ديترويت
يواجه عمالقة صناعة السيارات في ميشيغن أزمة متصاعدة مع تعثر إنتاج المركبات، بسبب النقص الحاد في إمدادات الرقائق الإلكترونية التي تعتبر بمنزلة «الدماغ» في السيارات الحديثة.
وأدى النقص في أشباه الموصلات الإلكترونية، إلى تعطيل الإنتاج في عدد من مصانع «فورد» و«جنرال موتورز» و«ستيلانتس» وغيرها من الشركات المصنعة للسيارات في أميركا الشمالية.
وأعلنت «فورد» إلغاء نوبات عمل في عدد من مصانعها وإغلاق بعضها الآخر مؤقتاً بسبب نقص الرقائق، وقالت إن أرباح الشركة قد تتضرر بما يصل إلى 2.5 مليار دولار هذا العام بسبب هذه الأزمة
أما شركة «جنرال موتورز» التي علقت إنتاج بعض علاماتها في ميشيغن والمكسيك حتى نهاية آذار (مارس) الحالي كحد أدنى، فقالت إنها قد تواجه ضربة في الأرباح تبلغ ملياري دولار.
وللالتفاف على الأزمة، قالت «فورد» إنها تعتزم إنتاج شاحنات «أف 150» الخفيفة وسيارات الدفع الرباعي من طراز «أدج»، من دون وحدات إلكترونية، والاحتفاظ بها بضعة أسابيع، ثم شحنها إلى وكالات البيع بمجرد توافر تلك الوحدات واكتمال فحوصات الجودة الشاملة.
وكشفت «ستيلانتيس» («كرايسلر» سابقاً) عن خطة مماثلة لمواصلة تشغيل مصانعها لإنتاج «رام 1500» في ميشيغن والمكسيك.
ولا تقتصر أزمة شح الرقائق الإلكترونية على إنتاج السيارات، بل تشمل أيضاً عمالقة التكنولوجيا والشركات المصنّعة للإلكترونيات.
ويواجه المستهلكون ارتفاعاً في الأسعار ونقصاً في المنتجات من أجهزة التلفزيون والهواتف المحمولة إلى السيارات ووحدات التحكم في الألعاب مع تزايد النقص العالمي في الرقائق الإلكترونية.
ويتفاقم هذا النقص بشكل مطرد منذ العام الماضي. ففي البداية كانت المشكلة مجرد تأخير مؤقت في الإمدادات بسبب إغلاق المصانع لمكافحة وباء فيروس كورونا.
ولكن على الرغم من عودة الإنتاج إلى طبيعته ما زالت المشكلة مستمرة، خصوصاً مع زيادة الطلب حيث ازداد استثمار شركات تصنيع السيارات في السيارات الكهربائية ذات التقنية العالية، والازدهار في مبيعات أجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر المنزلية وإطلاق وحدات تحكم الألعاب الجديدة والهواتف المحمولة المزودة بتقنية 5G، كلها عوامل أدت إلى زيادة الطلب.
حتى شركة «آبل» التي تعتبر أكبر مشترٍ في العالم لأشباه الموصلات، والتي تنفق 58 مليار دولار سنوياً لتأمين حاجتها من الرقائق، كانت قد اضطرت إلى تأخير إطلاق هاتف «آيفون 12» لمدة شهرين في العام الماضي، بسبب هذا النقص.
ويقول نيل كامبلينغ، محلل وسائل الإعلام والتكنولوجيا في مؤسسة Mirabaud السويسرية المالية العالمية: «الرقائق هي كل شيء، هناك عاصفة كاملة من عوامل العرض والطلب تحدث هنا، لكن في الأساس هناك مستوى جديد من الطلب لا يمكن مواكبته، الجميع في أزمة والأمر يزداد سوءاً».
وقال كامبلينغ: «يبدو أن النقص في الرقائق سيستمر بعض الوقت، قد يستغرق الأمر ما يصل إلى عامين حتى يتم تشغيل مصانع إنتاج أشباه موصلات جديدة، وهو ما يعني أن أسعار الأجهزة لن تنخفض خلال السنتين القادمتين».
Leave a Reply