واشنطن
في غضون الأسبوع الأول من عهده، وقع الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، عشرات الأوامر التنفيذية الهادفة إلى إنهاء مفاعيل سياسات سلفه، دونالد ترامب، في العديد من المجالات.
كورونا والسفر
بحسب توجيهات بايدن، بات على الراغبين في الدخول للولايات المتحدة تقديم دليل يثبت اختباراً سلبياً لكورونا في غضون ثلاثة أيام قبل ركوب الطائرة أو إبراز دليل أو شهادة طبية تؤكد تعافيهم من «كوفيد–19».
وأكد مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية، أيان براونلي أن «هذا الإجراء ينطبق على كل المسافرين من عمر السنتين وصاعداً بما في ذلك المواطنين الأميركيين».
ودعا براونلي كل الأميركيين الذين يفكرون بالسفر إلى الخارج إلى إعادة النظر في مشاريع سفرهم بشكل جدي. وقال: «إذا كنتم في الخارج الآن فإنه من الصعب العودة إلى الولايات المتحدة لفترة. لذا كونوا على علم وجاهزين».
وأشار إلى أن الأميركيين الذين يختارون السفر إلى الخارج في إجازة أو لأسباب طارئة عليهم أن يكونوا مستعدين لاحتمال تعطل رحلاتهم.
وقال: «إذا لم تستطيعوا الحصول على فحص لكورونا أو ظهرت نتائج الفحوصات إيجابية فعندها ستبقون خارج البلاد لأوقات أكبر مما خططتم له، وإذا حصل ذلك فستكونون مسؤولين عن تأمين إقامتكم وكلفة الطبابة خلال ذلك الوقت».
وفي تصريحات كشف خلالها ما اعتبره «حقيقة قاسية» ستواجهها البلاد، قال بايدن إن أقنعة الوجه «الكمامات»، ستكون «أفضل دفاع ضد كوفيد–19» خلال الأشهر المقبلة، في وقت تعمل إدارته على تحصيل إمدادات كافية من اللقاح لتلقيح غالبية الأميركيين.
وفي سياق مكافحة كورونا، أعاد بايدن، فرض حظر على دخول الولايات المتحدة يشمل معظم المواطنين غير الأميركيّين الذين زاروا بريطانيا والبرازيل وأيرلندا و26 دولة في أوروبا تسمح بالسفر عبر الحدود المفتوحة، كما وسّع الحظر ليشمل أيضاً المسافرين، الذين توجّهوا في الآونة الأخيرة إلى جنوب أفريقيا.
ويُعدّ قرار الرئيس الديمقراطي هذا جزءاً من خطة الإدارة الأميركية الجديدة لكبح «كوفيد–19»، علماً بأن ترامب كان قد ألغى تلك القيود قبل أيام قليلة من انتهاء ولايته.
وكان بايدن قد أصدر في اليوم الأول من رئاسته أمراً تنفيذياً بارتداء الأقنعة في جميع الأماكن الفدرالية، داعياً حكام الولايات إلى فرض الأقنعة حتى يتم السيطرة على الوباء.
المناخ
أعلن بايدن، الأربعاء الماضي، تجميد منح التراخيص للتنقيب عن النفط والغاز في أميركا، ما يعطي دفعة جديدة لأسعار النفط. كما أعلن عن تنظيم قمة دولية حول المناخ في نيسان (أبريل) المقبل، وفق بيان للبيت الأبيض، ليفي بتعهداته الانتخابية.
وقال إن على الولايات المتحدة أن «تقود الرد العالمي» على أزمة المناخ قبل توقيعه قرارات ترمي الى مكافحة الاحتباس الحراري. وتابع: «كما نحتاج إلى رد وطني لمكافحة كوفيد–19، نحتاج بصورة طارئة لرد وطني موحد لأزمة المناخ لأنه بالفعل هناك أزمة مناخ». وأضاف «لقد انتظرنا طويلا لمواجهة أزمة المناخ، ولم يعد في إمكاننا الانتظار أكثر. نرى ذلك بأم عيننا ونشعر به في أعماقنا. آن الأوان لنتحرك».
ووقع بايدن قراراً باستضافة قمة عالمية حول المناخ في أميركا بتاريخ 22 أبريل القادم.
ويصادف موعد القمة في «يوم الأرض» والذكرى الخامسة لتوقيع اتفاق باريس الذي انضمت إليه واشنطن مجددا بعد بضع ساعات من تولي الرئيس الجديد منصبه.
