وليد مرمر – لندن
رغم فداحة خبر اغتيال «الناشط» لقمان سليم فلقد كان من اللافت حجم الوقت الذي خصصته وسائل الإعلام الممولة خليجياً لهذا الخبر منذ اللحظات الأولى في نشرات أخبارها وبرامجها على حساب كل الأخبار الأخرى. فعلى سبيل المثال كانت لنشرة أخبار «الحدث» أربعة عناوين، ثلاثة منها كانت حول اغتيال سليم، والرابع حول الحكم الصادر من القضاء البلجيكي بالسجن ٢٠ عاماً على أسد الله الأسدي (الإيراني) بتهمة الإرهاب!
بل سارعت وسائل الإعلام تلك إلى استحضار كل الأبواق المعروفة لتوجيه الاتهامات الجاهزة بلا أي دليل، تماما كما حصل عقب انفجار مرفأ بيروت.
الأصوات هي نفسها التي هانت وخَرِسَت وجبنت وصغرت عن توجيه أي لوم أو حتى «نقد بنّاء» إلى جرائم ليس ثمة لبس حول من اقترفها كاغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وجمال خاشقجي.
كان اللبنانيون قد استفاقوا يوم الخميس الماضي على خبر اغتيال الصحفي اللبناني لقمان سليم بعد أن عثرت قوى الأمن في لبنان على جثته مقتولاً داخل سيارته في منطقة النبطية في الجنوب بين العدوسية وتفاحتا قريباً من الأوتوستراد الدولي، وذلك بعد ساعات قليلة من فقدان الاتصال به عند الساعة الثامنة من مساء الأربعاء. وصرح الطبيب الشرعي الدكتور عفيف خفاجة بعد أن أنهى فحص الجثة «أن لقمان سليم أصيب بخمس طلقات نارية، أربع في الرأس وواحدة في الظهر».
ولكن من هو «الناشط» لقمان سليم الذي لم يكن الكثيرون منا قد سمعوا به قبل هذا اليوم؟ ثم فجأة وبسحر ساحر لم تبق وسيلة إعلامية محلية أو غربية أو منظمة حقوقية أو مدنية لم تُدِن اغتياله! ورغم أن للموت حرمته وقد أُمرنا بـ«ذكر حسنات أمواتنا»، كما في الحديث الشريف، فإنه من الأمانة الإعلامية إظهار بعض الحقائق حول دور سليم، سيما وإنه كان له دور مؤثر لا محيص عن نقده.
لقد كان سليم (٥٨ عاماً) على رأس المستفيدين من الـ500 مليون دولار التي كشف عنها السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان لدى مثوله أمام الكونغرس عام 2016. والمخصصة لتشويه صورة «حزب الله».
وتلك الأموال كما أصبح معلوماً رُصدت لدعم شخصيات مؤثرة سياسية وفنية ورفد مشاريع ثقافية وإعلامية بالإضافة إلى إنشاء مؤسسات مدنية ودور نشر وشركات إنتاج فنية وإقامة ندوات ومؤتمرات وغيرها من المشاريع التي يبدو ظاهرها أملس كجلد الأفعى التي تخفي في داخلها السم الزعاف!
أسس سليم في مطلع التسعينيات «دار الجديد» للنشر وأنتج مع زوجته الألمانية مونيكا بورغمانو فيلمين وثائقيين أحدهما لتوثيق مجزرة صبرا وشاتيلا خلال الحرب الأهلية في لبنان، والثاني حول سجن تدمر في سوريا. ثم أنشأ مركز «أمم» للأبحاث والتوثيق في جزء من منزله في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت. إذن فقد كان اهتمام لقمان في عمله الثقافي يتمحور حول التوثيق، وتحديداً توثيق ذاكرة الحرب الأهلية إضافة لتسليط الضوء على ملف المفقودين. ثم سلط اهتمامه مؤخراً على مشروع لأرشفة يوميات الحرب السورية.
تلك مشاريع قد تبدو للوهلة الأولى بريئة ليس لها مآرب مخفية ولكن الفاحص لوثائق «ويكيليكس» يمكنه الاستنتاج بسهولة أن هذه المشاريع تتقاطع مع المهمات التي كانت توكل من السفارة الأميركية إلى أصدقائها من المجتمع المدني خصوصاً من أطلقت عليهم اسم «الشيعة المستقلين» الذين كانوا وما زالوا ينتشرون على كل مساحة تواجد الشيعة في لبنان. ومن مهامهم، رفع تقارير شبه يومية تبدأ بإخباريات عن تحركات «حزب الله» وصواريخه وتصل إلى رصد ما يقوله الأطفال في شوارع الضاحية. وكما تظهر البرقيات المسربة، كان الموظفون في السفارة يُفاجأون أحياناً «بالاندفاع الزائد لدى البعض وبالشجاعة وحسّ المبادرة لدى البعض الآخر، وبولاء تقشعرّ له الأبدان أحياناً»!
