ماديسون هايتس
أصيبت والدة أحد الطلاب في مدرسة متوسطة بمدينة ماديسون هايتس (شمال ديترويت)، بصدمة غير متوقعة إثر اطلاعها على واجب مدرسي لابنها تضمن مسائل رياضية حول شراء الرقيق في حقبة العبودية.
وفي تصريح لقناة «فوكس» المحلية، وصفت كريستيان هانديسايد –وهي والدة طالب يبلغ من العمر 13 عاماً– الواجب المدرسي في مادة العلوم الاجتماعية بأنه درس عنصري مهين.
وجاء في أحد الأسئلة: «إذا كان العبد يستطيع تنظيف ومعالجة خمسة باوندات من القطن يومياً، فما المقدار الذي يمكن تنظيفه ومعالجته بمحلج القطن؟».
وقال سؤال آخر: «إذا كان السيد يستطيع إنتاج 200 باوند من القطن يومياً باستخدام ثمانية عبيد ومحلج قطن، فكم عدد العبيد الذين سيتعين عليه شراؤهم لإنتاج 500 باوند من القطن يومياً؟».
وقالت هانديسايد إنها اتصلت بمعلم ابنها في مدرسة «جون بايدج» المتوسطة بعد رؤية الواجب المنزلي، لتعرب له عن استيائها الشديد، مؤكدة أنها شعرت بضرورة إعلاء الصوت ضد التساهل مع مسألة العبودية. وأضافت: «يجب أن أتأكد من أن ابني الأسود يحصل على التعليم المناسب، وليس التعليم الخاطئ، والاستماع إلى أمور غير حساسة حول العبودية».
وفي رده عبر البريد الإلكتروني، قال المعلم إن هذه المادة تعتبر من أكثر المواضيع حساسية ضمن المناهج الدراسية في ميشيغن، لافتاً إلى أنه تعامل معها لمدة 14 عاماً «بأكبر قدر من الاهتمام مقارنة بأي موضوع آخر». وأضاف أنه يحرص دائماً على تعليم طلابه أن العبودية «غير إنسانية وغير ضرورية وبائدة».
في المقابل، رد المحامي تود بيركنز متسائلاً عن «الأربعة عشر عاماً التي عانت خلالها عقول شابة من الإهانة، بإجبارها على التحدث عن العبودية كأمر طبيعي، في إطار مسائل رياضية».
وانضم بيركنز إلى موكلته هايدسايد في اجتماعها مع مسؤولي المنطقة التعليمية، يوم الإثنين الماضي. لمطالبتهم بتقديم اعتذار عام وخطة عمل لتغيير الطريقة التي يعلمون بها العبودية.
وقال بيركنز: «يجب حرق الخطة المعتمدة حالياً وتدميرها على الفور، وإعادة بناء خطة تعليم جديدة، مهما كلّف الأمر».
وأرسلت المنطقة التعليمية في ماديسون هايتس، المعروفة باسم مدارس «لامفير» العامة، خطاباً اعتذارياً إلى أولياء الأمور، جاء فيه أن «جزء من الدرس كان محاولة لإثبات تأثير الظروف الاقتصادية بما في ذلك العبيد وتأثير التكنولوجيا على العصر»، مقرّاً بأن «الأسئلة المطروحة واختيار المواد الداعمة كانت غير حساسة وغير مناسبة وتمت إزالة المحتوى على الفور».
وفي بيان صحفي لاحق، أكدت مدارس «لامفير» التزامها «بتوفير بيئة داعمة وراعية ومحترمة وشاملة لجميع أعضاء مجتمعنا». وأضاف البيان: «لقد تم إعلامنا بالوضع ونتعامل معه. لقد التقينا بالعائلة ونعمل بشكل تعاوني لضمان استمرارنا في النمو والتعلم من هذا الوضع المؤسف»، خاتماً بالقول: «نعتذر بصدق عن أي أذى حدث».
ويشار إلى أن دائرة «لامفير» التعليمية تشرف على تسع مدارس عامة تضم زهاء 2,500 طالب في مدينة ماديسون هايتس الواقعة في مقاطعة أوكلاند.
Leave a Reply