ديربورن – أشادت جيل بايدن –زوجة المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن– بمساهمات العرب الأميركيين خلال زيارتها لمدينة ديربورن، الثلاثاء الماضي، متعهدة بأن يكون لهم «مقعد على الطاولة» في إدارة زوجها، إذا فاز في انتخابات الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وبحضور عدد محدود من المدعوين الذين جلسوا على مقاعد متباعدة، في موقف السيارات التابع لمتجر «حلويات شاتيلا» على شارع وورن، ألقت بايدن كلمة مقتضبة حثّت فيها الناخبين العرب والمسلمين الأميركيين في منطقة ديترويت، على التصويت للمرشح الديمقراطي للرئاسة، لإنهاء حالة الانقسام التي تشهدها البلاد بسبب سياسات الرئيس الحالي، مشددة على أن المجتمع العربي الأميركي قادر على «إحداث فرق» في ولاية ميشيغن، التي ربحها الرئيس دونالد ترامب في انتخابات 2016 بحوالي عشرة آلاف صوت، أمام منافسته الديمقراطية –آنذاك– هيلاري كلينتون.
زيارة جيل بايدن إلى ميشيغن، تضمّنت أربع محطات، شملت بالإضافة إلى ديربورن، مدن ديترويت وساغينو وماديسون هايتس، وجاءت قبل أسبوعين من موعد الانتخابات، في إطار جهود حملة بايدن للفوز بالولاية في سباق نوفمبر، علماً بأن ميشيغن تعدّ من بين الولايات المتأرجحة، ويمثل الصوت العربي الأميركي فيها ثقلاً وازناً.
وأكدت السيدة الأميركية الثانية سابقاً، بأن جو بايدن «سيكون رئيساً لجميع الأميركيين»، وأنه سيعمل على «إنهاء وباء كورونا، وإعادة البناء، ووضع تصور أفضل من أي وقت مضى لمستقبل الولايات المتحدة»، لافتة إلى أن ذلك يعني «استعادة قيمنا كأمة من المهاجرين، والدفاع عن الحقوق المدنية لجميع الأميركيين، بما في ذلك، المجتمع العربي الأميركي الذي ساهم بشكل كبير في نهضة أمتنا».
وخاطبت بايدن الحضور الذي ضم مسؤولين عرب أميركيين منتخبين، بالقول: «هذا يعني بأنه سيكون لكم مقعد حول الطاولة، وأن أصواتكم ستكون مسموعة في إدارة جو بايدن».
وفي إشارة إلى مساهمات العرب الأميركيين في تدعيم اقتصاد ولاية ميشيغن، أكدت جيل بايدن أن «حلويات شاتيلا»، هي مثال ناصع للشركات العربية الناجحة التي «تجسد الحلم الأميركي». وأضافت: «لقد شكلت عائلة شاتيلا علامة أساسية في ديربورن، ليست فقط من خلال خلقها للوظائف، وإنما لجلبها الفرح والسعادة للناس في جميع أنحاء العالم».
وكانت «حلويات شاتيلا» قد تأسست في ثمانينيات القرن الماضي، من قبل المهاجر اللبناني الراحل رياض شاتيلا وعائلته. واكتسبت على مر العقود شهرة وطنية في صناعة الحلويات الشرق أوسطية، وباتت –اليوم– إحدى العلامات التجارية الشهيرة التي تتميز بها «عاصمة العرب الأميركيين»، والتي تجتذب الزبائن من مختلف الولايات الأميركية، إضافة إلى كندا.
كما تطرقت بايدن –خلال كلمتها– إلى التحديات غير المسبوقة التي تواجهها الولايات المتحدة، وفي مقدمتها وباء كورونا، مؤكدة أن الأميركيين «لديهم أسئلة أكثر مما لديهم أجوبة»، فيما يتعلق بالجائحة، وقالت: «كآباء، نريد الحصول على إجابات لأطفالنا»، مضيفة: «خلال السنوات الأربع الماضية، أخبرني الكثير من الناس، بأن لديهم أسئلة أكثر مما لديهم أجوبة، يسألونني عن أشياء من قبيل، كيف نحمي عائلاتنا من هذا الوباء؟».
