بريانا غازورسكي – «صدى الوطن»
بعد نحو أسبوعين على تعيينه رئيساً لبلدية ديربورن هايتس خلفاً للراحل دان باليتكو، أعلن بيل بزي -الاثنين الماضي- ترشحه للاحتفاظ بمنصبه لأربع سنوات إضافية، في الانتخابات المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وكان مجلس ديربورن هايتس البلدي قد اختار بزي، بأغلبية أربعة أعضاء مقابل ثلاثة، في 26 كانون الثاني (يناير) الماضي، لاستكمال ولاية رئيس البلدية الراحل التي تنتهي أواخر العام الجاري، ليصبح بذلك أول عربي وأول مسلم يتولى رئاسة بلدية المدينة التي تضم زهاء 56 ألف نسمة.
رئيس البلدية اللبناني الأصل، أعرب عن حماسته لخوض سباق رئاسة البلدية، لافتاً إلى أنه يتطلع إلى دفع ديربورن هايتس «نحو المستقبل الذي تستحقه هذه المدينة العظيمة»، بحسب تعبيره.
وبزي (57 عاماً) هو أول المرشحين رسمياً لرئاسة بلدية ديربورن هايتس، وإذا انضم أكثر من مرشح آخر، فسوف تقام جولة تمهيدية لتصفية المرشحين إلى اثنين فقط، في آب (أغسطس) القادم، علماً بأن باب الترشيح سيظل مفتوحاً حتى 20 نيسان (أبريل) المقبل.
وفي حديث مع «صدى الوطن»، قال بزي: «أنا متحمس حقاً لتعييني رئيساً للبلدية، كما أنني متحمس لإعلان ترشحي لرئاسة بلدية ديربورن هايتس، وإنني أتطلع إلى توظيف خبرتي وتجربتي لدفع مدينتنا خطوة أخرى نحو الأمام، والعمل بطاقة جديدة، لتحقيق المزيد من الإنجازات لسكاننا».
وأشار بزي إلى أنه بات يمتلك «فهماً عميقاً» لمنصب رئاسة البلدية والمهام المناطة به، لاسيما بعد خدمته في المجلس البلدي لنحو ثلاث سنوات، مؤكداً أن رؤيته –كرئيس للبلدية– تتمثل في إقامة علاقات أكثر سلاسة بين الدوائر البلدية، والمجلس البلدي، ودائماً على قاعدة: «وضع مصالح السكان في المقام الأول». وقال: «بهذه الطريقة، سنرتقي بعملنا الجماعي، وسنحقق النجاح في جميع مستويات حكومة مدينتنا، بما يعزز دورها، ويحسّن خدماتها».
وكان بزي قد اُنتخب لعضوية المجلس البلدي عام 2017، وشهدت بلدية ديربورن هايتس خلال خدمته صراعاً سياسياً وقضائياً حاداً بين غالبية أعضاء المجلس البلدي ورئيس البلدية الراحل، على خلفية اتهام الأخير بالفساد المالي والإداري.
وأوضح بزي أن أولوياته خلال المرحلة القادمة، تتضمن العمل على حل معضلة فيضانات نهر «إيكورس كريك» التي «ابتليت بها مدينتنا منذ سنوات عديدة»، ومعالجة مشاكل شبكة الصرف الصحي، والمضي قدماً بتطوير مشروع «كوريدور فان بورن» التجاري في جنوب المدينة، فضلاً عن تجديد المنتزهات، وتعزيز أمن وسلامة الأحياء، وتحسين خدمات الشباب وكبار السن وقدامى المحاربين، وتحديث التكنولوجيا والاتصالات في البلدية.
وأشار بزي إلى أنه يستلهم قيم التفاني والإخلاص في الخدمة العامة من والدته، لوريس، التي أنشأته مع إخوته الأربعة، على حب مساعدة الآخرين. وقال: «لقد علّمتنا (أمي) أهمية الوفاء بواجباتنا والتزاماتنا، وتقديم الخدمات للآخرين»، مضيفاً: «لقد اعتنت بالأسرة، وعملت خارج المنزل، ولا تزال –حتى الآن– تخصص جزءاً من وقتها لخدمة الناس، من خلال عملها مع بعض المؤسسات المجتمعية، مثل منظمة «أكسس»، كما أنها تشارك في بعض الأنشطة المجتمعية الأخرى، كطهي الطعام للفقراء، وصنع المشغولات اليدوية، وتنسيق جمع التبرعات لصالح النساء والأيتام».
واسترسل بزي بالقول: «من خلال تصرفاتها، تعلمت العمل بجد، والمثابرة على مواجهة المصاعب، وأن أقدم الخدمات للمجتمع والبلد الذي أعيش فيه… إن التزامي بواجباتي المدنية وخدمة الآخرين كان ولايزال جزءاً متأصلاً من روحي، منذ سن مبكرة».
وكان بزي قد هاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة وهو في سن العاشرة.
