سيتم تأهيلهم في مجمع خاص قبل إتاحتهم للتبني
ألبيون
استقبلت ولاية ميشيغن، خلال الشهر الجاري، حوالي 100 طفل مهاجر غير مصحوبين بذويهم، في إطار اتفاق بين الحكومة الفدرالية ومؤسسة محلية غير ربحية للمساعدة في احتواء أزمة تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود مع المكسيك منذ بداية العام الجاري.
والأطفال المئة الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عاماً، يشكلون الدفعة الأولى من 240 طفلاً ستسقبلهم منظمة «ستار كومنولث» غير الربحية في حرمها الذي تبلغ مساحته 350 أيكر في مدينة ألبيون (جنوب غربي الولاية)، وذلك بموجب اتفاق مع وزارة الصحة الأميركية لإيواء الأطفال وتقديم الرعاية وخدمات الصحة السلوكية اللازمة لهم تمهيداً لعرضهم للتبني.
وتم نقل هؤلاء الأطفال من منشآت وكالة الجمارك وحرس الحدود CBP عند الحدود الأميركية المكسيكية إلى ميشيغن، في أواسط نيسان (أبريل) الجاري، حيث خضعوا فور وصولهم لفحوص طبية وتم تزويدهم بالملابس وأدوات النظافة والطعام والوجبات الخفيفة اللازمة، فضلاً عن مكان آمن للراحة.
وبحسب المراقبين، شكل انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة عامل تشجيع على الهجرة غير الشرعية عبر المكسيك إلى الولايات المتحدة، بعد تخفيف الإجراءات المشددة التي تم فرضها في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
ويقول المسؤولون الفدراليون إنه بحلول منتصف أبريل، كان هناك 16,941 طفلاً تحت رعاية مكتب إعادة توطين اللاجئين التابع لوزارة الصحة الأميركية، التي سارعت خلال الآونة الأخيرة إلى فتح مواقع إيواء في أنحاء متفرقة من البلاد لتسريع إطلاق سراح الأطفال المحتجزين في المراكز الحدودية، والذين تزايدت أعداداهم بشكل كبير بعد تخلي إدارة بايدن عن سياسات الإدارة السابقة بإعادة الأطفال غير المصحوبين بذويهم إلى عائلاتهم في أوطانهم الأصلية، والتي هي في الغالب من دول أميركا الوسطى.
وتعاني مراكز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين قرب الحدود مع المكسيك من اكتظاظ شديد وأوضاع صحية مزرية في ظل تفشي وباء كورونا، وقد فرضت الإدارة الحالية حظراً على الصحفيين والمصورين في تلك المواقع بحجة مكافحة انتشار «كوفيد–19» وحفظاً لكرامة المهاجرين.
وفي السياق، تم إخضاع الأطفال المنقولين إلى ميشيغن لفحوص كورونا قبل وصولهم إلى الولاية. كما سيتم فحصهم كل ثلاثة أيام للتأكد من عدم تفشي الفيروس في المجمع الذي سيزوره موظفو مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) دورياً للتأكد من تطبيق بروتوكولات «كوفيد–19» وتقديم التوجيهات بهذا الشأن.
يشار إلى أن مؤسسة «ستار كومنولث» تأسست في عام 1913 كمأوى للأولاد الهاربين ومنذ ذلك الحين تطورت لتقديم البرامج الاجتماعية والتعليم وخدمات الصحة السلوكية للأطفال.
ووفقاً للمسؤولين سيتم استخدام مجمع «ستار كومنولث» كمركز لإيواء هؤلاء الأطفال ومعالجتهم لمدة لا تزيد عن 30 يوماً قبل تسليمهم إما إلى أسر تتبناهم أو إلى ملجأ مناسب للحصول على رعاية طويلة الأجل.
ويتكون مجمع «ستار كومنولث» النائي من 17 منزلاً يستوعب كل منها 12 إلى 15 طفلاً، إضافة إلى عيادة طبية وصالة مغلقة للألعاب الرياضية وكافيتيريا ومبان تعليمية ومصلّى وملاعب وحديقة مطلة على بحيرة.
تسعة أضعاف
كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» عن أن عدد المهاجرين القصّر الذين يحاولون الوصول للولايات المتحدة شهرياً، زاد تسعة أضعاف منذ مطلع العام الجاري، مبينة أن مراكز الإيواء الحدودية تجاوزت قدرتها الاستيعابية متسببة بأزمة إنسانية.
وقالت جين غو المديرة الإقليمية لـ«يونيسيف» في أميركا اللاتينية والكاريبي ومقرها في باناما: «انفطر قلبي لرؤية معاناة هذا العدد الكبير من الأطفال الصغار وبينهم رضّع عند الحدود المكسيكية مع الولايات المتحدة».
وأضافت: «بعد زيارة استمرت خمسة أيام عند الحدود بين البلدين وجدنا أن غالبية مراكز الإيواء في المكسيك مكتظة ولا يمكنها استيعاب عدد أكبر من الأطفال والمراهقين والعائلات الذين يهاجرون باتجاه الشمال».
وقالت الـ«يونيسف» إن السلطات المكسيكية تسجل يومياً ما معدله 275 مهاجراً قاصراً ينتظرون العبور إلى الولايات المتحدة أو بعد صدهم، محذرة من أن المهربين «يستغلون من دون أي رادع أخلاقي» يأس العائلات الساعية إلى الفرار من عنف العصابات المسلحة والفقر والعنف المنزلي وتأثيرات التغير المناخي والبطالة الناجمة عن الجائحة.
وقالت إن الشهادات التي جمعتها لدى عائلات مهاجرين في مدينتي سيوداد خواريس وتيخوانا تشير إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان خلال الرحلة، من ابتزاز واعتداءات جنسية وخطف وإتجار بالبشر.
Leave a Reply