لندن
يعاني واحد من كل ثلاثة أشخاص تغلبوا على «كوفيد–19» من تشخيص عصبي أو نفسي بعد ستة أشهر، وفقاً لأكبر دراسة نُشرت حتى الآن حول المخاطر التي يخلّفها فيروس كورونا على الصحة العقلية.
فمن خلال دراسة السجلات الصحية لأكثر من 230 ألف مريض تعافوا من الإصابة بالفيروس، وجد الباحثون أن 34 بالمئة منهم تم تشخيصهم بحالة عصبية أو نفسية في غضون ستة أشهر.
وقال مؤلفو الدراسة إن البحث الذي نشر، الأربعاء الماضي، في مجلة «لانسيت» للطب النفسي، أثبت أن الناجين من «كوفيد–19» كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض دماغية مقارنة بمن يعانون من التهابات أخرى في الجهاز التنفسي.
وكانت أكثر الحالات شيوعاً بين الناجين من «كوفيد–19»، هي القلق بنسبة 17 بالمئة، بالإضافة إلى اضطرابات في المزاج بنسبة 14 بالمئة.
وتشير أرقام الدراسة إلى أن الإصابة بأمراض عصبية كانت ضئيلة مقارنة بالأمراض النفسية، فمثلاً كانت نسبة الإصابة بنزيف الدماغ 0.6 بالمئة، والسكتة الدماغية 2.1 بالمئة والخرف 0.7 بالمئة. أما خطر الإصابة باضطرابات الدماغ كان أعلى بشكل عام لدى المرضى الذين أصيبوا بأعراض شديدة جراء الإصابة بـ«كوفيد–19».
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة وهو من «جامعة أكسفورد»، بول هاريسون، إنه في حين أن نسبة الخطر على إصابة الجهاز العصبي كان ضئيلاً فإن التأثير العام عبر سكان العالم يمكن أن يكون «كبيراً»، مشيراً إلى أن «العديد من هذه الحالات مزمنة».
ويطالب هاريسون بتوفير الموارد اللازمة وتطوير أنظمة الرعاية الصحية لتكون مستعدة للتعامل مع الاحتياجات المتوقعة في المستقبل القريب بعد مرور أكثر من عام على تفشي الوباء.
Leave a Reply