ديربورن – بعد نحو شهرين على إعادة انتخابه لعضوية مجلس نواب ولاية ميشيغن، عن مدينة ديربورن، أعلن النائب الديمقراطي الشاب، عبد الله حمود، عن ترشحه لرئاسة بلدية ديربورن في الانتخابات المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وأطلق النائب اللبناني الأصل (30 عاماً) –الإثنين الماضي– حملته الانتخابية رسمياً لخلافة رئيس البلدية الحالي جاك أورايلي، في مؤتمر صحفي عقده أمام مدرسة «سالاينا» الابتدائية في منطقة «الساوث أند» بجنوب ديربورن، تحت عناوين: خفض الضرائب العقارية، تحسين الخدمات العامة، رفع جودة الحياة، دعم الأعمال الصغيرة، وتعزيز السلامة العامة.
وفيما أكد أورايلي عدم نيّته الترشح للاحتفاظ بالمنصب الذي يشغله منذ 2007، من المتوقع أن تشهد ديربورن منافسة محتدمة على رئاسة البلدية، بانضمام حمود إلى السباق الذي دخلته رئيسة المجلس البلدي، سوزان دباجة، أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وحتى الآن، فإن حمود ودباجة، هما المرشحان الوحيدان بشكل رسمي لانتخابات رئاسة البلدية، التي من المتوقع أن ينضم إليها مرشحون آخرون، بينهم عضو مجلس ديربورن التربوي حسين بري، الذي أعلن اعتزامه دخول السباق على صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك».
وفي فيديو تم تصويره داخل ابتدائية «سالاينا»، ركّز حمود على أهمية القيادة الحكيمة خلال وباء كورونا على مختلف المستويات الحكومية، ولاسيما على المستوى المحلي. وقال: «نحن بحاجة إلى رؤية أوضح لكيفية إطلاق العنان للإمكانيات الكامنة في هذه المدينة العظيمة»، مضيفاً: «لقد أظهرتُ الصلابة والطاقة والمثابرة التي لا هوادة فيها.. لقيادة ديربورن، لقد كنت أضع دائماً مصالح الناس في المقام الأول، وعملت مع المجلس البلدي، ومع مجلس ميشيغن التشريعي، على القضايا التي تؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة اليومية في هذه المدينة».
وتطرّق حمود إلى الجهود التي بذلها خلال السنوات الأربع الماضية، كنائب في مجلس الولاية التشريعي، من أجل دعم الأعمال الصغيرة والمدارس العامة في المدينة، إضافة إلى مبادراته العديدة لتحقيق العدالة البيئية وتعزيز الصحة العامة في جميع أنحاء ديربورن، وفي منطقة «الساوث أند» على وجه الخصوص، وفق تعبيره.
ولفت حمود إلى أن جهوده تلك، أثمرت عن تطوير سياسات وخطط المجلس البلدي، تضمنت إصدار لوائح ومراسيم للحد من التلوث، وحماية البيئة، وأنها ساهمت –في نهاية المطاف– بـ«جعل ديربورن أكثر صحة».
حمود وصف ديربورن بأنها «موطنه الوحيد»، وقال: «هي المكان الوحيد الذي أدعوه موطني، وهي المكان الذي أتمنى –أنا وزوجتي– تنشئة أسرتنا فيه»، مضيفاً: «إذا أردنا أن يفعل أطفالنا الشيء نفسه، فيجب علينا معالجة التحديات التي تواجهها منذ فترة طويلة، والتي تبدأ بالتركيز على الصحة العامة والتعليم الجيد ودعم الشركات الصغيرة، لجعل ديربورن أفضل مدينة ممكنة».
ودعا حمود إلى تضافر الجهود لتوحيد المدينة وتفادي تقسيمها، قائلاً: «لقد حاول الناس تقسيمنا إلى جنوب وشرق وغرب، أو عرب وسود ولاتينيين وبيض، ولكن.. حان الوقت لتوحيد مدينتنا».
واستطرد قائلاً: «إنني أتطلع للعمل في المستقبل للتغلب على تداعيات وباء كورونا، وإلى شغل المنصب الذي يمكنني من خلاله تقديم أفضل خدمة لأهالي المدينة، وهو رئاسة بلدية ديربورن، حيث سأتمكن من إحداث فرق كبير».
وكنائب في مجلس ميشيغن التشريعي، نجح حمود –خلال العام الماضي– في تدعيم الإغاثة الاقتصادية والموارد الصحية في دائرته الانتخابية، التي تعتبر من البؤر الساخنة لوباء كورونا في مقاطعة وين.
وشملت جهوده تأمين أكثر من مئتي مليون دولار لتمويل الأعمال الصغيرة، وعشرات الملايين لدعم الصيدليات المحلية والمدارس العامة.
ويشار إلى أن حمود الذي انتخب في نوفمبر الماضي لولاية ثالثة عن مقعد «الدائرة 15» التي تشمل معظم ديربورن باستثناء بعض الأحياء الشمالية الشرقية من المدينة، لا يحق له الترشح للاحتفاظ بمقعده النيابي في الدورة الانتخابية القادمة، بسبب الحد الدستوري.
تجدر الإشارة، إلى أن حمود ولد لمهاجرين لبنانيين في مدينة ديربورن التي تعلم في مدارسها العامة. حصل على شهادة البكالوريوس في الصحة العامة من «جامعة ميشيغن»–فرع ديربورن، وعلى درجة الماجستير بنفس الاختصاص، في فرع الجامعة بمدينة آناربر.
عمل حمود لمدة ثلاث سنوات كمستشار رعاية صحية في ميشيغن، وتطوع لدى «وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين» (أونروا). وعام 2016 تم انتخابه كأصغر عضو في مجلس ميشيغن التشريعي.
أورايلي.. خارج السباق
في الأثناء، أعلن رئيس البلدية الحالي، جاك أورايلي، أنه لن يخوض الانتخابات للاحتفاظ بالمنصب الذي يشغله منذ 14 عاماً.
أورايلي الذي أصيب بفيروس كورونا في آذار (مارس) الماضي، كان قد عيّن في رئاسة البلدية عام 2007 لاستكمال ولاية رئيس البلدية الراحل مايكل غايدو، وأعيد انتخابه لثلاث دورات متتالية في 2009 و2013 و2017.
والجدير بالذكر أن رئيس البلدية في ديربورن هو رأس السلطة التنفيذية في حكومة المدينة، ويزيد راتبه السنوي عن 154 ألف دولار.
يشار إلى أن الموعد النهائي للترشح لرئاسة البلدية هو 20 نيسان (أبريل) القادم، الساعة 4 مساء. وفي حال كان هناك أكثر من مرشحين اثنين فسوف تجرى انتخابات تمهيدية لتصفيتهم في آب (أغسطس) القادم.
Leave a Reply