وقبل انتقاله للعيش في مدينة ديربورن هايتس عام 1997، كان بزي قد نشأ مع عائلته في مدينة ديربورن، ودرس في مدارسها العامة، حيث تخرج من ثانوية «فوردسون»، قبل أن يلتحق عام 1993 بجامعة «إمبري ريدل» بمدينة دايتونا بيتش (فلوريدا)، حيث نال شهادتي البكالوريوس والماجستير في علوم الطيران.
وكان بزي قد التحق -بعد تخرجه من «فوردسون» عام 1984- بسلاح مشاة البحرية (مارينز) وخدم في صفوفه حتى العام 1988، قبل أن يعود إلى خدمة الاحتياط بين عامي 1999 و2016.
وعن تلك الفترة، يقول بزي إنه تولى مناصب مريحة ومجزية خلال مسيرته المهنية، إلا أنه اختار لعدة مرات العودة للخدمة في قوات المارينز، وقال: «على الرغم من أنني شغلت مناصب آمنة ومربحة في شركتي «فورد» للسيارات و«بوينغ» للطيران، إلا أنني فضلت العودة إلى المارينز عدة مرات.. لقد ضحيت بالمكاسب المالية والسلامة، وآثرت البقاء بعيداً عن عائلتي، من أجل خدمة وطني».
وأضاف: «لقد أردت أن أؤسس حياتي، أردت مواجهة التحديات، وخدمة بلدنا وشعبنا، أردت أن أنجز شيئاً يكون تأثيره إيجابياً، لا في حياتي فقط، وإنما في حياة الآخرين أيضاً».
واستفاض بزي قائلاً: «بهذا الفهم لمعنى الخدمة، أعلم أنه بإمكاني –كرئيس للبلدية– المساهمة في تعزيز قدرات ديربورن هايتس، ودفع هذه المدينة العظيمة إلى الأمام».
خلال خدمته في المارينز، كان بزي مسؤولاً عن العمليات، والإشراف على وحدة مشتركة مسؤولة عن إنتاج استخبارات عالية المستوى، كما تولى إدارة المئات من الجنود، وقاد مبادرات معقدة شارك فيها دبلوماسيون وقادة سياسيون. وقال بزي: «خلال خدمتي العسكرية، تم اختياري أيضاً للعمل كجزء من مجموعة أميركية، بدعم من وزارة الخارجية، للتعاون مع المسؤولين المنتخبين حديثاً في تونس والمغرب، وكان الهدف من ذلك البرنامج تعزيز الشفافية والتمكين والتنمية الاقتصادية والمجتمعية»، مضيفاً: «لقد أدى نجاح مجموعتنا إلى تمويل المشاريع السياسية التي تتوخى تعزيز الخدمة العامة والحكم الديمقراطي».
بالإضافة إلى واجباته المهنية، يكرس بزي جزءاً هاماً من حياته للأنشطة الاجتماعية والخيرية، حيث يتولى قيادة وعضوية العديد من الجمعيات غير الربحية، إذ يترأس «شبكة قدامى العاملين في شركة فورد لصناعة السيارات»، ويشغل منصب قائد «مجلس ديربورن لتحالف قدامى المحاربين»، وعضوية المجلس الاستشاري لمنظمة «إنترال لايت»، وبرنامج «ميدنايت» للعبة الغولف لليافعين، ومنظمة «الإغاثة الطبية العالمية» (وورلد ميديكال ريليف)، ومنظمة «الفيلق الأميركي» لقدامى المحاربين و«نادي كيوانيس» و«رابطة مشاة البحرية»، ومنظمة «قدامى المحاربين المعوّقين».
وفي هذا الإطار، قال بزي: «بالإضافة إلى خدمة مدينتي كعضو في المجلس البلدي، فأنا أيضاً أعمل على الأرض، من أجل مساعدة سكاننا»، مضيفاً أنه خلال وباء كورونا، قام بتنظيم العديد من حملات الطعام لكبار السن في ديربورن هايتس، وتمكن من الحصول على «دعم العديد من الأمهات والآباء الرائعين والشبان وأعضاء نادي كيوانيس»، مشيراً إلى أن تلك الجهود أسفرت عن إطعام آلاف الأسر، وتوصيل الوجبات للمسنين، وتوفير معدات الوقاية الشخصية، وجمع الألعاب للأطفال».
وأضاف بزي: «لم أفعل ذلك بمفردي، إنما بالتعاون مع الآخرين في جميع أنحاء المدينة.. تماماً كما خدمت هذه الأمة العظيمة بشرف، أثناء خدمتي في الحكومة وفي الشركات التجارية وفي مجلس المدينة».
وختم بالقول: «عبر خدمة المجتمع، أؤكد التزامي بالعمل جنباً إلى جنب مع أعضاء المجلس ومسؤولي المدينة الآخرين، من أجل سكان ديربورن هايتس».
Leave a Reply