واشنطن – بعد أيام قليلة من إعلان شركتي «فايزر» الأميركية و«بيونتك» الألمانية عن نجاح لقاحهما الجديد، كشفت شركة «موديرنا» الأميركية –الأسبوع الماضي– عن نتائج مماثلة للقاح ثان لفيروس «كوفيد–19».
وأعلنت «موديرنا»، الاثنين الماضي، إن لقاحها يوفر حماية قوية ويعطي بارقة أمل وسط وضع قاتم عقب ارتفاع حصيلة الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة وحول العالم.
وذكرت الشركة أن لقاحها يبدو فعالاً بنسبة 94.5 بالمئة، وفقاً لبيانات أولية استندت لدراسة للشركة لا تزال جارية.
وتتوقع «موديرنا» أن تحصل على حوالي 20 مليون جرعة مخصصة للولايات المتحدة بحلول نهاية 2020، فيما تتوقع «فايزر» وشريكتها الألمانية الحصول على حوالي 50 مليون جرعة على مستوى العالم بحلول نهاية العام.
ولدى «فايزر» اتفاق لبيع 100 مليون جرعة من لقاحها لحكومة الولايات المتحدة، وتتيح لها خيار شراء 500 مليون جرعة إضافية، كما تجري الشركة محادثات مع حكومات أخرى، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، حول صفقات مماثلة.
وقالت شركة «فايزر»، الأربعاء الماضي، إن لقاحها قد أثبت فعاليته بنسبة 95 بالمئة للوقاية من فيروس كورونا، وبأنه استوفى معايير السلامة اللازمة للحصول على موافقة السلطات الطبية للاستخدام «الطارئ».
وتخطط «فايزر» و«بيونتيك» لتقديم لقاحهما لنيل الموافقة للاستخدام الطارئ في غضون أيام، وذلك قبل مشاركته مع باقي الدول حول العالم.
وسجل اللقاح فعالية بنسبة 94 بالمئة في الفئة العمرية التي تزيد أعمارها عن 65 عاماً، ولم يتم الإبلاغ عن مخاوف جدية تتعلق بالسلامة، إذ أشارت نسبة 2 بالمئة من أصل 43 ألف شخص شاركوا في التجارب عن شعورهم بصداع، بينما قالت نسبة 3.7 بالمئة إنهم عانوا من إجهاد.
وبانتظار المزيد من بيانات السلامة والمراجعة التنظيمية، يمكن أن تحصل الولايات المتحدة على لقاحين مصرح بهما للاستخدام في حالات الطوارئ بحلول كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
وينصّ بروتوكول الاختبارات الحالي على إجراء تحليل للمعطيات سريع نسبياً، لكن علماء وإحصائيين في مجال البيولوجيا وخبراء في الاختبارات السريرية حذروا من مخاطر منح اعتماد متسرّع، وفضّلوا اختبار اللقاح لبضعة أشهر إضافية، للتأكد من فعاليته وآثاره الجانبية المحتملة.
فروق بين اللقاحين
من الناحية العلمية، يتشابه اللقاحان في آلية العمل كثيراً، بينما يختلف الاثنان عن الأنماط السائدة التي تتبعها اللقاحات المعتادة.
وكان من المتعارف عليه أن يتكون اللقاح بالأساس من فيروسات ضعيفة أو معطلة أو أجزاء من الفيروس، لا تسبب المرض للجسم بل تكتفي بإشعاره بالمرض، وتحفزه على إنتاج الأجسام المضادة التي تبقى بداخله مدى الحياة، وتدافع عنه ضد هذا الفيروس مستقبلاً.
أما لقاح «موديرنا» فيأخذ نهجاً مختلفاً، حيث يتكون من قطع صغيرة من الحمض النووي «mRNA» التي تحفز الجسم على إنتاج البروتين الموجود على سطح فيروس كورونا المستجد.
وهذا البروتين، الذي يمنح فيروس كورونا شكله التاجي المميز، هو الذي يساعد الكائن الدقيق على التعلق بالخلايا البشرية في المراحل الأولى من المرض.
وبمجرد إنتاج هذا البروتين الغريب في الجسم، يتوهم الجهاز المناعي بوجود الفيروس فيبدأ بإنتاج الأجسام المضادة، كما لو كان الإنسان مريضاً بالفعل.
وهذه الطريقة شبيهة بالطريقة التي يعمل بها لقاح «فايزر» و«بيونتك»، الذي أعلن عنه مؤخراً.
ويتطلب كلا اللقاحين أخذ حقنتين، تفصل بين كل منهما عدة أسابيع.
ومن المزايا الرئيسية للقاح «موديرنا» أنه لا يحتاج إلى التخزين في درجات حرارة شديدة البرودة مثل لقاح «فايزر»، مما يجعل توزيعه أسهل.
Leave a Reply