وفي قرار آخر، أوقف الرئيس الديمقراطي الجديد، بناء خط «كيستون» النفطي الذي أقره سلفه لربط كندا، بخليج المكسيك مروراً بسبع ولايات أميركية، كما علق أعمال بناء الجدار الحدودي مع المكسيك.
الهجرة
فور توليه سدة الرئاسة، سارع بايدن إلى اتخاذ العديد من القرارات التنفيذية المتعلقة بالهجرة إلى الولايات المتحدة، ومنها تعليق عمليات الترحيل للمهاجرين غير الشرعيين بشكل مؤقت، وهو قرار سرعان ما عطله القضاء الفدرالي، بموجب دعوى تقدمت بها ولاية تكساس.
وكان بايدن أقر وقفاً مؤقتاً لعملية ترحيل المهاجرين لمدة 100 يوم، وهو ما أثار حفيظة المدعي العام في تكساس، كين باكستون، الذي نجح باستصدار حكم بتعليق القرار الرئاسي.
ومنح القاضي درو تيبتون، الذي تم تعيينه من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب، أمراً تقييدياً مؤقتاً، قائلاً إن تكساس أظهرت احتمال مواجهة «ضرر فوري» من قرار بايدن، وفقاً لقرار المحكمة.
وكان بايدن قد بادر إلى إصدار القرارات التنفيذية فور تنصيبه، ملغياً حظر السفر الذي كان مفروضاً على رعايا بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة.
وكان الحظر يشمل مواطني سوريا وليبيا والصومال واليمن وإيران، إضافة لكوريا الشمالية وفنزويلا.
وأفاد مسؤولون بأن بايدن سيعمل على إلغاء القيود على تأشيرات العمل في الولايات المتحدة التي فرضها الرئيس السابق لحماية العمالة الأميركية خلال فترة جائحة كورونا.
وفي حزيران (يونيو) الماضي أعلن ترامب تجميد بطاقة الإقامة الخضراء (غرين كارد) وبعض تأشيرات العمل ومنها «أتش–1بي» التي تستخدم كثيراً في قطاع التكنولوجيا والتقنيات الرقمية.
«أوباماكير»
في سياق مجموعة قراراته لنقض سياسات ترامب، وقع بايدن، الخميس الماضي، أمراً تفيذياً يقضي باستئناف التسجيل في برنامج «أوباماكير» للرعاية الصحية.
ووجه بايدن وفقاً للبيت الأبيض، وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية لإعادة فتح التسجيل ببرنامج التأمين الصحي اعتبارا من يوم 15 شباط (فبراير) القادم، وحتى 15 أيار (مايو) من هذا العام.
وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض، إن «سياسة إدارتي هي حماية وتقوية ميديكيد وقانون الرعاية الميسرة ووضع الرعاية الصحية مرتفعة الجودة بمتناول (المواطنين) وبأسعار معقولة لكل أميركي».
ويمنح الأمر التنفيذي الفرصة للأميركيين الذين خسروا وظائفهم ومنافع التأمين الصحي خلال الجائحة، للتسجيل والحصول على التغطية.
ووجه بايدن إدارته لدراسة إلغاء سياسات ترامب الأخرى للرعاية الصحية، بما يشمل القيود المرتبطة باستشارات الإجهاض ومتطلبات العمل المفروضة على ذوي الدخل المنخفض المستفيدين من برنامج «ميديكيد».
كما أمر بايدن وزارة الصحة بإلغاء القرارات التي دفع بها ترامب، والتي تحجب التمويل الفدرالي عن عمليات الإجهاض التي تجريها عيادات «تنظيم الأسرة».
التمييز
كما وقع بايدن عدداً من الأوامر التنفيذية لمواجهة التمييز العنصري وإنهاء عدم المساواة العرقية في الولايات المتحدة.
وقال في كلمة له إنه على الولايات المتحدة أن تغير مقاربتها نحو المساواة في البلاد، وأن هذا لن يكون إلا بمواجهة التمييز العرقي وتفوق العرق الأبيض في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن إدارته ستسمر في إحراز تقدم للتخلص من التمييز المنهجي في كل مكان، أكان في البيت الأبيض، أو الحكومة.
كذلك، أصدر بايدن أمراً رئاسياً يمنع استخدام السجون الخاصة في الولايات المتحدة.
وفي إطار آخر لمكافحة التمييز، ألغى بايدن، حظراً فرضه ترامب، على خدمة الأفراد المتحولين جنسياً في الجيش، قائلاً إن «جميع الأميركيين» المؤهلين للخدمة يجب أن يكونوا قادرين على القيام بذلك.
Leave a Reply