علي بلعيد المكلاني
إخواني وأخواتي أولادي وأصدقائي أحيّكم تحيةُ انتخابية وتحية ديمقراطية في أرض الحرية والعدالة الاجتماعية.
لم يتبق سوى بضعة أيام تفصلنا عن اليوم الموعود للانتخابات الأميركية، الثلاثاء 3 نوفمبر، ولا شك عندي أن الكثيرين منكم قد انتخبوا مبكراً تفادياً للازدحام في مراكز الاقتراع ولدرء خطر الإصابة بفيروس كورونا.
أما لمن لم يصوّت بعد، فاعلم أن قوتك في صوتك، وصوتك يحدود المسار السياسي في هذا البلد العظيم، وهو حق دستوري وواجب مدني. وبضع دقائق من وقتك الثمين يمكن أن تحدد مستقبلك ومستقبل أبنائك وأجيال المستقبل.
مع اقتراب موعد الحسم، يحتدم التنافس على الرئاسة الأميركية، ويكثر تردد المرشحين وأعضاء حملاتهم الانتخابية على الولايات المتأرجحة ومن ضمنها ولاية ميشيغن التي قد تكون حاسمة في تحديد هوية سيد البيت الأبيض للسنوات الأربع القادمة، إلى جانب ولايات أخرى مثل بنسلفانيا وفلوريدا وأريزونا وويسكونسن…
نظرتنا كعرب أميركيين إلى السباق الرئاسي وغيره من السباقات الهامة، يجب ألا تكون ضيقة ومحدودة، فالفائز في الانتخابات سيكون رئيساً لكل الولايات وكل المواطنين، ويجب ألا يكون صوتنا مدفوعاً بالعواطف والدعاية والتعصب.
نحن نحتاج إلى رئيس له رؤية واضحة وبرنامج انتخابي يحقق للناخب تطلعاته في الاقتصاد والتعليم والصحة والأمن والهجرة وغيرها.
نريد رئيساً يتعامل مع مختلف فئات المجتمع بعين المساواة ويحترم المرأة والنقابات والعمال، كل العمال.
نحتاج رئيساً يعمل على تقليص الحقد والكراهية والعنصرية التي طالت الكثيرين، وعلى رأسهم العرب والمسلمون، لا رئيساً يؤجج الانقسام ويشجع على التفرقة والتمييز بين المواطنين.
ما أحوجنا إلى رئيس يعيد للولايات المتحدة الأميركية مصداقيتها وقوتها السلمية والحربية، ويطور ويحسن العلاقات مع دول الجوار والعالم، ويتعامل مع قضايا الشرق الأوسط بعدل وشفافية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، رغم علمنا بأن الرؤساء الأميركيين المتعاقبين وإداراتهم لم تتخل قط عن الانحياز الأعمى لدولة الاحتلال الإسرائيلي؛ البعض يتصهين تحت ضغط اللوبي الإسرائيلي بينما البعض الآخر صهيوني حتى العظم.
المرشح الذي تتوفر لديه معظم الصفات والمواصفات التي نرجوها يستحق أن ينال ثقتنا وأصواتنا. وأنا، كقيادي في الحزب الديقراطي، انتخبت المرشحين الديمقراطيين بمختلف السباقات وأحثكم على فعل الأمر نفسه.
التغيير ضروري لكن الأهم بالنسبة لي، هي مشاركتنا الكثيفة في الانتخابات لنؤكد أننا مواطنون فاعلون وأننا رقم صعب في المعادلة الانتخابية، على الأقل هنا في ولاية ميشيغن.
مشاركتنا في صنع القرار تتحقق بالعلم والعمل والمشاركة وليس بالتنظير العقيم والانتقادات الهدامة والتنكيت الساذج حول جدوى التصويت.
ولا يفوتني التذكير بأهمية السباقات الانتخابية المحلية غير الحزبية، لاسيما في المدن التي يقطنها العرب الأميركيون بكثافة، مثل ديربورن وديربورن هايتس حيث تقام سباقات تربوية حيوية لمستقبل أبنائنا.
كما أذكركم بأهمية التصويت للمرشحين العرب من ذوي الخبرة والكفاءة في مختلف السباقات التي يخوضونها، فضلاً عن أهمية اختيار قضاة منفتحين ونظيفي الكف، خاصة للمحكمة العليا في ميشيغن.
إن لم تصوّت بعد، صوّت! فقوتك في صوتك.
Leave a Reply