لانسنغ – في خطوة مفاجئة، أعلن وزير الصحة والخدمات الاجتماعية في ميشيغن، روبرت غوردون، استقالته دون إيضاح الأسباب، سواء منه أو من حاكمة الولاية غريتشن ويتمر التي سارعت إلى تعيين إليزابيث هيرتل بدلاً منه.
وخلال مؤتمر صحفي عقدته الإثنين الماضي، رفضت الحاكمة الديمقراطية الإفصاح عن أسباب استقالة غوردون، وعما إذا كانت هي من دعته إلى التنحي عن منصبه.
ولدى إصرار الصحفيين على سؤالها حول أسباب رحيل غوردون المفاجئ، اكتفت ويتمر بالقول إن قيادة الوزارة في ظل الظروف المعقدة لوباء «كوفيد–19»، «أمر مرهق»، متوجهة بالشكر إلى الوزير السابق «بالنيابة عن جميع سكان ميشيغن» مؤكدة أنه «عمل بجد لحماية صحتنا العامة».
وظهرت ويتمر خلال المؤتمر الصحفي مع الوزيرة الجديدة التي وصفتها بأنها «مؤهلة بشكل لا يصدق» لتولي هذا المنصب القيادي في ظل استمرار الوباء، موضحة أن التغييرات في الإدارة أمر طبيعي.
ورداً على سؤال آخر حول علاقتها بالوزير السابق، الذي عيّنته لقيادة أكبر وزارة في حكومة الولاية مطلع العام 2019، قالت ويتمر: «لا أعتقد أن لدي أي شيء أضيفه فيما يتعلق بتعليقاتي على الوزير السابق، ولقد قلت لكم إنني أتمنى له الأفضل. وأنا ممتنة لقيادته»، رافضة الإفصاح عما إذا كانت قد طلبت منه الاستقالة بنفسها.
بدوره، لم يقل غوردون الكثير عن استقالته، التي أعلنها عبر «تويتر» يوم الجمعة 22 كانون الثاني (يناير) الجاري بالتزامن مع توجه الوزارة إلى المزيد من القيود المفروضة لمكافحة وباء كورونا.
واكتفى غوردون بالتغريد قائلاً: «لقد كان شرفاً لي أن أخدم جنباً إلى جنب مع الزملاء الرائعين، وإنني أتطلع إلى الفصل التالي».
وفي غضون 20 دقيقة من تغريدته، أعلنت ويتمر في بيان عن تعيين هيرتل بدلاً من غوردون، علماً بأن الوزيرة الجديدة كانت كبيرة المسؤولين في قسم الشؤون الإدارية بالوزارة قبل ترقيتها، وهي أيضاً زوجة للسناتور الديمقراطي عن إيست لانسنغ في مجلس شيوخ الولاية، كيرتيس هيرتل.
وقال بيان مكتب ويتمر حول تعيين هيرتل: «لقد استقال روبرت غوردون من منصبه، والحاكمة قبلت استقالته»، مضيفاً أن الوزيرة الجديدة «كرست حياتها المهنية لحماية الصحة العامة لسكان ميشيغن، وهي مستعدة بشكل فريد لقيادة الوزارة بينما نواصل العمل معاً لإنهاء جائحة كوفيد–19».
وكان الوزير المستقيل قد تغيّب عن مؤتمر صحفي عقدته ويتمر في اليوم نفسه، للإعلان عن السماح بإعادة فتح المطاعم والحانات جزئياً، ابتداء من مطلع شهر شباط (فبراير) القادم.
ويشار إلى أن غوردون الذي أشرف على إصدار عشرات قرارات الطوارئ للحد من تفشي وباء «كوفيد–19»، تطوع ضمن الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب، جو بايدن، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، كما عمل في السابق مديراً بالوكالة لمكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض خلال عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، ولم تُعرف وجهته بعد الاستقالة.
وتحتاج، وزيرة الصحة الجديدة، إلى موافقة مجلس شيوخ الولاية لتثبيتها في منصبها. وهو تحد ليس بالسهل مع إصرار الأغلبية الجمهورية على عرقلة تعيينات الحاكمة الديمقراطية رداً على تجاهلها المستمر للسلطة التشريعية في التعامل مع وباء كورونا.
وقد رحب بعض المشرعين الجمهوريين باستقالة غوردون الذي تلقى بدوره انتقادات حادة بسبب قراراته الأحادية في التعامل مع الوباء وبطء عملية توزيع اللقاحات مقارنة بالولايات الأميركية الأخرى.
وقال النائب مات هول (جمهوري عن مارشال) إن حكومة ميشيغن تخلفت عن ولايات أخرى في توزيع اللقاحات ولم تستمع لأصحاب الأعمال التجارية عندما فرضت قيوداً على عملياتهم، مشيراً إلى أن غوردون كان بإمكانه إصلاح الأمر لكنه لم يفعل.
من جانبه، قال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، السناتور مايك شيركي، إن غوردون كان «مثالاً للبيروقراطية البعيدة عن الواقع وغير المستجيب، ويسعدني أن أراه مستبدلاً»، مؤكداً أن المجلس سيفحص هيرتل بدقة قبل تثبيتها في المنصب نظراً للتأثير الهائل للوزارة على الولاية.
والجدير بالذكر أن مجلس شيوخ ميشيغن رفض يوم الأربعاء الماضي، الموافقة على ١٣ تعييناً للحاكمة في لجان وهيئات حكومية متعددة.
وقال مشرعون جمهوريون إنهم لا يحتاجون إلى تفسير رفضهم للتعيينات، لأن الحاكمة لم تقدم لهم أي تفسيرات بشأن قرارتها المتعلقة بمكافحة الوباء.
Leave a Reply