مريم شهاب
مثل الكثيرين، طوال الأسابيع الماضية، كنت أراقب الأحداث والتطورات المتسارعة في وطننا العظيم الذي يعيش هذه الأيام محنة سياسية وسط الانقسام الحاد حول مصير البلاد وصورتها بعد الانتخابات الرئاسية المقررة الثلاثاء القادم.
ورغم كل ما هو على المحك، في ظل التناقض الكبير بين برنامجَي الحملتين الرئاسيتين، وجدتُ أن البعض من حولنا لاهٍ، لا يهمه هل يبقى دونالد ترامب سيد البيت الأبيض أم يسلم مفاتيحه إلى جو بايدن وكامالا هاريس، بقدر ما تهمه نتيجة مباراة كرة قدم أو تشكيلة الحكومة الجديدة التي ستؤلف في لبنان!
ورغم ثقتي بالدستور الأميركي والانتخابات الديمقراطية الحرة وقدرتها على العبور بالبلاد إلى ضفة الأمان، إلا أن ذلك لا ينفي قلقي وخيبتي مما أراه من انقسام في الشارع حتى على أبسط الرموز الأميركية، مثل النشيد الوطني وعلم الولايات المتحدة.
المواطن الأميركي يقف حائراً ومستغرباً… من ينتخب؟ من هو الجدير بصوته؟ وهل سيكون له تأثير فعلاً؟
عدت إلى صديقي العتيق السيد بوب سكوت فقال لي إن الناخب الأميركي أمامه طريق طويل للعودة إلى قيم الدستور والعدل والمساواة والشفاء من التعصب.
سألته، لمن صوتنا يا مستر سكوت؟
لم يُجب على السؤال.
فرغم كل الدعوات والنشرات والدعايات الانتخابية والمال المهدور الذي لو استُغِّل لرمّمت أغلب الجسور والطرقات المتهالكة في الولايات المتحدة، ولبُنيت مدن بأكملها لفقراء الأميركيين، أوحى لي السيد سكوت أنه من الأفضل عدم الإفصاح عن اسم المرشّح الذي تختاره.
لكنني بصراحة، سوف أنتخب الرئيس دونالد ترامب لولاية ثانية. فالرئيس الحالي، ورغم كل الحملات الإعلامية والسياسية ضده لاتهامه بالعنصرية والفاشية وغيرها من التهم الجاهزة، بقي ترامب ثابتاً وصلباً بمواجهة الجميع واضعاً مصلحة «أميركا أولاً». وإنني لا أرى خيراً منه مفاوضاً عني وعن الشعب الأميركي في عالم متغير بصعود قوى وأيديولوجيات دولية جديدة.
قد يسألني البعض، كيف أصوت لرئيس اعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ورئيس يطبق لائحة أمنيات بنيامين نتنياهو، وأخرها ضم السودان إلى المطبّعين العرب، فأسألهم عن خصومهم. ألم يقل بايدن بلسانه إنّه صهيوني وإنْ كان ليس يهودياً؟ ومتى تحررت تلّة الكابيتول بديمقراطييها وجمهورييها من العبودية لإسرائيل؟ ألا يشعر الكونغرس بكل أعضائه بالخجل وعدم الهيبة لخضوعه للوبي الإسرائيلي ومصالح إسرائيل أولاً؟ كيف لي أن أثق بوسائل الإعلام التي تهاجم ترامب ليلاً نهاراً وهي التي شوّهت صورة العرب والمسلمين وصوّرت الفلسطينيين على أنهم إرهابيون منذ عقود طويلة؟ كيف أصدق ذاك الإعلام الشوفيني الموالي لإسرائيل، والذي يعزف على إيقاع واحد مثل فرقة موسيقية تدار من مايسترو واحد؟
بصراحة أيضاً، لا تهمني قرارات ترامب الخارجية بقدر ما يهمني أمن وازدهار وطني بتوفير الوظائف والأمل بمستقبل أفضل، والخروج من متاهة الانقسام ودوامة فيروس كورونا، والتخلّص من خدمة المصالح الصهيونية على حساب المواطن الأميركي.
Leave a Reply