ديربورن هايتس – أقامت مدينة ديربورن هايتس، مطلع الأسبوع الماضي، حفل تأبين رسمي لرئيس بلديتها دان باليتكو الذي توفي في 29 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، وقد خلفته مؤقتاً –بحسب ميثاق المدينة– رئيسة المجلس البلدي دينيز مالينوسكي–ماكسويل، ريثما يصوّت المجلس على اختيار أحد أعضائه لاستكمال الفترة المتبقية من ولاية باليتكو التي تنتهي أواخر العام الجاري.
وقبل يوم واحد من وفاته، كان باليتكو (70 عاماً) قد نُقل إلى أحد المستشفيات المحلية لعلاجه من أعراض صحية حادة، حيث بيّنت الفحوص الطبية إصابته بالفيروس المستجد.
وبرحيله المفاجئ، غادر باليتكو بلدية ديربورن هايتس وهي تعاني من انقسام حاد في مجلس المدينة، كانت ملامحه قد بدأت بالظهور منذ قرابة عامين على خلفية اتهام أغلبية أعضاء المجلس لباليتكو بالاختلاس والفساد. وازداد الشرخ السياسي وضوحاً بعد شغور مقعد العضو السابقة ليزا هيكس–كلايتون إثر فوزها بمنصب أمين الخزانة في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حيث لم يتمكن الأعضاء –حتى الآن– من تعيين عضو بديل في المجلس المؤلف من سبعة أعضاء.
قدّاس ونعوات
بحضور قرابة عشرين مشيّعاً، أقامت «كنيسة القديس لينوس» الكاثوليكية بديربورن هايتس –الإثنين الماضي– قداساً جنائزياً لتأبين باليتكو الذي خدم في الكنيسة لسنوات طويلة كمضيف للمصلين. وقد أجمع المعزّون، الذين شاركوا في توديع الفقيد عبر تطبيق «زووم»، على أن رئيس البلدية الراحل خدم «مدينته وأبرشيته بتفانٍ وإخلاص» على مدى العقود الماضية.
وكان باليتكو قد بدأ مسيرته المهنية كعضو في مجلس ديربورن هايتس البلدي (1974–2004)، قبل انتخابه لعضوية مجلس نواب ميشيغن، الذي استقال منه في أعقاب تعيينه رئيساً لبلدية ديربورن هايتس عام 2004، خلفاً لرئيس البلدية السابق روث كانفيلد.
وحافظ باليتكو على منصب رئيس البلدية خلال أربع دورات انتخابية متتالية، في الأعوام: 2005 و2009 و2013 و2017.
وفي حفل التأبين، أشاد الأسقف بول بوليان بمناقب المتوفى المهنية والإيمانية، لافتاً إلى أن باليتكو ساهم في تحويل الكنيسة إلى مجتمع حميم في مدينة كبيرة. وقال «لقد أسرتنا دائماً شخصية رئيس البلدية، باليتكو، كان دأبه.. هو توطيد العلاقات الاجتماعية، وقد خدم مدينته بلا كلل أو تقاعس».
وأشار بوليان إلى أن باليتكو كان منخرطاً بشكل عميق في مجتمع مدينته، وأنه استطاع التوفيق بين ميزانية المدينة والمحافظة على جودة الخدمات العامة وحماية البيئة. وأضاف: «لقد وضع باليتكو نفسه في متناول سكان ديربورن هايتس، وواظب على حضور الفعاليات والمناسبات في جميع أنحاء المدينة، كما كرس جزءاً كبيراً من حياته للخدمة في الكنيسة»، مؤكداً بأن الإيمان «شكّل ركناً أساسياً من شخصيته».
وفي تغريدة على موقع «تويتر»، نعت حاكمة ميشيغن، غريتشن ويتمر، الفقيد. وقالت: «لقد كان باليتكو مسؤولاً ملتزماً، وزميلاً غير عادي»، مضيفة: «قلبي مع عائلته وأصدقائه، ومع كامل مدينة ديربورن هايتس».
وفي بيان صحفي، وصفت النائبة الديمقراطية في الكونغرس الأميركي ديبي دينغل، باليتكو بـ«الرجل الطيب والمسؤول المتفاني والصديق العزيز». وقالت: «لقد عمل دان مع جون (دينغل) ومعي لعقود بإخلاص من أجل مدينة ديربورن هايتس»، موضحة أن وفاته المفاجئة، هي «تذكير مؤلم بشراسة فيروس كورونا».
