شلبي تاونشيب
في إطار تظاهرات حركة «حياة السود مهمة» المستمرة بوتيرة متقطعة في ولاية ميشيغن، وقع صدامٌ، يوم السبت الماضي، بين المتظاهرين وشرطة بلدة شلبي في مقاطعة ماكومب، مما أسفر عن اعتقال عدد من المحتجين وسط اتهامات للقوى الأمنية بممارسة أساليب قمعية، قبل أن يتبين كذب بعض تلك الادعاءات من خلال تسجيل مصور عرضته الشرطة يظهر إحدى المعتقلات وهي تقوم بخلع ملابسها بنفسها بغية اتهام الشرطة بتعريتها.
وكانت شرطة بلدة شلبي، التي يقدر عدد سكانها بحوالي 80 ألف نسمة، قد اعتقلت سبعة متظاهرين، قضى خمسة منهم عطلة نهاية الأسبوع خلف القضبان، قبل أن توجه إليهم تهم جنائية بالاعتداء على عناصر الشرطة ومقاومة الاعتقال.
ورداً على الاتهامات، دعت منظمة «ديترويت سوف تتنفس»، يوم الاثنين الماضي، إلى التظاهر أمام مكتب الادعاء العام في مقاطعة ماكومب للمطالبة بإسقاط التهم.
وقالت المنظمة التي تعتبر الذراع المحلية لحركة «حياة السود مهمة»، إن المتظاهرون في فعالية السبت المنصرم «كانوا يسيرون بسلمية من أجل الحقوق المدنية قبل أن تحاصرهم الشرطة وتستخدم ضدهم العنف وتعتقلهم»، مؤكدةً في بيان لها عبر موقع «فيسبوك» أن التهم الجنائية تهدف إلى قمع المتظاهرين ومعاقبتهم على ممارسة حرية التعبير المكفولة بالتعديل الأول من الدستور الأميركي.
وكانت تظاهرة السبت المنصرم التي ضمت زهاء 100 شخص، تدعو إلى إقالة قائد شرطة شلبي، روبرت شيلايد، بسبب انتقاداته السابقة لحركة «حياة السود مهمة» ووصف أعضائها بـ«البرابرة المتوحشين» و«عديمي الإنسانية».
وقوبلت التظاهرة بانتشار كثيف للشرطة التي استخدمت أدوات مكافحة الشغب للسيطرة على المحتجين الذين تجولوا في عدد من أحياء البلدة وقاموا بقطع بعض الطرقات بعد تجمّعهم قرب تقاطع شارعي ڤان دايك والميل 23.
وادعى بيان المنظمة أن عناصر الشرطة قاموا بتعرية إحدى المتظاهرات وسط الشارع بذريعة تفتيشها، زاعماً أن الناشطة جُرّدت من ثيابها بالكامل باستثناء ملابسها الداخلية.
وطالب البيان أيضاً بإسقاط جميع التهم الموجهة إلى المتظاهرين الذين وصفهم بـ«السجناء السياسيين» فضلاً عن الدعوة إلى محاسبة عناصر الشرطة «الذين استخدموا العنف والاعتداء الجنسي» لترويع المتظاهرين.
فيديو
وفيما كان المحتجون يتجمّعون أمام مكتب الادعاء العام في مقاطعة ماكومب، يوم الاثنين الماضي، أفرجت السلطات عن مقطع فيديو مسجل بواسطة كاميرا سيارة الشرطة، تظهر فيه إحدى الناشطات وهي تخلع ملابسها بنفسها بعد تخلصها من الأصفاد البلاستيكية أثناء احتجازها داخل السيارة، بما ينفي تماماً مزاعم المتظاهرين بشأن تعريتها من قبل عناصر الشرطة بغرض إذلالها.
وقالت شرطة البلدة في بيان إن الادعاءات التي تم ترويجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا صحة لها على الإطلاق، مؤكدة أن لقطات الفيديو تظهر ما حصل بوضوح. وأوضحت الشرطة أن المتظاهرين اعتدوا على عناصر الشرطة وقاوموا الاعتقال بعد تجاهلهم للتحذيرات المتتالية لإخلاء الطريق أمام حركة السير.