لقد قام هؤلاء، حسب صحيفة «الأخبار» بمد السفارة الأميركية منذ عام ٢٠٠٦ حتى ٢٠١٠ بمعلومات وتفاصيل وتحليلات عن كل شاردة وواردة سألت عنها السفارة أم لم تسأل!
لقد كان لقمان سليم من أبرز «شيعة السفارة» بل وأكثرهم تحالفاً وخدمة لها وذلك حسب وثائق «ويكيليكس» التي نشرتها صحيفة «الأخبار». فهو حسب السفارة: «الحاضر دائماً للإجابة عن أسئلة السفارة الأميركية وتنفيذ طلباتها. يمدّها بالمعلومات ويلبّي دعواتها إلى عوكر وواشنطن، هو مصدرنا الدائم للمعلومات، وهو ناشط مدني يسكن في الضاحية الجنوبية لبيروت وهو رئيس جمعية «هيّا بنا» غير الحكومية المموّلة من الحكومة الأميركية. نشاطاته الأساسية شبه اليومية خلال عامي ٢٠٠٨ و ٢٠٠٩ تتراوح بين الإخبار وتقديم النصح للأميركيين في خططهم السياسية، وتجميع معارضين لـ«حزب الله» و«حركة أمل» وتعريفهم بالسفير، وطبعاً الحفاظ على تمويل جمعيته غير الحكومية. وهو يُعَدّ من صقور «المعتدلين الشيعة» في آرائه بشأن حزب الله».
وفي وثيقة أخرى رقمها 08BEIRUT391 تذكر القائمة بالأعمال الاميركية، ميشال سيسون، عن أولى جلساتها مع سليم أنه «يرى في الحزب قوة تتحكّم فيها سوريا وإيران، وهدفها فقط السيطرة على البلد».
وقد جاء في الوثيقة 08BEIRUT750: تبرّع لقمان سليم بالتواصل مع الإسرائيليين لأنه على ثقة «بأن هناك أموراً مشتركة كثيرة يمكن البناء عليها للمستقبل. لقد أدهشنا سليم برغبته في التواصل مع الإسرائيليين»! وتضيف البرقية : «هناك الكثير من الأمور التي سأختلف عليها مع الإسرائيليين، لكني واثق من أن هناك أرضيات مشتركة كثيرة يمكن البناء عليها». البرقية تضيف نقلاً عن سليم أنه «التقى مع مستشار سابق لبنيامين نتنياهو في واشنطن، وأنه وافق على بدء حوار معه». «سليم يتوق لمتابعة الحوار بشأن العرض الإسرائيلي مع «معهد أسبن» الذي عرض توفير الشق العملي من فكرة اللقاء».
وثيقة ويكيليكس 09BEIRUT1109 توضح أن لقمان سليم كان من عرّابي إنشاء «اللقاء العلمائي المستقل» كأحد المشاريع الشيعية البديلة عن «حزب الله» وحركة «أمل»، والذي احتفلت سيسون مع سليم بولادته وأجمعا على أنه «الخطوة الأولى لمواجهة حزب الله».
أما الوثيقة رقم 08BEIRUT786 فتشير إلى أن سليم كان من أكثر المشيدين بالسيد علي الأمين لدى موظفي السفارة الأميركية ومرشحاً له لمناصب طموحة، وقد رفع أحياناً تقارير عن أحواله النفسية. وتضيف البرقية عن سليم قوله عن الأمين: «زرته في منزله في بيروت وكان أكثر من مكتئب بعد قرار تنحيته من المجلس الشيعي الأعلى عام 2008». وفي برقية رقم 08BEIRUT919 كان سليم يشكو للسفيرة سوء معاملة فريق «14 آذار» للسيد الأمين وعدم التزام سعد الحريري بوعوده له فضلاً عن عدم دعوته للمشاركة في الذكرى السنوية لاغتيال وليد عيدو. واقترح سليم «الحاجة لبقاء المفتي الأمين في «14 آذار» وأنه على تلك القوى تثبيت شرعيته». كما اقترح سليم حسب الوثيقة رقم 08BEIRUT919 عام 2008، تأسيس «التجمّع الشيعي الأعلى» برئاسة مفتي صور السابق السيد علي الأمين «بهدف مواجهة المجلس الشيعي الأعلى» مطالباً بتقديم كل الدعم لـه ولتجمّعه بغية تمكين المفتي الشيعي من توفير خدمات اجتماعية لمنافسة حزب الله في المناطق». كما و قدّم سليم للسفارة لائحة بأسماء رجال دين شيعة «رفعوا أصواتهم ضد حزب الله ممن لا يجب تجاهلهم» مثل الشيخ محمد علي الحاج، والسيد إياد جمال الدين، والشيخ حسين عليّان، والشيخ جمال حمود.
