ديترويت – بعد تفاخرهما عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشراء منتجات فارهة بينها سيارة «مرسيدس–بنز» جديدة، يواجه رجل وصاحبته من سكان مدينة ديترويت تهماً فدرالية بالاحتيال الإلكتروني على نظام البطالة والاستيلاء على مبالغ ضخمة من الأموال الحكومية المخصصة لمساعدة العاطلين عن العمل في مواجهة أزمة وباء كورونا.
وقال ممثلو الادعاء العام إن المتهمَين جوني ريتشاردسون (25 عاماً) وميكايا تايلور (27 عاماً) تعاونا مع موظفة متعاقدة مع وكالة تأمين البطالة في ميشيغن في إطار مخطط احتيالي واسع تم من خلاله الاستيلاء على نحو 2.5 مليون دولار من المساعدات الحكومية.
وتمكن المحققون من ربط 19 طلباً زائفاً بكل من ريتشاردسون وتايلور، بقيمة إجمالية بلغت 138 ألف دولار خلال شهر حزيران (يونيو) الماضي.
وانكشف أمر المتهمين بعد نشرهما لصور ورسائل عبر تطبيق إنستغرام تباهيا فيها بإنفاق المال على السفر والقمار وشراء الملابس والمجوهرات فضلاً عن إهداء ريتشاردسون لصاحبتة سيارة دفع رباعي من نوع «مرسيدس» يبلغ سعرها 130 ألف دولار بمناسبة عيد ميلادها، وفقاً للادعاء العام الفدرالي الذي وجه إليهما تهمة الاحتيال الإلكتروني التي تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 20 سنة.
وتمكنت السلطات من اعتقال تايلور التي مثلت أمام المحكمة الفدرالية في ديترويت، الثلاثاء الماضي، في حين ظل صاحبها متوارياً عن الأنظار.
ورغم مطالبة ممثل الادعاء العام تيموثي وايس، بإبقاء تايلور قيد الاحتجاز بسبب إمكانية هروبها خارج البلاد، قرر مساعد القاضي ستيفن والين الإفراج عن المتهمة بكفالة 10 آلاف دولار إلى حين مثولها مجدداً أمام القضاء.
وكان التحقيق قد بدأ في تموز (يوليو) الماضي إثر الكشف عن انخراط الموظفة في وكالة تأمين البطالة، براندي هوكينز، بمخطط احتيالي واسع بقيمة 2.5 مليون دولار عبر استخدام صلاحياتها للموافقة على طلبات بطالة مزيفة تم تقديمها بواسطة عدد غير معروف من الأشخاص بينهم تايلور وصاحبها.
وكانت السلطات قد داهمت منزل هوكينز (39 عاماً) وصادرت 238 ألف دولار نقداً فضلاً عن منتجات فارهة من علامات تجارية عالمية. ولدى تفتيش هاتف الموظفة السابقة تبين أنها تبادلت عدة رسائل نصية مع رقم هاتفي يعود لصالون تجميل تملكه تايلور في ديترويت.
ومع مواصلة التحقيق أظهرت حسابات تايلور وريتشاردسون على «إنستغرام» بذخاً مثيراً للشبهات، لاسيما وأن الأخير «لم يكن موظفاً وليس لديه أي مصدر دخل شرعي» بينما كان ينشر صوراً له بملابس ومجوهرات وساعات باهظة الثمن ومرصعة بالألماس، فضلاً عن قيادته لسيارات فارهة وحيازة مبالغ نقدية كبيرة.
وكذلك الأمر بالنسبة لتايلور التي تبدو في عدة صور وهي ترتدي مجوهرات وساعات مرصعة بالألماس.
وفي إحدى الرسائل عبر تطبيق إنستغرام قال ريتشاردسون لصاحبته «بيبي، تستحقين كل شيء، لقد حصلت على المنزل الذي تحبينه والسيارة والمجوهرات». وأضاف «بالمناسبة أحبك كثيراً ولم أنته بعد، لدي شيء أفضل الأسبوع القادم».
من جانبه، أكد المدعي العام الفدرالي في ديترويت، ماثيو شنايدر، أن التحقيق مستمر للكشف عن مزيد من المتورطين بمخطط هوكينز التي تواجه بدورها تهماً فدرالية بالاحتيال الإلكتروني وسرقة المال العام.
متهم آخر
وفي قضية مماثلة، وجه الادعاء العام الفدرالي يوم الأربعاء الماضي، أربع تهم بالاحتيال عبر البريد وثلاث تهم بالاحتيال الإلكتروني وثلاث تهم بسرقة الهوية لرجل من سكان فارمنغتون هيلز يقول المحققون إنه سرق المعلومات الشخصية لعدد من سكان المدينة في نيسان (أبريل) الماضي، وقام بتقديمها للحصول على إعانات البطالة، فضلاً عن سرقة بطاقات الائتمان الخاصة بضحاياه.
وبحسب الادعاء العام طلب المتهم أندريه تايلور (27 عاماً) من وكالة تأمين البطالة إرسال الإعانات على بطاقة سحب، وقام بإنفاقها على السفر وشراء منتجات فاخرة لم يتوان عن عرضها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويظهر حساب المتهم على إنستغرام، تايلور وهو يحمل رزماً مالية وأسلحة نارية ويقود سيارة باهظة الثمن من «رولز رويس»، قبل أن يتم اعتقاله في مدينة لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا في وقت سابق من الشهر الجاري.
Leave a Reply