وأعرب نائب قائد شرطة شلبي، مارك كويل، عن رفضه لقطع الطرقات من أجل إيصال رسائل سياسية، قائلاً إنه يمكن فعل ذلك بسلام بعيداً عن الطريق.
والمعتقلون الذين وُجّهت إليهم التهم الجنائية هم: تريستان تايلور (37 عاماً من ديترويت)، وهو ناشط قيادي في منظمة «ديترويت سوف تتنفس»، إضافة إلى كل من جيمس دينينجر (33 عاماً من ستيرلنغ هايتس)، ديفيد ميتشل (39 عاماً من ديترويت)، وسامانثا فيليبس (31 عاماً من وايت ليك)، إلى جانب جيسيكا نادو (26 عاماً من ولاية مينيسوتا) وهي المتظاهرة التي قامت بخلع ملابسها.
ويمكن سماع نادو، في التسجيل المصور، وهي تقول «الآن لن تحتاجوا إلى تفتيشي، سوف أسهّل الأمر عليكم»، وذلك بعد أن قامت بخلع قميصها وسروالها أثناء احتجازها في مؤخرة سيارة الشرطة قبل أن تطرق النافذة بقوة للفت نظر عناصر الأمن إليها. ثم قالت لهم: «الآن، أصبح تفتيشي أسهل، الآن يمكنكم تفتيش كل شيء».
انتقاد للشرطة
وأثارت طريقة تعامل الشرطة مع المتظاهرين، انتقادات من سياسيين ديمقراطيين، بينهم عضو الكونغرس الأميركي عن المنطقة، النائب آندي ليفين الذي قال إن رد فعل شرطة شلبي على الاحتجاجات لا يعكس التدريبات على احتواء التصعيد، بل هو «تصعيد مقصود».
وأضاف «خرجت الشرطة بقوة مع معدات مكافحة الشغب لمواجهة مئة متظاهر سلمي. هذه ليست تهدئة للموقف»، مؤكداً أن الشرطة تعاملت بعنف وعدوانية مع المتظاهرين «مما تسبب بنقل أحد المحتجين إلى المستشفى بعد تعرضه لارتجاج في المخ». كما انتقد النائب ليفين، توجيه تهم جنائية للمتظاهرين، معرباً عن قلقه إزاء «التوتر المتزايد دون داعٍ في مقاطعة ماكومب في وقت نتجه فيه نحو تحقيق المزيد من العدالة العرقية والتفاهم».
وتأتي أحداث بلدة شلبي قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات العامة في الولايات المتحدة، والتي يتخوف المراقبون من أنها قد تؤدي إلى موجة اضطرابات جديدة في حال إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب.
موجة جديدة؟
وفي تجدد للاضطرابات العرقية على المستوى الوطني، شهد الأسبوع الماضي اندلاع أعمال شغب وتخريب واسعة النطاق في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا احتجاجاً على مقتل رجل من أصول إفريقية برصاص الشرطة، الاثنين المنصرم.
وأدت الحادثة إلى تدفق مئات المحتجين إلى شوارع المدينة حيث وقعت صدامات عنيفة مع الشرطة. وذكرت شرطة فيلادلفيا أن 30 شرطياً أصيبوا، ونقل عدد كبير منهم إلى المستشفى، ونجمت معظم الإصابات من مقذوفات، ومنها الطوب، رشقها المتظاهرون، كما أصيبت شرطية بعد أن صدمتها سيارة بحسب متحدث باسم الشرطة.
وأعلنت بلدية فيلادلفيا، الأربعاء الماضي، حظر التجول الليلي بعد الاحتجاجات العنيفة التي تخللها نهب وحرق العديد من المتاجر.
وفيما تترقب فيلادلفيا مزيداً من الاحتجاجات التي قد تؤثر على سير الانتخابات في ولاية بنسلفانيا، قالت مديرة مكتب التواصل الاستراتيجي في البيت الأبيض، أليسا فرح: «نحن نراقب الوضع عن كثب. نحن على استعداد لنشر العناصر الفدرالية، إذا لزم الأمر. الرئيس ترامب لن يتسامح مع العنف الموجه ضد قوات الأمن الأميركية».
Leave a Reply