وفي وثيقة أخرى تحمل الرقم 08BEIRUT1326، موجهة للسفيرة سيسون، حثّ سليم على دعم الشيعة المستقلين لتولي المناصب الحكومية مبدياً دعمه لإبراهيم شمس الدين «كممثل وحيد للشيعة المستقلين في الحكومة». ثم ادعى سليم في الوثيقة رقم 08BEIRUT1326 أنه «على معرفة شخصية ببعض المقاتلين الشباب الذين يرسلهم حزب الله للمشاركة في تدريب المقاتلين في طرابلس».
أما زوجة لقمان سليم، مونيكا بورغمان، فقالت عنها الوثيقة رقم 08BEIRUT750 أنها «ترافق زوجها إلى اجتماعات السفارة في بعض الأحيان وتتطوّع بدورها لمدّ الدبلوماسيين بمشاهداتها من منطقة الضاحية الجنوبية حيث تعيش، كما فعلت خلال عشاء أقيم في السفارة عقب اجتماع الدوحة، وهي أيضاً ناشطة في جمعية غير حكومية»، لكنّ مداخلتها أمام السفيرة الأميركية والدبلوماسيين لم تكن عن نشاطاتها كسينمائية، بل تضمنت رصداً لأجواء الضاحية الجنوبية لبيروت خلال أحداث ٧ أيار، حسب صحيفة «الأخبار» نقلاً عن «وثائق ويكيليكس».
وفي الوثيقتين 09BEIRUT417 و08BEIRUT1326، تعرّف السفيرة سيسون مؤسسة «هيّا بنا» التي يديرها سليم بأنها «تساعد الشيعة المحايدين والشخصيات الشيعية المستقلة لتحقيق الإصلاح السياسي ولخلق بديل عن حزب الله وحركة أمل ضمن المجتمع الشيعي». ولقد تحوّلت «هيّا بنا» إلى ماكينة انتخابية تعمل لمصلحة أي مرشح شيعي مناهض لـ«حزب الله» و«أمل». كما تحولت المخيمات الصيفية التي نظمتها «هيّا بنا» في منطقة اليمونة وشمسطار إلى مصدر معلومات ورصد عن تحركات «حزب الله» في المنطقة وخلافاته مع إحدى العائلات هناك».
إذن لقد كان سليم وباختصار رجل مخابرات من الطراز الأول يتركز دوره على اختراق الساحة الشيعية والمساعدة على إيجاد بدائل سياسية ودينية عن «حزب الله» منذ تسعينيات القرن الماضي ولم يتعرض له أحد بأي شكل من الأذى. والدليل أنه كان يتنقل بِحرية ومن دون أية حماية في كل مناطق نفوذ حزب الله! ومما يؤكد فرضية دوره الاستخباراتي إدعاء الصحفية منى علمي الخميس، في موقع قناة «العربية» بالإنكليزية، بأن «السبب الحقيقي لاغتيال الصحفي والناشط اللبناني لقمان سليم هو نجاحه في ترتيب انشقاق مسؤول كبير في حزب الله، ما أثار حفيظة هذا الحزب ودفعه إلى اغتياله».
وتابعت الصحفية قائلة: «لم يكن انتقاد سليم الصريح لحزب الله الذي حول لبنان في السنوات الماضية، بموافقة القيادة اللبنانية الفاسدة، إلى دولة تابعة لإيران، هو ما قتل سليم، إنما ما قتله هو ذهابه بعيداً في الكشف عن نسيج حزب الله الداخلي وشبكته الواسعة والمعقدة على الإنترنت حيث تمكن سليم في الأشهر الماضية من التوصل إلى معلومات مهمة في بحثه عن غسيل الأموال لصالح حزب الله، والاتصالات المحتملة بين تجار يسهلون غسيل الأموال للحزب، والتعاملات بين هؤلاء ومصرف لبنان المركزي». وادعت علمي الخميس أن هذا ما أخبرها به سليم بنفسه، مضيفة أنه «في يوم الأحد 31 يناير الماضي، طلب مني المرور بمكتبه في اليوم التالي لمناقشة موضوع حساس لا يناقش هاتفياً». وتابعت: «التقيته الاثنين أول فبراير، فأكد لي أنه على اتصال بشريك تجاري لـ«حزب الله» متورّط في غسيل الأموال لصالح الحزب وفرض عليه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي (أوفاك) العقوبات. وهذا الشخص مستعد للانشقاق عن حزب الله مقابل إنقاذه من براثن الحزب بإخراجه من لبنان».
