أما وقد أعلن المرشح الديمقراطي جو بايدن –السبت الماضي– فوزه بالسباق إلى البيت الأبيض، فقد آن الأوان للعمل على الوفاء بالوعود التي قطعتها الحملة الديمقراطية لسائر الأميركيين، لاسيما العرب والمسلمين الأميركيين وغيرهم من المجتمعات المهمشة في الولايات المتحدة.
لقد صوّت العرب الأميركيون في ولاية ميشيغن بأعداد غير مسبوقة لدعم بايدن/ هاريس، والسناتور غاري بيترز، والنائبتين في الكونغرس الأميركي ديبي دينغل ورشيدة طليب، وغيرهم من المرشحين الديمقراطيين في سباقات مهمة للغاية.
ورغم ارتفاع مخاطر كورونا في منطقة مترو ديترويت، فقد أظهرت المناطق ذات الكثافة العربية تأييداً ساحقاً لمرشحي الحزب الأزرق في ديربورن وديربورن هايتس وهامترامك، التي شهدت معدلات إقبال تاريخية على صناديق الاقتراع.
لقد بينت نتائج فرز أقلام الاقتراع أن المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية نال في عاصمة العرب الأميركيين زهاء 30.7 ألف من حوالي 64 ألف ناخب مسجل (68.8 بالمئة تقريباً)، مقارنة بحوالي 25 ألف أيدوا زميلته الديمقراطية هيلاري كلينتون عام 2016 (64.8 بالمئة).
وفي هامترامك، صوّت لبايدن قرابة 6 آلاف ناخب، فيما نال منافسه، ترامب، أقل من ألف مقترع، من إجمالي الناخبين المسجلين البالغ عددهم زهاء 13.7 ألف.
خلال اجتماعاتنا مع المسؤولين في حملات المرشحين الديمقراطيين، وفي مقدمتها حملة بايدن الرئاسية، طرحنا مشاكلنا وهواجسنا وآمالنا التي نعلقها على مرشحي الحزب الأزرق، وقد تم التعهد لنا بتحقيق جملة من الوعود، منها:
– منحنا مقعد على الطاولة.
– إشراكنا في الإدارة الجديدة.
– معالجة مظالم ما يسمى «قائمة مراقبة الإرهابيين» و«قائمة حظر الطيران».
– إدراجنا ضمن التعيينات في القضاء الفدرالي.
– اعتماد نهج متوازن في ملف الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
– الامتناع عن السياسات الفاشلة ومغامرات «تغيير الأنظمة» من قبل الإدارات السابقة التي لم تجلب سوى البؤس والفقر والدمار للشعوب العربية، وما العراق وسوريا وليبيا واليمن إلا أمثلة حية على فشل تلك السياسات.
– إلغاء العقوبات الاقتصادية الجائرة التي أضرت بالشعوب لا بالحكومات.
– إنهاء قرار حظر السفر المفروض على عدد من البلدان الإسلامية.
– شفاء أمتنا المنقسمة وتضميد جراحها.
وبناء عليه، فإننا كعرب أميركيين ندعو إدارة بايدن/هاريس ألا تتناسى وعودها لنا، كما هي عادة الكثير من السياسيين الذين يتنصلون من العهود والمواثيق التي يقطعونها على أنفسهم، بعد تحقيق مرادهم بالوصول إلى المراكز الحكومية والرسمية.
لقد لامس بايدن مشاعرنا خلال حملته الانتخابية، عندما استشهد بالحديث النبوي الشريف القائل: «من رأى منكم منكراً، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان». وإننا نأمل –اليوم– أن يتذكر الرئيس المنتخب، جو بايدن، «المنكرات» والمظالم الواقعة على العرب والمسلمين، داخل الولايات المتحدة، وفي بلدان الشرق الأوسط، وأن يبادر إلى تغييرها بـ«يده»، لا بقلبه أو لسانه.
ونحن نتشوق لـ«يومه الأول» في البيت الأبيض، والذي قال إنه سيلغي فيه، «حظر السفر» المفروض على بعض البلدان الإسلامية. كما نرجو أن يستثمر النفوذ الأميركي لإنهاء الصراعات المسلحة في سوريا واليمن وليبيا، وأن يضع حداً للغطرسة الإسرائيلية وسياساتها المتواصلة بقمع الشعب الفلسطيني وسلب أراضيه!
في خطاب النصر، شدد بايدن على أن الوقت قد حان لكي تتماثل الأمة الأميركية لـ«الشفاء»، ولكي تخرج من حالة الانقسام العميق الذي تعيشه منذ وصول ترامب إلى سدة الرئاسة، وإننا نتطلع ألا يحنث الرئيس بوعوده، وألا يخيب آمال عشرات ملايين الناخبين الذين راهنوا عليه، مثلنا، لإنهاء الانقسام وإحلال العدالة ومحاربة العنصرية والكراهية.
«صدى الوطن»
Leave a Reply