ديترويت – رغم تراجع معدل جرائم العنف في المدينة خلال العام 2019، تصدرت ديترويت للعام الثاني على التوالي، قائمة مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) لأخطر المدن الأميركية التي يتجاوز عدد سكانها 100 ألف نسمة، فيما كشف قائد شرطة المدينة عن ارتفاع كبير في وتيرة العنف خلال العام الجاري بسبب الظروف المرافقة لوباء كورونا.
وبحسب تقرير الوكال الفدرالية، تم الإبلاغ عن 13,040 جريمة عنف في ديترويت خلال العام المنصرم، مقابل 13,478 في العام 2018، بانخفاض بلغ 3 بالمئة، علماً بأن معدل جرائم العنف تراجع وطنياً بمقدار 0.5 بالمئة خلال الفترة نفسها.
وتشمل جرائم العنف بحسب «أف بي آي»، حوادث إطلاق النار والقتل والاغتصاب والسطو المسلح والاعتداء الجسدي. وأشار تقرير الوكالة إلى أن معدل جرائم العنف في ديترويت بلغ 1,965 جريمة لكل 100 ألف نسمة، مما جعل المدينة تحتفظ بصدارة قائمة أخطر المدن الأميركية الكبيرة، متقدمة على مدينة سانت لويس بولاية ميزوري، وممفيس (تينيسي)، وبالتيمور (ماريلاند) التي حلت في المرتبة الرابعة.
جرائم القتل
وشهد العام 2019 ارتفاعاً طفيفاً بجرائم القتل في ديترويت مقارنة بالعام الذي سبقه، بسقوط 275 قتيلاً، مقابل 261 في 2018، وفقاً لتقرير «أف بي آي».
وكانت ديترويت قد شهدت في العام 2017، تراجع جرائم إجمالي القتل في المدينة إلى ما دون 300 قتيلاً في السنة، لأول مرة منذ العام 1967.
واحتلت ديترويت بحسب بيانات 2019، المرتبة الرابعة بين المدن الأميركية الكبرى في معدل جرائم القتل خلف مدن جاكسون (مسيسيبي) وسانت لويس (ميزوري) وبالتيمور (ماريلاند) التي تصدرت القائمة.
موقف كريغ
عزا قائد شرطة ديترويت، جيمس كريغ، جرائم العنف في المدينة إلى عاملين رئيسيين، هما انتشار الأسلحة غير الشرعية وعدم قدرة الكثيرين على التعامل مع خلافاتهم بطرق سلمية، وفق تعبيره.
وأقر كريغ بأن الأمور ازدادت سوءاً في ظل وباء كورونا هذا العام، حيث ارتفعت جرائم القتل في ديترويت بنسبة 23 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019، فيما ازدادت حوادث إطلاق النار بنسبة 50 بالمئة.
واستدرك قائد الشرطة بالقول إن معدل الجريمة عموماً انخفض بنسبة 12 بالمئة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، بسبب الانخفاض الكبير في جرائم الممتلكات التي تشمل التخريب وسرقة السيارات والمنازل، والتي انحسرت بنسبة 23 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام المنصرم.
وأوضح كريغ أن الكثير من جرائم العنف التي تشهدها ديترويت ينتُج عن خلافات شخصية، مشيراً إلى أن الأمر ازداد سوءاً هذا العام بسبب التوتر المرتبط بوباء كورونا وانتشار المزيد من الأسلحة غير المرخصة في شوارع المدينة.
وقال: «أنا لا أتحدث عن الأشخاص الذين يشترون أسلحة بشكل قانوني ولديهم رخصة قانونية لحملها، فهؤلاء ليسوا هم من يسببون المشاكل. بل هي الأسلحة غير الشرعية».
ورغم أن شرطة المدينة تقوم أسبوعياً باعتقال 85 إلى 130 شخصاً بتهم حيازة أسلحة غير قانونية، إلا أن هؤلاء الأفراد غالباً ما يعودون إلى الشوارع من دون كفالة، بسبب تخفيف التهم الموجهة إليهم والاكتفاء بوضعهم تحت المراقبة.
وقال كريغ: «طالما أنه لا تتم معاقبة الأشخاص الذين يحملون الأسلحة بشكل غير قانوني، فسوف يستمر الناس بحملها»، مؤكداً على أن الكثيرين من هؤلاء هم يرتكبون جرائم العنف في ديترويت.
Leave a Reply