وكانت ديربورن قد تضررت بشدة بسبب جائحة كورونا، وسجلت بحلول الأسبوع الماضي أكثر من ثلاثة آلاف إصابة بالفيروس التاجي، وهو أعلى عدد للإصابات بين مدن مقاطعة وين، باستثناء ديترويت، مع الإشارة إلى أن مدينة ليفونيا التي تضم زهاء 95 ألف نسمة، مثل ديربورن، سجلت خلال الفترة نفسها حوالي 1,600 إصابة فقط.
وأكدت بايدن على أن «إدارة الرئيس بايدن» ستعمل على توفير الموارد لمساعدة الأعمال الصغيرة للتعافي من الأزمة التي سببها الوباء، كما أنها «ستعمل على خلق ملايين الوظائف ذات الأجور الجيدة»، مستدركة بالقول: «ولكنه لن يستطيع فعل ذلك من دونكم».
وشجعت زوجة المرشح الديمقراطي، العرب والمسلمين الأميركيين على التصويت بكثافة لصالح بايدن في انتخابات 3 نوفمبر، مشددة على أهمية هذا الدعم للفوز بولاية ميشيغن، وقالت: «في الوقت الحالي، يخبرنا الكثيرون بأن أمتنا منقسمة بشكل ميؤوس منه، وأن خلافاتنا لا يمكن التوفيق بينها، ومجتمعاتنا منقسمة بشكل لا يمكن إصلاحه، لكنكم قادرون على إحداث الفرق».
وتولت عضو الكونغرس الأميركي عن ديربورن، ديبي دينغل، تقديم جيل بايدن للحضور الذي قدر بعشرات الأشخاص، مشيدة بالمرشح الديمقراطي وزوجته، ومواساتهما لها بعد وفاة زوجها، النائب الراحل جون دينغل. وقالت: «لقد وقف جو وجيل إلى جانبي، وإلى جانب جون، في أفضل الأوقات وفي أسوأ اللحظات. لقد كانا بمثابة الصخرة التي أستند إليها»، مضيفة: «إنهما أكثر الأصدقاء المخلصين الذين يمكن أن يثق بهما المرء على الإطلاق، وهما حليفان حقيقيان للمجتمع العربي الأميركي».
والجدير بالذكر أنه خلال العقدين الماضيين، أصبحت ديربورن محطة أساسية في حملات المرشحين للرئاسة الأميركية، حيث زارها العديد من المرشحين الرئاسيين خلال الانتخابات التمهيدية والعامة على حد سواء. وكان المرشح الجمهوري جورج بوش الابن أول المرشحين الرئاسيين الذين زاروا المدينة عام 2000، لحشد الدعم لحملته الرئاسية في أوساط العرب والمسلمين.
وفي سباق الرئاسة 2016، زار الرئيس الأسبق بيل كلينتون، ديربورن لحشد الدعم لحملة زوجته، هيلاري كلينتون. كما زار المدينة، المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز في آذار (مارس) الماضي خلال السباق التمهيدي، الذي فاز فيه بأغلبية أصوات العرب الأميركيين في المدينة، بحسب ما أظهرت نتائج أقلام الاقتراع في الأحياء التي تتركز فيها الجالية.
وتعليقاً على زيارة جيل بايدن لولاية ميشيغن، قال المتحدث باسم حملة الرئيس دونالد ترامب في ميشيغن، كريس غوستافسون، في بيان: «كان أمام جو بايدن 47 عاماً لمساعدة العائلات في جميع أنحاء أميركا، لكنه (بدلاً من ذلك) استخدم منصبه لإثراء جيوب ابنه بالأموال الأجنبية»، في إشارة إلى نجله هانتر بايدن.
وأضاف أن «سكان ميشيغن يريدون قيادة تحقق نتائج حقيقية، ولهذا فإنهم سيرفضون التصويت لصالح جو بايدن، وسوف يعيدون انتخاب الرئيس ترامب، الذي يفي بالوعود التي يطلقها».
وقد شهدت ميشيغن خلال الأسبوع الماضي فعاليات متعددة لحملة ترامب، من بينها مهرجان حاشد أقامه الرئيس الجمهوري في غرب الولاية، التي قصدها أيضاً نجلاه دونالد جونيور وأريك في تجمعين آخرين، وكذلك نائب الرئيس مايك بنس الذي ألقى خطابا أمام المئات من أنصار الرئيس في مقاطعة أوكلاند يوم الخميس المنصرم.
Leave a Reply