وأضافت: «كنت كل يوم إثنين أتحدث معه حول كيفية حماية مجتمعاتنا من هذا الوباء، وبينما كان يكافح للحفاظ على سلامة السكان، فقد أودى الفيروس بحياته».
كما أعربت أمينة خزانة بلدية ديربورن هايتس، ليزا هيكس كلايتون، عن حزنها العميق لسماع نبأ رحيل باليتكو، طالبة من السكان الصلاة لراحة نفسه. وقالت كلايتون، التي ترشحت ضد باليتكو لمنصب رئيس البلدية عام 2017: «لقد خدم باليتكو مدينتنا بأمانة ونزاهة لسنوات طويلة، فلترقد روحه بسلام!».
ووصفت مدعي عام مقاطعة وين، كيم وورذي، وفاة باليتكو بـ«الخبر الذي لا يصدق»، وأضافت في بيان: «لقد كان في طليعة الداعمين والأصدقاء بين رؤساء البلديات في مقاطعة وين». وأضافت: «حقيقة أن ديربورن هايتس كانت مدينة مفتوحة للجميع، هي دليل دائم على لطفه وانفتاحه وإيمانه بوحدة مقاطعة وين، كان مدركاً أنه إذا استفادت ديربورن هايتس فقد استفدنا جميعا، لقد كان متعاونا بشكل مثالي».
رئيسة مؤقتة للبلدية
وفي اليوم التالي لرحيل باليتكو، تولت رئيسة المجلس البلدي دينيز مالينوسكي– ماكسويل مهام البلدية بشكل مؤقت، ريثما يتوصل المجلس إلى تعيين أحد أعضائه لاستكمال الفترة المتبقية من ولاية باليتكو، حتى أواخر 2021.
وينص ميثاق ديربورن هايتس على أن رئيس المجلس البلدي يتولى مهام رئيس البلدية في حال وفاته أو إعاقته، شريطة ألا يتمتع باستخدام حق النقض، أو سلطة عزل مدراء أو رؤساء الأقسام، ما لم يمض 30 يوماً متتالياً في المنصب.
كما ينص الميثاق، على أن ملء شواغر المناصب الانتخابية يجب أن يتم عن طريق التعيين بأغلبية أعضاء المجلس، لاختيار شخص مؤهل يشغل المنصب لأقرب انتخابات عامة، محلية أو وطنية.
وقالت ماكسويل التي شاركت في تشييع باليتكو: «اليوم هو يوم حزين في مدينة ديربورن هايتس، إننا حزينون على رحيل رجل طيب، وصاحب تاريخ طويل من الإخلاص لهذه المدينة”. مضيفة: “هذا وقت صعب للغاية على جميع سكان للمدينة، حيث نواصل حزننا على فقدان رئيس البلدية المحبوب، أثناء مكافحة وباء كورونا».
وحول النزاع القانوني بين المجلس البلدي ورئيس البلدية الراحل، أكدت ماكسويل بأن «مصير الدعاوى القضائية غير معروف، في هذا الوقت». كما أشارت إلى إنها غير متأكدة من هوية العضو الذي سيخلف باليتكو في منصب رئاسة البلدية إلى حين إجراء الانتخابات القادمة هذا الخريف، وقالت: «يجب أن نتقيد بميثاق المدينة».
وأوضحت أنه بعد اختيار بديل مؤقت لباليتكو على أعضاء المجلس المتبقين (خمسة) أن يختاروا لاحقاً عضوين جديدين، لاستكمال المقاعد السبعة.
ومنذ انتخابات نوفمبر الماضي، فشل مجلس بلدية ديربورن هايتس، في محاولتين لملء مقعد هيكس–كلايتون.
وكان المجلس قد أجرى في 7 كانون الأول (ديسمبر) مقابلات مع أربعة متقدمين، لكن انقسام الأعضاء الستة بين المرشحين زهير عبد الحق ومو بيضون حال دون تعيين أي منهما.
وخلال الاجتماع الثاني الذي عقد في 22 ديسمبر الماضي، انقسم الأعضاء مرة أخرى (3–3) حول المرشحين، وكلاهما من أصول لبنانية.
Leave a Reply