ديترويت – مع اقتراب انتخابات الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، أكدت سكرتيرة ولاية ميشيغن جوسلين بنسون على نزاهة ودقة العملية الانتخابية، لكنها رجحت تأخر إعلان النتائج لعدة أيام بسبب استخدام التصويت عبر البريد على نطاق واسع في انتخابات هذا العام.
وحثت المسؤولة الديمقراطية، سكان الولاية على التصويت المبكر الذي بدأ في 24 أيلول (سبتمبر) المنصرم، مؤكدة أن الاقتراع عبر البريد هو «خيار آمن»، لكنها أوضحت أنها –مع اقتراب موعد الانتخابات– سوف تدعو الناخبين إلى عدم إرسال أصواتهم بواسطة البريد، والاستعاضة عن ذلك بإيداعها شخصياً في مكاتب الكليرك المحلية، وذلك تفادياً لأي تأخير محتمل في توصيل البريد.
وبحلول الاثنين الماضي بلغ عدد الناخبين الذين طلبوا بطاقات الاقتراع عبر البريد في ميشيغن، نحو 2.7 مليون ناخب، فيما رجحت بنسون أن يصل العدد إلى حوالي ثلاثة ملايين، منبّهة إلى أن تأخير إعلان النتائج قد يكون أمراً حتمياً، لاسيما وأن الأصوات المرسلة عبر البريد قد لا تصل إلى مراكز الفرز قبل الثالث من نوفمبر.
وتوقّعت بنسون ألا يتم الإعلان عن النتائج حتى يوم الجمعة 6 نوفمبر، أي بعد ثلاثة أيام من إقفال صناديق الاقتراع.
وقالت إن «إعطاء مكاتب الكليرك حتى يوم الجمعة سيمنحهم فرصة لالتقاط أنفاسهم والتأكد من القيام بعملية الفرز بشكل آمن وسليم، لاسيما في ظل العدد القياسي من الأصوات المتوقعة في الانتخابات القادمة».
وأضافت بنسون خلال زيارتها إلى مركز انتخابي في مدينة ديترويت، أن عملية فرز الأصوات يجب أن تكون «منهجية وآمنة وغير مستعجلة، لأنه يمكن أن تحدث أخطاء».
وكانت مراكز الاقتراع في ديترويت قد شهدت خلال انتخابات آب (أغسطس) الماضي، أخطاءً فادحة في عملية الأصوات لاسيما الغيابية منها، وهو ما دفع سكريتاريا الولاية إلى التدخل للإشراف المباشر على العملية الانتخابية في المدينة، وذلك بعد ظهور تفاوت كبير بين عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بحسب لوائح الشطب الإلكترونية، وعدد بطاقات الاقتراع التي تم فرزها بالفعل في انتخابات الصيف المنصرم.
وأكدت بنسون وكليرك مدينة ديترويت، جانيس وينفري، أن عدم التطابق هذا، كان ناجماً عن أخطاء بشرية ولم يؤثر على النتائج النهائية للسباقات الانتخابية. وقد نفت المسؤولتان تماماً وجود أي دليل على حدوث تزوير بالانتخابات الماضية التي شهدت تصويت 1.6 مليون ناخب غيابياً.
وفي السياق، وقعت حاكمة ميشيغن، غريتشن ويتمر، الثلاثاء الماضي قانوناً أقره مجلسا النواب والشيوخ في الولاية، يسمح لمكاتب الكليرك بالبدء بمعالجة الأصوات المرسلة عبر البريد في اليوم السابق للانتخابات، وذلك في محاولة لتفادي أي تأخير محتمل في إعلان النتائج.
ويمنح القانون الجديد، 10 ساعات إضافية، تمتد من العاشرة صباحاً حتى الثامنة من مساء 2 نوفمبر، لتجهيز الأصوات الغيابية تمهيداً لعدها في اليوم التالي، وذلك فقط في المدن التي يتجاوز عدد سكانها 25 ألف نسمة (72 مدينة وبلدة في مختلف أنحاء الولاية).
لكن بنسون اعتبرت المهلة غير كافية لإعلان النتائج في ليلة الانتخابات كما جرت العادة في الدورات الانتخابية السابقة، نظراً لنسبة الإقبال القياسية المتوقعة بسبب سباق الرئاسة.
تظهر بيانات التصويت المبكر تهافت الأميركيين على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات بوتيرة لم يسبق لها مثيل، مما يشير إلى إمكانية تسجيل إقبال قياسي في المنافسة بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، خاصة في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغن.
وقبل موعد الانتخابات بأربعة أسابيع أدلى أكثر من أربعة ملايين أميركي بأصواتهم عبر البريد، وهو ما يتجاوز بأضعاف عدد المقترعين في مثل هذا الوقت قبل انتخابات عام 2016 والذي بلغ 75 ألفاً وفقاً لـ«مشروع الانتخابات الأميركية» الذي يعمل على تجميع بيانات التصويت المبكر.
وأرجع أستاذ العلوم السياسية بـ«جامعة فلوريدا» ومدير المشروع، مايكل مكدونالد، الزيادة القياسية المتوقعة إلى التوسع الهائل في الاقتراع عبر البريد بوصفه وسيلة آمنة للتصويت في ظل تفشي جائحة فيروس كورونا.
ودفعت الزيادة الكبيرة في أعداد المشاركين في التصويت المبكر، مكدونالد لتوقع تحقيق إقبال قياسي يصل إلى نحو 150 مليوناً أي ما يمثل 65 بالمئة من المؤهلين للإدلاء بأصواتهم، وهي أعلى نسبة منذ 1908.
وفي ميشيغن، لم تستبعد بنسون أن يصل إجمالي عدد الناخبين إلى أكثر من خمسة ملايين ناخب لأول مرة في تاريخ الولاية، علماً بأن نحو 4.8 مليون ناخب من سكان ميشيغن أدلوا بأصواتهم خلال سباق الرئاسة 2016، الذي حسمه ترامب لصالحه بفارق 10,704 أصوات فقط، مع الإشارة إلى أن مجموع الناخبين الذين صوتوا غيابياً آنذاك، لم يتعد 1.2 مليون ناخب.
Leave a Reply