واشنطن – خلال الأسبوع الأخير من ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، عن خفض عدد القوات المسلحة الموجودة في أفغانستان والعراق إلى أدنى مستوى منذ اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، ليصل إلى 2,500 جندي في كل من البلدين، بالتزامن مع انسحاب كامل القوات الأميركية من الصومال.
ويأتي تخفيض عديد القوات في الشرق الأوسط وفق الجدول الزمني الذي أعلن عنه وزير الدفاع الأميركي بالوكالة، كريستوفر ميلر، عقب تعيينه بدلاً من وزير الدفاع السابق مارك أسبر الذي أقاله ترامب مباشرة بعد انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وقال ميللر إن هذه الخطوة تمت بموافقة كاملة من المسؤولين العسكريين في القيادة المركزية الأميركية وفي البنتاغون، مضيفا أن القرار يتماشى مع وعد الرئيس ترامب بإعادة القوات الأميركية إلى الوطن.
وقال ترامب في بيان إن القوات العسكرية الأميركية في أفغانستان أصبحت في أدنى مستوى لها منذ 19 عاماً، وكذلك فإن القوات الأميركية بالعراق وسوريا هي أيضاً في أدنى مستوى منذ سنوات عديدة، مؤكداً أن قراره بالانسحاب من المنطقة يأتي انطلاقاً من تعهده للناخبين بـ«وقف الحروب التي لا تنتهي».
وكان ترامب قد اتخذ قراراً بسحب القوات العسكرية من أفغانستان والعراق وهو القرار الذي تسبب في ردود فعل غاضبة من مسؤولين وعسكريين أميركيين حذروا من عودة تنظيم «داعش» في العراق وسوريا.
أفغانستان
وأعلن البنتاغون أن عديد القوات الأميركية في أفغانستان أصبح حالياً 2,500 جندي، علماً بأنه بلغ 100 ألف جندي عام 2010 قبل انخفاضه إلى 13 ألفاً العام الماضي.
ورحّبت حركة «طالبان» الأفغانية بالإعلان، معتبرةً أنه «تقدم إيجابي» و«تدبير براغماتي». وقال المتحدث باسم الحركة، محمد نعيم، عبر «تويتر» إن «تطبيق الاتفاق الموقع بين طالبان والولايات المتحدة مفيد للبلدين».
ووقّعت إدارة ترامب في شباط (فبراير) الماضي، اتفاقاً مع طالبان ينصّ على الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من أفغانستان بحلول أيار (مايو) 2021 مقابل تقديم طالبان ضمانات أمنية وانخراطها بمفاوضات سلام مع الحكومة الأفغانية.
وأوضح نعيم: «نؤكد أن معسكرنا ملتزم باحترام الوعود التي قطعها في الاتفاق، ويأمل أن يقوم المعسكر الآخر بالأمر نفسه».
وتتقدم المفاوضات مع الحكومة الأفغانية ببطء شديد منذ انطلاقها في سبتمبر الماضي، وسط تصاعد ملحوظ لأعمال العنف في أنحاء متفرقة من البلاد خلال الأشهر الأخيرة، لا سيما في العاصمة التي شهدت سلسلة من عمليات قتل استهدفت الشرطة وإعلاميين وسياسيين وناشطين.
وقال ميلر إن «الولايات المتحدة اقتربت أكثر من أيّ وقت مضى، من إنهاء نحو عشرين عاماً من الحرب» في أفغانستان، لافتاً إلى أن تقليص الحضور الأميركي بشكل أكبر يتوقّف على تحقيق تقدّم على مسار محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.
وأضاف أن «المضيّ قدماً في وقت تواصل فيه وزارة الدفاع خطّة تمكّنها من خفض عديد القوات الأميركية بشكل إضافي وصولاً إلى مستوى الصفر بحلول مايو 2021».
العراق
وخُفّض الحضور العسكري الأميركي في العراق أيضاً إلى 2,500 عنصر، وهو ما «يعكس تنامي قدرات قوات الجيش العراقي»، وفق ميلر، الذي شدّد على أن الخطوة هذه «لا تعني تغييراً في سياسة الولايات المتحدة» التي تبقى مع شركائها في «التحالف موجودين في العراق لضمان استمرارية هزيمة تنظيم داعش». وأضاف: «سنبقي على منصة لمكافحة الإرهاب في العراق لدعم القوات الشريكة بالقوة الجوية والاستخبارات».
الصومال
كذلك، أعلن الجيش الأميركي اكتمال انسحاب قواته من الصومال، وذلك قبل أقل من شهر من موعد الانتخابات التشريعية التي سيشهدها هذا البلد الأفريقي الذي عانى الكثير من الاضطرابات على مدى عقود.
وكان ترامب قد أمر في الرابع من ديسمبر الماضي، بسحب «غالبيّة» القوّات الأميركيّة من الصومال «بحلول أوائل عام 2021»، أي قبل رحيله عن السلطة مباشرة.
واعتبر بعض المراقبين أن خروج ما يقدر بنحو 700 جندي يأتي في توقيت صعب جداً للصومال، حيث تنشط هناك جماعة الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم «القاعدة» والتي لا تزال تنشط بوضوح وتواصل مهاجمة الأهداف العسكري والمدنية في العاصمة مقديشو.
ورداً على سؤال عما إذا كانت إدارة الرئيس الجديد، جو بايدن، ستلغي الانسحاب، قال الناطق باسم القيادة الأميركية في إفريقيا، العقيد كريس كارنزفي: «سيكون من غير المناسب بالنسبة لنا التكهن أو الانخراط في افتراضات»، وفقاً لما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس».
Leave a Reply