض المنشآت التابعة لوزراة الدفاع الأميركية، في أنحاء مختلفة من الولاية.
Leave a Reply