ديربورن
نفى قائد شرطة ديربورن، رونالد حداد، اتهام عناصر دائرته بالوحشية ضد السود على خلفية استخدام القوة في اعتقال متشرد إفريقي أميركي في أحد شوارع المدينة، الشهر الماضي، مثنياً على طريقة تعامل عناصره مع الرجل الذي يعاني من اضطرابات عقلية.
وقال حداد في مؤتمر صحفي عقده يوم الجمعة الماضي: «لم أرَ ضرباً من قبل الشرطة أو ركلاً، وباستثناء محاولة تثبيته، لم يُستخدم أي نوع من القوة»، نافياً ممارسة أي نوع من التمييز بين المواطنين.
الحادثة التي وقعت قرب تقاطع شايفر وفورد في شرق ديربورن، يوم 30 آذار (مارس) المنصرم، وتم توثيقها بمقاطع فيديو، كانت قد جددت الاتهامات لشرطة ديربورن بالعنصرية، وفق منظمة حقوقية تحمل اسم «المحاسبة لديربورن» Accountability for Dearborn التي تطالب بإصلاح شرطة المدينة وتخليصها من إرثها العنصري ضد الأفارقة الأميركيين. وقد وصل الأمر بنشطاء المنظمة إلى حد المطالبة بطرد الشرطي المنخرط في الحادثة وتوظيف اختصاصيين نفسيين لمساعدة شرطة المدينة في التعامل مع المتشردين والمرضى النفسيين.
لكن بعد التحقيق في الحادث، أكد حداد، أن الشرطي، وغيره من العناصر الذين استجابوا للحادثة، تصرفوا بشكل مناسب تماماً، بل سعوا أيضاً لمساعدة الرجل المعروف لدى الدائرة.
وكانت الشرطة قد تلقت في ذلك اليوم، عدة مكالمات حول متسول يعرقل حركة المرور عند التقاطع المزدحم، فتم إرسال أحد عناصر الدائرة إلى الموقع ولدى محاولته توقيف مورفي قام الأخير بمقاومته إلى أن تدخل بعض المدنيين العابرين لمساعدة الشرطي على احتواء الموقف.
وأشار حداد إلى أنه عندما وصل الشرطي، تعرف فوراً على المدعو جاكوان مورفي، الصادرة بحقه أربع مذكرات توقيف، وله 191 مناسبة اتصال سابقة بشرطة ديربورن على مدى العقد المنصرم، من ضمنها 81 حادثة خلال السنوات الخمس الماضية، حيث تم اعتقاله 14 مرة وإنذاره 46 مرة.
وفي حين أن معظم اتصالات مورفي السابقة بالشرطة كانت سلمية، إلا أنها تضمنت أيضاً تهماً بالاعتداء وحيازة الأسلحة وجرائم أخرى.
ورداً على اتهامات الشرطة بالوحشية ضد السود كشف حداد خلال المؤتمر الصحفي عن لقطات مصورة من كاميرا سيارة الشرطي تظهر تفاصيل ما حدث، بعد انتشار مقاطع فيديو أخرى مجتزأة تم التقاطها من سيارات عابرة.
ويُظهر مقطع الفيديو الرسمي، ضابطاً يسير باتجاه مورفي، ويمسك معصمه، وهو ما تم شرحه على أنه طريقة تكتيكية للتأكد من عدم وجود أسلحة. وبعد لحظات من مقاومة مورفي، نجح الشرطي في تثبيته أرضاً بمساعدة مدنيين هبّوا إلى مساعدة الشرطي.
وقال حداد: «نحن في العادة لا ندافع عن مشاركة المواطنين، لكن في هذه الحالة كانت المساعدة كبيرة».
وبعد تقييد المشتبه به، وصل ضابط رفيع من شرطة ديربورن برفقة عناصر من الدائرة، وتحدث مع مورفي الذي اشتكى من عدم حصوله على الدواء. وبعد تهدئة الموقف ألغى الضابط التعزيزات وساعد في إيصال مورفي إلى سيارة الشرطة ليتم اقتياده إلى مستشفى محلي حيث خضع لتقييم نفسي قبل أن يطلق سراحه في غضون ثلاث ساعات.
ولفت حداد إلى أن مورفي عاد بعد ذلك إلى التقاطع نفسه، وتسبب باستدعاء الشرطة إلى المكان مرة أخرى، وتابع أنه بالإضافة إلى اتصالاته الـ191 السابقة مع شرطة ديربورن، يزخر سجل مورفي أيضاً بالعديد من الاعتقالات والاتصالات بالشرطة في ما لا يقل عن 11 مدينة أخرى بالمنطقة.
وأضاف حداد: «في الماضي حاولنا مساعدته، كما حاولنا هذه المرة أيضاً».
ووفقاً لقائد شرطة ديربورن، انتقلت عائلة مورفي من المنطقة قبل سنوات ولا توجد طريقة للعثور عليهم في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن الشرطة حاولت سابقاً نقله إلى ملجأ للمشردين لكن دون جدوى.
وطلب حداد من أي شخص يعرف أياً من أفراد عائلة مورفي أن يتواصل مع قسم الشرطة حتى يتمكنوا من محاولة الاتصال بالعائلة والحصول على المساعدة له.
وجاء مؤتمر حداد الصحفي، بعد أن وجهت منظمة «المحاسبة لديربورن» انتقادات قاسية لشرطة المدينة واتهمتها بالاستمرار على النهج العنصري الذي اشتهرت به المدينة خلال القرن العشرين.
ومنذ الصيف الماضي، وبالتزامن مع احتجاجات «حركة حياة السود مهمة»، شاركت المجموعة في اجتماعات لمجلس البلدية داعيةً إلى خفض الإنفاق على شرطة ديربورن واستثمار تلك الأموال في الصحة العامة والصحة السلوكية.
وتستند المنظمة في اتهاماتها إلى أحدث الإحصائيات الخاصة بشرطة ديربورن. إذ تشير البيانات إلى أنه في العام 2019 شكل السود 58.6 بالمئة من الاعتقالات في المدينة رغم أن السود يشكلون أقل من 4 بالمئة من السكان.
وبرر حداد هذه النسبة الكبيرة بقوله إن ديربورن تجتذب عدداً كبيراً من الزوار القادمين من ديترويت المجاورة التي يشكل السود الأغلبية الساحقة من سكانها.
كذلك لفت حداد إلى أن حوادث استخدام القوة من قبل شرطة ديربورن انخفضت من 209 حوادث في العام 2008 إلى 39 فقط في 2020.
Leave a Reply