لانسنغ – في قرار قضائي أثار اعتراض الأغلبية الجمهورية في مجلس الولاية التشريعي، أمرت قاضية محكمة المطالبات في ميشيغن، سينثيا ستيفنز، الأسبوع الماضي، بالسماح بفرز الأصوات الغيابية التي يتم إرسالها عبر البريد في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لغاية 14 يوماً بعد إغلاق صناديق الاقتراع، تحسباً للتأخيرات المتوقعة في خدمات البريد بسبب وباء كورونا.
وجاء قرار القاضية ستيفنز، في ظل النقاش الوطني المحتدم حول إمكانية التلاعب بنتائج الانتخابات القادمة من خلال تزوير الأصوات الغيابية.
واعتبرت ستيفنز في قرارها أن الأصوات الغيابية التي يتم ختمها بالبريد بتاريخ 2 نوفمبر –أي قبل يوم واحد من تاريخ الاقتراع– يجب أن يتم إحصاؤها حتى لو تأخر وصولها لعدة أيام، علماً بأن قانون الولاية يتطلب عادةً، فرز الأصوات الغيابية مباشرة بعد إغلاق صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات.
وفي رأيها القانوني أيضاً، أجازت ستيفنز أن يستعين الناخبون بأي شخص يختارونه، لتسليم أصواتهم الغيابية للجهات المعنية قبل يوم الانتخابات المقررة في الثالث من نوفمبر القادم.
وفي حين قوبل قرار القاضية ستيفنز بالترحيب من سكريترة الولاية جوسلين بنسون والمدعية العامة دانا نسل –كلاهما ديمقراطيتان– قرر الجمهوريون الذين يسيطرون على الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ في ميشيغن، التدخل في القضية من أجل استئناف الحكم الذي اعتبروه انتهاكاً لقوانين الولاية.
وكانت نسل وبنسون قد أعلنتا عن عدم نيتهما استئناف القرار، مكتفيتين بحثّ الناخبين على إرسال أصواتهم بالبريد في أسرع وقت ممكن لتفادي أي تأخير محتمل.
غير أن المحامي مايكل شتاينبرغر، ممثلاً المجلس التشريعي، اتهم المسؤولتين الديمقراطيتين بالتخلي عن واجباتهما في الدفاع عن دستور الولاية، بعدم استئناف الدعوى التي قدمتها مجموعة غير ربحية محسوبة على الحزب الديمقراطي.
وأضاف أنه مع تخلي نسل وبنسون عن مسؤولياتهما باستئناف الحكم، «يقع الآن على عاتق الهيئة التشريعية التدخل لحماية دستورية الانتخابات».
وقد منحت القاضية ستيفنز، محامي المجلس التشريعي، مهلةً حتى الاثنين القادم لتقديم الطعون في القضية.
ويأتي الخلاف حول فرز الأصوات الغيابية في ظل احتدام النقاش الوطني حول إمكانية التلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية من خلال تزوير أعداد هائلة من الأصوات الغيابية. وبينما يحرص الديمقراطيون على فرض تعديلات غير مسبوقة على العملية الانتخابية بسبب وباء كورونا، يحذر الجمهوريون –وفي مقدمتهم الرئيس دونالد ترامب– من إمكانية تزوير الأصوات الغيابية لقلب نتائج الانتخابات في الولايات المتأرجحة.
لكن ورغم تحذيراته السابقة من التصويت عبر البريد، حضّ ترامب، أنصاره في ميشيغن، الاثنين الماضي، على الاقتراع المبكر عبر البريد. وقال على «تويتر»: «انتباه ميشيغن! لقد بدأ التصويت المبكر وبدأ إرسال أوراق الاقتراع عبر البريد. استغلوا التصويت المبكر والغيابي!»، مضمناً تغريدته رابطاً لموقع مركز معلومات الناخبين في ميشيغن.
وكان ترامب نفسه قد هدد في أيار (مايو) الماضي بحرمان ولاية ميشيغن من التمويل الفدرالي، بعد قيام بنسون بإرسال 7.7 مليون طلب للتصويت الغيابي لجميع الناخبين المسجلين في الولاية قبل الانتخابات التمهيدية التي أجريت في آب (أغسطس) الماضي وشهدت تصويت 1.6 مليون ناخب عبر البريد. وقال ترامب حينها: «التصويت عبر البريد خطير للغاية، فهناك عمليات تزوير واسعة وانتهاك كبير للقوانين».
ومع بداية إرسال أوراق الاقتراع عبر البريد لانتخابات نوفمبر القادم، جدد ترامب انتقاده لبنسون عبر تغريدة أخرى في وقت سابق من الشهر الجاري، بعدما تبين أنها أرسلت نحو 400 ورقة اقتراع خاطئة لمواطنين أميركيين في الخارج، وقد أزيل منها اسم نائب الرئيس مايك بنس ووضع مكانه اسم مرشح الحزب الليبريتاري لمنصب نائب الرئيس جيريمي كوهين.
وقد استدعى الأمر، اعتذار بنسون التي أعلنت لاحقاً عن إرسال نسخ مصححة بعد اكتشاف الخطأ.
وبحسب أحدث المعلومات المتوفرة لدى سكريتاريا الولاية التي تتولى الإشراف على الانتخابات في ميشيغن، طلب –حتى الآن– 2.39 مليون ناخب من سكان الولاية، أوراق الاقتراع الغيابي الخاصة بانتخابات نوفمبر، فيما ترجح بنسون أن يصل العدد إلى أكثر من ثلاثة ملايين ناخب بحلول يوم الاقتراع.
وقد بدأت سكريتاريا الولاية، يوم الخميس الماضي، بإرسال أوراق الاقتراع للناخبين الراغبين بالتصويت عبر البريد.
وترجح بنسون أن يصل إجمالي عدد الناخبين في ميشيغن إلى حوالي خمسة ملايين ناخب، مقارنة بـ4.8 مليون أدلوا بأصواتهم في انتخابات الرئاسة لعام 2016 والتي فاز بها ترامب بفارق 10,704 أصوات على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وتعتبر ولاية ميشيغن من أهم ثماني ولايات أميركية في السباق إلى البيت الأبيض في انتخابات 2020. وكان ترامب قد تمكن من تحقيق نصر مفاجئ في ميشيغن على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخاب 2016، بفارق 10,704 أصوات فقط، فكان أول مرشح جمهوري للرئاسة يفوز بولاية البحيرات العظمى، منذ العام 1988.
والجدير بالذكر أن الفائز بولاية ميشيغن سيحصل على 16 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي البالغة 538 صوتاً. ويحتاج الفائز في انتخابات الرئاسة إلى الحصول على 270 صوتاً على الأقل.
Leave a Reply