وأضافت علمي الخميس في مقالها: «كان سليم يسألني عن أفضل طريقة لذلك، لأن الاتصال بسفارة أجنبية في لبنان ربما يؤدي إلى تسريب استخباراتي ما يشكل تهديداً لحياة الرجل. وظن أن أفضل طريقة هي الاتصال المباشر بالخارجية الأميركية أو بالخزانة الأميركية». وختمت علمي بالقول: «بعد اغتيال سليم، بقي أن نرى إن كانت جثة المنشق الغامض ستظهر في مكان ما في الأسابيع المقبلة».
فلو صحّت مقالة منى علمي الخميس، وهو أمر مستبعد، ولكنها لو صحت فهذا يعني أن سليم كان متورطا في لعبة استخباراتية لا هوادة فيها من الطبيعي أن تؤدي بصاحبها إلى تلك النهاية!
ولكن هل كان سليم هو الوحيد من الشيعة «المستقلين» الذين كانوا يقومون بأدوار مشبوهة ؟ الجواب حتماً، كلا.
فهناك العشرات بل والمئات من الشخصيات الشيعية المناوئة لحزب الله وهؤلاء يعيشون داخل بيئته ويحظون بالأمن والأمان بشكل يذهل حتى أعداء الحزب. فلو كان الحزب هو من قرر اغتيال سليم فلا شك أنه من البلاهة والغباء أن يقوم بهذا الاغتيال في منطقة الجنوب وهو القادر على تنفيذه في أي مكان آخر يمكن أن يتواجد فيه سليم. ثم ما هي الفائدة السياسية من اغتياله سيما أن هناك الكثير من «شيعة السفارة» المعروفين الذين يعيشون ويعملون في مناطق نفوذ الحزب ولا يتعرض لهم أحد، كالشيوخ آنفي الذكر والصحفي علي الأمين ابن السيد محمد حسن الأمين والصحفي عماد قميحة والصحفي في جريدة «الحياة» حازم الأمين وزوجته في تلفزيون «المستقبل» سابقاً ديانا مقلد، والكاتب والأستاذ الجامعي زياد ماجد، وبادية فحص ابنة العالم الشيعي الراحل هاني فحص، والمحامية ميساء ضاهر، والصحفي علي الأمين صاحب موقع «جنوبية»، والصحفيان يحيى جابر وهادي الأمين والإعلامي نديم قطيش صاحب برنامج «دي أن أي»، والإعلامية ديما صادق والكاتب أحمد بيضون والوزير السابق في كتلة «المستقبل» إبراهيم شمس الدين والناشطة مروى عليق والوزير السابق محمد بيضون والشيخ صبحي الطفيلي والعديد غيرهم.
إن اغتيال سليم بغض النظر عن منفذه هو لا شك قرار يفتقد إلى الحكمة وأقل درجات الدراية السياسية. وللتهكم، فقد دوّن الكاتب وائل ملاعب على صفحته:
« استيقظ مجلس الشورى في حزب الله صباح اليوم، وبعد أن غسلوا وجوههم وفرشوا أسنانهم، سأل أحدهم:
– ماذا لدينا على جدول الأعمال؟
أجاب الآخرون: لا شيء يا حاج، إنها أيام مملة.
فقال الحاج: ما رأيكم أن نقتل لقمان سليم في النبطية؟
أجاب الآخرون: وماذا نستفيد؟
قال الحاج: لا نستفيد شيئاً، فقط نتورط أمام الرأي العام ونعطي مادة جاهزة للذين ينتظرون سبباً للانقضاض علينا ورجمنا واتهامنا واستجلاب العقوبات الإضافية.
وافق مجلس الشورى مجتمعاً برفع الأيدي قائلين: على بركة الله!
أما الإعلامي في قناة «المنار» سهيل دياب فقد غرّد بما يلي:
– الإسم: لقمان سليم
– السكن: الغبيري الضاحية الجنوبية
– المهنة: تنظيم حملات تشويه لحزب الله
– الممول: سفارة عوكر وخلجان التطبيع
– النتيجة: تبخر المال دون جدوى لفقدانه قدرة التأثير وغياب أية شعبية حاضنة
الخلاصة: إنهاء مهمته من قبل المشغل باغتيال يعوض ما فشل به!
#قتلوا سليم ومشوا بجنازته
ولقد ندد «حزب الله» في بيان له باغتيال سليم مطالباً الأجهزة القضائية والأمنية المختصة بالعمل سريعاً على كشف المرتكبين ومعاقبتهم. وبانتظار جلاء الحقيقة أو بعضها حول ملابسات اغتيال سليم يأمل اللبنانيون أن لا يعودون القهقرى إلى زمن الاغتيالات والاتهامات وخلط الأوراق بالدم، في بلد لم تعد لديه القدرة على تحمل المزيد من الهزات.
Leave a Reply